أزمة الرغيف البلدي
أهالي «كفر الأبحر» يبحثون عن الخبز المدعم ويعانون من قلة الأفران البلدية

يعاني أهالي قرية كفر الأبحر التابعة لمركز نبروه بمحافظة الدقهلية، من أزمة حادة بسبب نقص الأفران البلدية بالقرية، الأمر الذي تسبب في زحام شديد ومعاناة يومية للأهالي، وخاصة كبار السن والنساء، للحصول على رغيف الخبز البلدي المدعم، بعد أن تم إغلاق أحد الأفران بقرار من مكتب تموين نبروه لمدة شهر كامل، بدعوى إنتاجه خبزًا غير مطابق في الوزن والمواصفات.
وتقدم المواطن سيد عنبر، نيابة عن أهالي قرية كفر الأبحر، باستغاثة إلى اللواء طارق مرزوق محافظ الدقهلية، مطالبًا بسرعة التدخل لإنهاء الأزمة، خاصة أن القرية يوجد بها فرن آلي جديد ومرخص منذ سبع سنوات، مطابق لجميع المواصفات الفنية والصحية، إلا أنه لم يتم صرف الحصة التموينية له حتى الآن، رغم جاهزيته الكاملة للعمل والإنتاج، مما زاد من معاناة المواطنين والتكدس أمام الأفران العاملة حاليًا.
وأشار المواطن إلى أن الفرن المغلق أدى إلى تحميل الضغط على فرن واحد فقط يخدم القرية والعزب التابعة لها، مثل (الشيخ سليم – العزبة الحمراء – عزبة لقطان – عزبة أبو عبدالله)، مما تسبب في طوابير طويلة منذ الفجر ومعاناة شديدة للأهالي يوميًا. كما أكد أن هناك جهة معينة مستفيدة تعرقل تشغيل الفرن الثالث بالقرية رغم مطابقته للشروط، مطالبًا اللواء طارق مرزوق محافظ الدقهلية بتشكيل لجنة متخصصة من مديرية تموين الدقهلية للانتقال إلى القرية لمعاينة الفرن المذكور على أرض الواقع والتحقق من ترخيصه واستعداده الكامل للإنتاج.
وأضاف أن أهالي كفر الأبحر يقدرون الجهود الكبيرة التي يبذلها في تيسير الخدمات للمواطنين وتحسين المنظومة التموينية، مشيرين إلى أن تدخله في هذه الأزمة سيعيد الانضباط للمنظومة ويخفف العبء عن سكان القرية.
أقدم قرى الدقهلية
وتُعد قرية كفر الأبحر من القرى القديمة بمحافظة الدقهلية، واسمها الأصلي وقت الفتح الإسلامي لمصر كان نايسي (Naisi). وقد وردت في كتب التراث الجغرافي والتاريخي مثل قوانين الدواوين لابن مماتي باسم نهيسة ضمن أعمال السمنودية، كما ذكرها ابن الجيعان في التحفة السنية بأسماء البلاد المصرية ضمن قرى الروك الناصري. وفي العصر العثماني وردت باسم نهيسة أو كفر بساط ضمن قرى ولاية الغربية في تربيع سنة 933هـ/1527م، ثم وردت في عام 1228هـ/1813م باسم كفور الجاموس ضمن قرى مديرية الغربية. وفي سنة 1261هـ/1845م تغير الاسم رسميًا إلى كفر الأبحر، وهو الاسم المعروف حاليًا.
ويبلغ عدد سكان قرية كفر الأبحر عدة آلاف من المواطنين، وتُعد من القرى الزراعية النشطة التي تخدم عددًا من العزب المجاورة، مما يجعل أزمة نقص الأفران الحالية أمرًا حيويًا يتطلب تدخلاً عاجلاً من الجهات المختصة لتشغيل الفرن المرخص بالقرية، بهدف تخفيف الضغط على الأهالي وضمان حصول كل أسرة على حصتها من الخبز المدعم بسهولة ويسر.