الجركن بـ 5 جنيه وطرنشات للصرف
قري الحسينية خارج حسابات الحكومة.. معاناة مزمنة بسبب مياه الشرب والصرف الصحي

يعيش أهالي قرى مركز الحسينية بمحافظة الشرقية معاناة متفاقمة خارج حسابات الحكومة، ففي الوقت الذي تواصل فيه الحكومة جهودها في التقدم التكنولوجيا لتوفير حياة كريمة للمواطنين، لا يزال هناك قرى تعاني من العطش وأزمات في مياه الشرب والري والصرف الصحي
معاناة أهالي مركز الحسينية بـ محافظة الشرقية تفاقمت إلى أزمات ومشاكل في شبكات الترع والصرف، مما أدى لخسائر للمزارعين وتهديد المحاصيل الزراعية، ودفع الأهالي إلى شراء المياه بتكاليف مرتفعة.
الآلاف من أهالى قرى الفتاح، وعزبة أبوسعد، ومنشية الدواغرة التابعة لمركز الحسينية بمحافظة الشرقية، عبروا عن معاناتهم وغضبهم من انقطاع مياه الشرب عنهم منذ سنوات رغم تكرار الشكاوى والمناشدات، دون أي تدخل من قبل المحافظة التي لا ترد إلا بوعود متكررة دون تنفيذ
الأهالى أكدوا أن معاناتهم تزداد يوما تلو الآخر، حيث يعتمدون على مياه الآبار أو الشراء من القرى المجاورة، ما يهدد صحتهم وصحة أبنائهم، فيما أكد رئيس قطاع مياه الشرب بمركز الحسينية أن القرى تقع فى الظهير الصحراوى، ولاتزال خارج نطاق تغطية الشبكة العامة لمياه الشرب.
وعبر أهالي قرية الفتاح وقرية أبو سعد عن غضبهم في شكوى جماعية، من تجاهل الحكومة لهم منذ سنوات طويلة، رغم أنهم تقدموا بالعديد من الشكاوى ولا تزال الأزمة قائمة.
وقال الأهالي في شكواهم:"نحن نجلب المياه من قرى مجاورة، أو نستخدم مصادر غير صالحة، وهو عبء كبير لا يطاق، وكبار السن والأطفال يعانون، والمياه التى نحصل عليها لا تصلح للاستخدام الآدمى، كما أن أقرب مصدر للمياه يبعد عنا 2 كيلومتر.

وأضاف الأهالي "استمرار المعاناة يضطر معها الأهالى لشراء المياه يوميا مقابل خمسة جنيهات للجركن، فى ظل الأعباء المعيشية الصعبة، وأن هناك من يستخدم مياه الآبار وهى غير آمنة، ما يزيد من احتمالات إصابة الأطفال وكبار السن بالأمراض".
وناشد أهالى تلك القرى المسؤولين بتوصيل خطوط المياه بشكل عاجل إلى القرى غير المخدومة، وتخصيص سيارات مياه نظيفة لحين إنهاء تنفيذ تلك المشروعات.
خارج نطاق الخدمة
من جانبه، قال المهندس إبراهيم الطحاوى، رئيس قطاع مياه الشرب بمركز الحسينية، أن تلك القرى تقع ضمن نطاق الظهير الصحراوى، ولاتزال خارج نطاق تغطية الشبكة العامة لمياه الشرب فى الوقت الحالى، نظرا لصعوبات تتعلق بالتكلفة العالية لمد الشبكات إلى تلك المناطق النائية.
وأشار إلى أن الجهود تتركز حاليا على الانتهاء من تنفيذ مشروعات مياه الشرب الجارى العمل بها فى محطتى شعفورة، وطارق بن زياد، مضيفا أنه فور دخول المحطتين الخدمة، سيتم البدء فى دراسة شاملة لتوصيل مياه الشرب للقرى الواقعة فى الظهير الصحراوى.

الصرف الصحي
أزمة أهالي قرى الحسينية لم تتوقف عند مياه الشرب فقط، فمازالت قرية السعدي تعيش خارج مظلة الأمل، حيث تتفاقم معاناة الأهالي يوما بعد يوم بسبب عدم تنفيذ مشروع الصرف الصحي، مما دفعهم للاعتماد على الطرنشات البدائية التي أصبحت مصدر تهديد حقيقي لصحتهم ومنازلهم وحياتهم اليومية.
وقال أهالي قرية السعدي: "بيوتنا بقت بتغرق من تحتنا، المياه الجوفية ارتفعت بشكل مخيف بسبب الطرنشات، وبدأنا نلاحظ شروخ في الحيطان وأساسات البيوت بتنهار واحدة ورا التانية.. كل نقلة مياه علشان الكسح بـ200 جنيه، وده مبلغ كبير علينا، خصوصاً وإحنا ناس بسيطة على باب الله".