و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

بسبب تهديدات ترامب للصين

زلزال اقتصادي يضرب شركات التكنولوجيا والخسائر 770 مليار دولار في يوم واحد

موقع الصفحة الأولى

فيما وصفه خبراء بانه زلزال اقتصادي ضرب شركات التكنولوجيا أعاد التوتر التجاري بين واشنطن وبكين إلى الواجهة، شهدت أسواق الأسهم الأمريكية واحدة من أسوأ جلساتها خلال العام، بعدما أدت تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة على الصين إلى خسارة شركات التكنولوجيا الكبرى نحو 770 مليار دولار من قيمتها السوقية في يوم واحد.
وقالت وكالات الأنباء العالمية، من بينها رويترز وبلومبيرج، إن الأسواق الأمريكية تعرضت لهزة قوية بعد تصريحات ترامب التي تعهد فيها بفرض رسوم بنسبة 100% على الواردات الصينية إذا عاد إلى البيت الأبيض، موضحًا أن هذه الإجراءات تأتي رداً على ما اعتبره ممارسات غير عادلة في التجارة والتكنولوجيا. وأثارت تلك التصريحات قلق المستثمرين ودفعتهم إلى عمليات بيع واسعة في البورصات.
وانخفضت أسهم أمازون وإنفيديا وتيسلا بنحو 5%، كما تراجعت أسهم ألفابت، الشركة الأم لجوجل، بنسبة 2%، وميتا المالكة لفيسبوك بنحو 4%، في سلسلة خسائر بلغت إجمالاً نحو 770 مليار دولار من القيمة السوقية لشركات التكنولوجيا العملاقة بعد تهديدات ترامب بزيادة الرسوم الجمركية على السلع الصينية.
ووفقًا لتقارير أمريكية، فإن ارتفاع حصة شركات التكنولوجيا التي تتجاوز قيمتها التريليونية في السوق الأمريكية جعل تأثير تراجعها مضاعفًا، إذ أدى انخفاضها إلى هبوط مؤشر ناسداك بنسبة 3.6% ومؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 2.7%. وكان هذا أسوأ يوم للمؤشرين منذ أبريل الماضي، عندما كشف ترامب أنه سيفرض رسوماً جمركية متبادلة علي شركاء الولايات المتحدة التجاريين.
وأعلن ترامب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أن الولايات المتحدة ستفرض رسوماً جمركية بنسبة 100% على الصين، على أن تُطبق ضوابط التصدير على البرامج المهمة اعتباراً من الأول من نوفمبر المقبل، مما تسبب في موجة من الذعر داخل أسواق المال الأمريكية والعالمية.
وأدت التهديدات الأخيرة إلى تعطّل انتعاش قطاع التكنولوجيا الذي بُني على استثمارات ضخمة في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي. وكانت شركة إنفيديا، المصنّعة لوحدات معالجة الرسومات لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، قد أصبحت مؤخرًا أول شركة تصل قيمتها السوقية إلى 4.5 تريليون دولار، لكنها فقدت نحو 229 مليار دولار من هذه القيمة نتيجة لتصريحات ترامب.

حساسية الأسواق

أما شركة مايكروسوفت، التي تستثمر بكثافة في مراكز البيانات السحابية، فقد خسرت نحو 85 مليار دولار من قيمتها السوقية، في حين فقدت أمازون نحو 121 مليار دولار، وتيسلا حوالي 71 مليار دولار في يوم واحد فقط.
ويرى خبراء الاقتصاد أن هذه الخسائر تعكس حساسية الأسواق تجاه أي تصعيد تجاري بين أكبر اقتصادين في العالم، خاصة في ظل اعتماد الشركات الأمريكية على سلاسل توريد صينية لتصنيع الرقائق الإلكترونية والمكونات الحيوية للأجهزة الذكية والسيارات الكهربائية.
تعود حدة الخسائر إلى عدة عوامل مترابطة. فشركات التكنولوجيا تعتمد بشكل واسع على الصين في تصنيع المكونات وتجميع الأجهزة، وأي رسوم إضافية ستؤدي إلى زيادة تكلفة الإنتاج وتقليص الأرباح. كما أن التهديد بفرض قيود على تصدير البرمجيات والتقنيات الحيوية أثار مخاوف المستثمرين من دخول القطاع في مرحلة من عدم اليقين التنظيمي قد تعرقل النمو المستقبلي.
إضافة إلى ذلك، فإن الأسواق المالية تتحرك بناءً على التوقعات أكثر من الوقائع الفعلية، وهو ما يفسر موجة البيع الحادة التي شهدها قطاع التكنولوجيا عقب تصريحات ترامب، إذ يرى المستثمرون في هذا القطاع أحد أعمدة الاقتصاد الأمريكي الحديث، ما يجعل أي تهديد لبيئته التجارية سببًا مباشرًا لزعزعة الثقة في السوق.
وصفت الصين الرسوم الجمركية الجديدة التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي  دونالد ترامب علي البصائع الصينية بأنها نفاق، وذلك في الوقت الذي دافعت فيه عن قيودها علي صادرات العناصر النادرة والمعدات دون أن تفرض أي رسوم إضافية علي الواردات الأمريكية. وأضافت وزارة التجارة الصينية أن تهديد ترامب بالرسوم الجمركية يعكس ازدواجية المعايير، وأن هذه الإجراءات أضرت بمصالح الصين وتقوض أجواء المحادثات الاقتصادية والتجارية الثنائية.
تُعد العناصر النادرة نقطة خلاف رئيسية بين الصين والولايات المتحدة، لأنها معادن أساسية تُستخدم في صناعة التكنولوجيا الحديثة. فهذه المواد تدخل في تصنيع كل شيء من الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر إلى السيارات الكهربائية وأجهزة الطاقة المتجددة، وحتى بعض المعدات العسكرية الدقيقة. وتسيطر الصين على معظم إنتاج هذه العناصر عالميًا، ما يجعل أي قيود أو خلاف تجاري حولها يؤثر مباشرة على قدرة شركات التكنولوجيا الأمريكية على إنتاج أجهزتها ويزيد من تكاليفها.

تم نسخ الرابط