مصر أكثر الدول استهلاكًا بالشرق الأوسط
مع زيادة نزلات البرد.. تحذيرات من عشوائية استخدام المضادات الحيوية لهذه الأسباب

تحذيرات متكررة أطلقتها وزارة الصحة من الاستخدام العشوائي في تعاطي المضادات الحيوية، حيث قال الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة، إن مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية تنشأ بشكل أساسي بسبب «الاستخدام غير السليم وغير الموصوف طبيًا» للأدوية.
وأضاف المتحدث باسم وزارة الصحة أن الاستخدام غير السليم يتمثل في تناول المضادات الحيوية دون وصفة طبية، أو لعلاج التهابات فيروسية، أو عدم إكمال الجرعة العلاجية الموصوفة والتوقف عن تناول الدواء بمجرد الشعور بتحسن طفيف، بالإضافة إلى عادة مشاركة الأدوية بين أفراد الأسرة.
وحذر من أن هذه الممارسات تؤدي إلى تكوين سلالات من الميكروبات المقاومة، تجعل المضاد الحيوي عديم الفائدة عند الحاجة إليه.
واستشهد ببيانات منظمة الصحة العالمية التي تعتبر هذه الظاهرة التهديد الرئيسي الحالي على الصحة العامة، لافتا إلى أنها تؤدي إلى وفاة 1.2 مليون شخص سنويًا على مستوى العالم، مع توقعات مخيفة بارتفاع العدد إلى 10 ملايين شخص بحلول عام 2050؛ نتيجة سوء استخدام المضادات الحيوية.

وأكد أن مصر كانت من أوائل الدول التي أدركت الخطر ووضعت «استراتيجية قومية لمكافحة مقاومة المضادات الحيوية»، مشيرا إلى أن الوزارة تنفذ حاليا برنامجا متكاملا في أكثر من 96 مستشفى للتعامل مع هذا التهديد.
إحصائيات مقلقة
تحذيرات وزارة الصحة المصرية جاءت عقب تقرير لمنظمة الصحة العالمية، يعتبر مصر من أكثر الدول استهلاكًا للمضادات الحيوية في الشرق الأوسط.
كما كشفت دراسة حديثة من وزارة الصحة المصرية أن 65% من المرضى يستخدمون المضادات دون استشارة طبيب.
وقالت نهى عبد المجيد، أخصائية الميكروبيولوجيا السريرية، “أكبر خطر في مصر هو الاستخدام الخاطئ للمضاد الحيوي سواء من حيث الجرعة، أو مدة العلاج، أو حتى اختيار نوعه هذا يؤدي إلى فشل العلاج، وزيادة قدرة البكتيريا على التكيف والمقاومة.”

وأكد الدكتور طارق الشناوي، استشاري أمراض الصدر، أن المضادات الحيوية لا تعالج الفيروسات مثل الإنفلونزا أو كورونا، ومع ذلك نراها تستخدم بشكل عشوائي مع كل نزلة برد. هذا يسبب كوارث مستقبلية.
وأشار إلى أن أهم أخطار سوء استخدام المضادات الحيويةهي مقاومة البكتيريا للعلاج فالبكتيريا تطور نفسها لتصبح غير قابلة للعلاج بالمضادات التقليدية، بالإضافة إلى قتل البكتيريا النافعة في الأمعاء هو ما يؤثر على المناعة – على حد قوله.
ورجح الشناوي بمخاطر استخدام المضادات الحيوية أن تتسبب في مشاكل بالكلى والكبد نتيجة التحميل الزائد على الجسم، بالإضافة إلى التأثير السلبي على الأطفال بسبب ضعف المناعة على المدى البعيد.