قبيل ذكرى حرب 1973
"الحق ما شهد به الأعداء".. الإعلام العبري: أشرف مروان ضلل إسرائيل ومهد لنصر أكتوبر

في كل عام قبيل ذكرى حرب أكتوبر يحاول الإعلام العبري اثارة الجدل حول دور أشرف مروان، صهر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، في خطة الخداع الإستراتيجي التي سبقت حرب أكتوبر عام 1973.
وفي كل عام يحاول الاعلام العبري تشويه صورة أشرف مروان والتقليل من دوره في حرب أكتوبر 1973، لكن هذه المرة أثارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" جدلاً في الأوساط الإسرائيلية عبر تحقيق موسع كشف أن مروان لم يكن "الجاسوس الأسطوري".
وتعمدت وسائل إعلام وأجهزة إسرائيلية في الأعوام السابقة على كشف معلومات جديدة بشأن دور مروان في حرب أكتوبر بالتزامن مع ذكراها، وزعمت أغلبها في خانة كونه "جاسوسا يعمل لصالحها".
لكن صحيفة “يديعوت أحرونوت” في تقريرها الأخير، قالت إن مواد استخباراتية لم يُكشف عنها من قبل، كشفت أن مروان كان اللاعب الرئيسي في الخطة المصرية التي استهدفت تضليل جهاز الاستخبارات الإسرائيلي قبل حرب أكتوبر 1973 وأثناءها.
وأورد التحقيق أن مروان شارك أواخر أغسطس 1973 في اجتماعات رفيعة المستوى بين الرئيسين المصري أنور السادات والسوري حافظ الأسد، جرى خلالها الاتفاق على خطة الحرب وتحديد موعد الهجوم في السادس من أكتوبر. لكن بدلا من نقل هذه المعلومة الفاصلة إلى "الموساد"، قدم مروان سلسلة من الإنذارات المضللة حول مواعيد مختلفة، ترافقها تقديرات بأن الحرب "لن تندلع على الأرجح".

الثأر الإسرائيلي
من جانبه يرى أحمد فؤاد أنور، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن الإعلام الإسرائيلي دأب على تشوية صورة أسرة عبد الناصر، والتشكيك في حجم الانتصار الذي حققه الجيش المصري في حرب أكتوبر في محاولة لتحقيق الثأر الإسرائيلي من أشرف مروان طيلة العقود الماضية.
وأوضح أن ما ذكرته الصحيفة الإسرائيلية أخيراً هدم 50 عاما من الروايات المضللة، ورفضت مصر الانجراف إليها مع تأكيد رسمي مستمر أن أشرف مروان كان له دور وطني، مشيرا إلى أن خداع أشرف مروان تسبب في أن تفشل إسرائيل في حشد قوات الاحتياط قبل وقت كاف من اندلاع الحرب.
الكاتبة والباحثة شيرين هلال وصفت أن ما نشرته "يديعوت أحرنوت" تؤكد أن أشرف مروان هو العبقري الخفي في لعبة الخداع الإستراتيجي لإسرائيل.

وقالت شيرين هلال: اليوم بعد أكثر من 50 سنة من نشر سرديات العدو الكاذبة ومحاولات تثبيتها في عقول المصريين عن خيانة صهر الرئيس جمال عبد الناصر ومستشار الرئيس السادات، يديعوت احرنوت الجريدة الإسرائيلية الشهيرة تنشر مانشيت للخبير الاستخباراتي والصحفي المعروف "رونين بيرجمان"، في تحقيق شامل بملحق "7 أيام"، يعترف: "أشرف مروان ضلل إسرائيل، وكان جزءًا من خطة خداع مصرية مُحكمة مهّدت لنصر أكتوبر 73"
وأضافت أشرف مروان، رجل المخابرات المصرية الأسطوري، استطاع بذكاءه الحاد، يشكك في صحة المعلومات لدى العدو، ونفذ تعليمات مصر الدقيقة بإبلاغ العدو بنية الجيش المصري للهجوم مع آخر ضوء يوم الأحد، 7 أكتوبر، في خطوة أربكت حسابات الخصم.

كما ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، أنه تم التأكيد في مقابلات مع ضباط مخابرات كبار، على أن أشرف مروان لم يكن مجرد عميل يقوده "الموساد"، بل إنه في الواقع شارك في اللعب على أكثر من سطر، وقدم معلومات مضللة في أوقات محددة لتحقيق أهداف استراتيجية مصرية.
ورفض "الموساد" ما جاء في تحقيق الصحيفة الإسرائيلية الأخير، واصفا ما ورد فيه بأنه مزاعم لا أساس لها، وتشويه للواقع التاريخي.