معارك أكتوبر العظيم
معركة عيون موسى .. استسلام قوات العدو بعد كسر أنف «أبو جاموس»

معركة عيون موسى هي إحدى المعارك الخالدة في حرب أكتوبر، والتي شهدت نصرًا حاسمًا للقوات المصرية على مواقع العدو المحصنة، وأثبتت قوة وعزيمة الجيش المصري في مواجهة التحصينات المتقدمة للعدو الإسرائيلي.
وقعت معركة عيون موسى في الفترة ما بين 7 و8 أكتوبر 1973، وكانت قوات الجيش الثالث المصري تقاتل على عمق يتراوح بين 8 و11 كيلومترًا شرق قناة السويس، وأسفرت عن انتصار القوات المصرية في واحدة من أهم معارك حرب أكتوبر.
قاد العميد يوسف عفيفي الفرقة 19 مشاة، واستطاعت قواته احتلال مواقع العدو الإسرائيلي المحصنة على الضفة الشرقية للقناة، والتي كانت تتمركز فيها ستة مدافع من عيار 155 ملم. كان العدو يستخدم هذه المدافع في قصف مدينة السويس خلال حرب الاستنزاف، ولم تتمكن القوات المصرية من القضاء عليها آنذاك، رغم قصفها بكل أنواع "دانات المدفعية".
بعد معركة عنيفة استمرت حتى اليوم التالي 8 أكتوبر، تمكنت الفرقة 19 مشاة من السيطرة على النقطة الحصينة القريبة من آبار عيون موسى، والتي أنشأتها قوات الاحتلال بعد حرب 1967. استخدمها العدو لاحقًا خلال حرب الاستنزاف لقصف السويس والمدن المحيطة بها، بما في ذلك بور فؤاد وخليج السويس. وبنهاية المعركة، تمكنت القوات المسلحة المصرية من السيطرة على مواقع المدفعية الإسرائيلية وتدمير الستة مدافع الموجودة فيها، بالإضافة إلى نسف خمسة دشم بالديناميت.
مدافع أبو جاموس
تعد معركة عيون موسى من المعارك الخالدة في حر أكتوبر المجيدة، حيث كان الهدف الاستراتيجي للمعركة هو الاستيلاء على نقطة حصينة للعدو ضمن خط بارليف، أحد أقوى مواقع العدو على الضفة الشرقية للقناة. وقد أُطلق على النقطة اسم "عيون موسى" نظرًا لقربها من آبار عيون موسى، وقد تم إنشاؤها تحت قيادة حاييم بارليف، رئيس الأركان الإسرائيلي وقتها.
في 10 أكتوبر 1973 صدر أمر للفرقة 19 مشاة بقيادة العميد يوسف عفيفي بالاستيلاء على النقطة الحصينة، وتم تحرير الموقع بعد استسلام القوات الإسرائيلية. وفي 11 أكتوبر صدر أمر بتدمير الموقع بالكامل حتى لا يستفيد منه العدو مرة أخرى، وتم نسف الموقع من الداخل باستخدام الديناميت، مع الإبقاء على واحدة للزيارة فقط. كانت المدافع المثبتة تجاه السويس وبور فؤاد وخليج السويس مثبتة على قواعد خرسانية لا يمكن تحريكها، ولذلك كان لا بد من تدميرها.
بعد انتهاء الحرب، حرص الرئيس الراحل محمد أنور السادات والعاهل السعودي الملك فيصل على زيارة موقع عيون موسى لتكريم الأبطال المصريين، كما تحدث عنه السادات في مجلس الشعب عقب حرب أكتوبر المجيدة.
تقع منطقة عيون موسى في سيناء أمام مدينة السويس، وهي منطقة مرتفعة تكشف المجرى الملاحي للقناة بالكامل، بالإضافة إلى القدرة على مراقبة مدينة السويس. استخدمها العدو الإسرائيلي مركزًا للقيادة، وقام ببناء ست دشم تحتوي على ست مدافع محمولة على عجلات تخرج لإطلاق النار ثم تعود داخل الدشمة ويُغلق عليها باب فولاذي مقاوم لكل أنواع المتفجرات.
خلال حرب الاستنزاف، كان العدو الإسرائيلي يستهدف كل عدة أيام أماكن مختلفة في السويس باستخدام هذه المدافع، وأطلق عليها أبناء السويس اسم "مدافع أبو جاموس" لقوتها النارية التي تطال أي مكان في المدينة، سواء بيوت المدنيين أو المواقع العسكرية. من بين الأماكن التي ضربتها: مصانع الزيتية للبترول، المستشفيات، مدينة الحجاج، قسم الأربعين وغيرها من المناطق الحيوية.