
أولاً: يقوم التسلسل الهرمي الدولي على معيارى القوة والهيبة ، الهيبة هي ما يسمى ب " سمعة القوة ". ورغم أهمية القوة العسكرية الا ان هناك عوامل لا يمكن قياسها تؤخذ في الاعتبار، منها الصفات العسكرية لرجال الدولة، وكفاءة القادة، وكفاءة الإدارة.
صحيح ترتبط الهيبة ارتباطا وثيقًا بمفهوم القوة، ولكنها تختلف عنه. فالقوة هي احتمال أن يكون أحد الأطراف الفاعلة في وضع يسمح له بتنفيذ إرادته رغم المقاومة، بغض النظر عن الأساس الذي يستند إليه هذا الاحتمال أما الهيبة أو المكانة فهي احتمال أن تُطيع أطراف معينة أمرا ذا مضمون مُحدد. انها ترتبط بسمعة القوة من حيث تصورات الأخرين عنك ومدى استعدادك لاستخدام القوة.
جانب أخر للهيبة، هو الأساس الأخلاقي ، وقد ارتبط في الحالة المصرية بعدالة القضية الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين والأمن القومى المصرى. ومن ثم كانت المطالب واللاءات المصرية لديها دعم اقليمى ودولى.
الهيبة، مهمة لأنه إذا أُدركت قوتك، ستحقق أهدافك دون الحاجة إلى استخدامها لذا في الدبلوماسية والمفاوضات وحل النزاعات بين الدول ، يكون هناك في استخدام ضئيل نسبيا للقوة العلنية لذا فإن المساومة بين الدول ونتائج المفاوضات تتحدد أساسا بالهيبة النسبية للأطراف المعنية.
اتضح ذلك من خلال المواقف المصرية العلنية التي تختار معاركها وتدخلاتها ومن ذلك تحديد الرئيس من قبل خط الجفرة سرت كخط أحمر، وفى أزمة غزة كان تحديد الخطوط الحمراء المصرية ومنها رفض التهجير والمساس بسيناء والحشد الدولى لقضية المساعدات وعدم الرضوخ لابتزازت إسرائيل والاخوان المسلمين وتشويه دور مصر، وهو ما جعل إسرائيل في مأزق طيلة عامين حتى وصمت بالعزلة والنبذ الدولى مما ساهم في الاضطرار لقبول مبادرة ترامب لوقف الحرب.
منح فرصة للفلسطينيين
وأيا كانت مآلات الاحداث المقبلة، فالمكسب الهام الان هو منح فرصة للفلسطينين لتنفس الصعداء، تعزيز ثوابت وخطوط حمراء مصرية لولاها لتم تصفية القضية في ظل مشروع نتن ياهو للشرق الأوسط تأكدت سمعة القوة او الهيبة المصرية فيما يخص تصريحات مصر باعتبار اى مساس بالوفد لفلسطينى يعد انتهاك لسيادتها مما جعل $رايل التي تمادت في استخدام الالة العسكرية متمتعة بالحصانة وانتهكت سيادة دول أخرى تعى ان مصر سيكون لديها رد فورى.
اذن السياسة الخارجية لمصر في السنوات الأخيرة تتسم بمحددين اساسين الأول هو انتقاء المعارك دون استعراض القوة في ميادين كثيرة ومن ثم هناك مواضع اتسم فيها الفعل المصرى باللافعل ومواضع أخرى بالفعل والحركة وفقا لثوابت سياستها الخارجية، والملمح الثانى، هو استثمار وإدارة القوة على نحو يردع ويعزيز الاستعداد لاستخدامها لكن دون استخدام فعلى للقوة العسكرية والإنجرار لصراعات المنطقة.
كان لدى $ رائيل القوة لكن لمصر الهيبة ومصداقية في استخدام القوة، ويرجع ذلك بشكل أساسى عن التصورات عن القدرات العسكرية ومؤسساتها وقواتها المسحلة.