و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

إنجاز طبي جديد

26 كفيفا يستعيدون البصر بشريحة إلكترونية بحجم شعرة الرأس

موقع الصفحة الأولى

حقق باحثون من جامعات ستانفورد وبون وبيتسبرج إنجازًا طبيًا غير مسبوق بعد نجاحهم في زراعة شريحة إلكترونية دقيقة داخل عيون أشخاص فقدوا البصر نتيجة الضمور البقعي غير القابل للعلاج، حيث تمكن عدد كبيرمنهم من استعادة جزء من  الرؤية المركزية واستطاع بعضهم قراءة كلمات وجمل للمرة الأولي منذ فقدان بصرهم، وفق ما أكدته تقارير صحفية.
النظام المبتكر المعروف باسم «PRIMA» يعتمد على زراعة شريحة سيليكون صغيرة جدًا خلف شبكية العين، لا يتجاوز حجمها 2×2 مليمتر وسمكها أقل من شعرة الإنسان، وتضم 378 بكسلًا ضوئيًا تعمل كمستقبلات صناعية للضوء. وتتكامل هذه الشريحة مع نظارة ذكية مزودة بكاميرا ومعالج صغير يُعلّق على الجيب، حيث تلتقط الكاميرا الصور وترسلها إلى المعالج الذي يحولها إلى إشارات ضوئية غير مرئية تُرسل إلى الشريحة المزروعة، فتتحول إلى نبضات كهربائية تحفز خلايا الشبكية والعصب البصري، ليعاد تنشيط مراكز الإبصار في الدماغ.
وأجريت التجارب السريرية على مدار عام كامل بمشاركة 32 مريضًا في 17 مستشفى أوروبيًا، حيث أظهرت النتائج أن 26 مريضًا، أي أكثر من 80% من المشاركين، استعادوا قدرًا من الرؤية الوظيفية، وتمكن بعضهم من قراءة الحروف والكلمات لأول مرة منذ سنوات.
وقال البروفيسور خوسيه ألان ساهيل من جامعة بيتسبرغ: «إنها المرة الأولى التي ينجح فيها أي علاج تجريبي في تحقيق استعادة وظيفية للرؤية لدى هذا العدد الكبير من المرضى».
ما يميز هذه التقنية أنها تعمل لاسلكيًا ولا تحتاج إلى أي توصيلات خارجية، كما تسمح للمرضى بالاحتفاظ برؤيتهم الجانبية الطبيعية إلى جانب الرؤية المركزية المستعادة، وهو ما يجعل التجربة البصرية  أكثر واقعية وسلاسة مقارنة بالمحاولات السابقة.
وروت إحدى المشاركات في التجارب، وتُدعى شيلا إيرفين من مستشفى مورفيلدز في لندن، تجربتها قائلة: «قبل العملية لم أكن أرى سوى بقعتين سوداوين في منتصف نظري، لكن بعد الزرع بدأت أتعرف على الحروف وأقرأ من جديد،كانت لحظة لا تُنسى».

الآثار الجانبية

وأوضح الباحثون أن بعض المرضى تعرضوا لآثار جانبية طفيفة بعد الجراحة، مثل التهابات مؤقتة أو زغللة بسيطة، لكنها زالت سريعًا دون أي تأثير دائم. ويعمل الفريق العلمي حاليًا على تطوير نسخة جديدة من الشريحة بدقة أعلى ودرجات رمادية متعددة، لتمكين المرضى من تمييز الوجوه وتحسين قدراتهم البصرية بشكل أكبر.
وأظهرت بيانات نُشرت عبر موقع «EurekAlert» أن متوسط تحسن حدة البصر لدى المشاركين بلغ نحو 25 حرفًا في مخطط اختبار الرؤية، أي ما يعادل خمسة أسطر كاملة، وهو تطور ملموس يؤكد فعالية التقنية. كما أوصت الجهات التنظيمية الأوروبية بالموافقة على تسويق الجهاز نظرًا لأن الفوائد تفوق مخاطر الجراحة، بينما يجري حاليًا التقدم بطلب للموافقة في الولايات المتحدة.
ويعد هذا المشروع ثمرة تعاون بين فريق دولي يقوده البروفيسور دانييل بالانكر من جامعة ستانفورد والبروفيسور فرانك هولز من جامعة بون في ألمانيا، ويؤكد العلماء أن هذه التقنية تمهد الطريق نحو علاج دائم لأنواع متعددة من العمى، خاصة الناتجة عن تدهور الشبكية أو الأمراض الوراثية.
وبحسب تقديرات المنظمات الطبية العالمية، فإن أكثر من خمسة ملايين شخص حول العالم يعانون من فقدان البصر الناتج عن الضمور البقعي، ما يجعل هذا الإنجاز بارقة أمل حقيقية لآلاف المرضى الذين ظنوا أن العمى مصير لا يمكن تغييره.

تم نسخ الرابط