فواتير مخازن الموتى
تجارة «قطع الغيار البشرية» تكسر حاجز الـ 18 مليار دولار خلال 2025
في سابقة هي الأولى من نوعها، أعلنت مستشفى أهل مصر لعلاج الحروق عن وصول أول شحنة من الجلد المخصص لعلاج حالات الحروق، للمساهمة بشكل مباشر في تحسين فرص النجاة، إذ يتيح إغلاق الجروح مبكرًا وتسريع عملية الشفاء، وتجهيز المرضى لمراحل العلاج اللاحقة بكفاءة أعلى.
بدأت هذه العمليات منذ عام 1949 مع إنشاء أول بنك للجلد، وأسهمت منذ ذلك الحين في خفض معدلات وفيات الحروق بشكل ملحوظ ورفع نسب النجاة إلى أكثر من 90%. ويشهد سوق زراعة الأعضاء والأنسجة في مصر نمواً ملحوظاً، مدفوعاً بزيادة الوعي وتحسن البنية التحتية الطبية، ولكنه يواجه تحديات قانونية وأخلاقية كبيرة، مما يؤثر على شكله وتنظيمه.
وتظهر الإحصائيات الرسمية تزايداً في عدد عمليات الزراعة المنظمة، حيث أعلنت وزارة الصحة عن إجراء 1614 عملية زراعة أعضاء في مصر خلال عام 2024، في 40 مركزاً مرخصاً على مستوى الجمهورية. واستحوذت زراعة الكلى والكبد على النصيب الأكبر، حيث تم إجراء 764 عملية كلى و234 عملية كبد للمصريين في 2024، مع منح 907 موافقات لعمليات جديدة خلال عام 2025.
ويواجه نمو السوق المنظم في مصر لـ زراعة الأعضاء البشرية عدة تحديات رئيسية، حيث لا يزال القانون المصري يعتمد بشكل أساسي على التبرع من الأقارب الأحياء، مما يخلق نقصاً حاداً في الأعضاء المتاحة، كما لا يعترف القانون صراحة بالموت الدماغي كأساس للوفاة، مما يعرقل إمكانية التبرع بالأعضاء من المتوفين، رغم أن الفتوى الشرعية استقرت على جواز ذلك بشروط.
ونتيجة للنقص الحاد وارتفاع التكاليف، تزدهر التجارة غير القانونية للأعضاء البشرية، خاصة الكلى، حيث تعد مصر واحدة من أكثر الدول تأثراً بهذه الشبكات الإجرامية في المنطقة، والتي تستغل الفئات الفقيرة.
أشهر البنوك الدولية
وتضم قائمة أشهر بنوك الأنسجة والأعضاء حول العالم، شركة ViaCord تتصدر القائمة كأفضل بنك لدم الحبل السري والأنسجة، وهي متخصصة في حفظ الخلايا الجذعية. كما تبرز مؤسسات مثل Cells4Life وCellSave Arabia كلاعبين رئيسيين في هذا القطاع. وفى مجال بنوك الأنسجة والجلد والقرنية، تعد مؤسسة MTF Biologics الأمريكية رائدة عالمياً في بنوك الأنسجة غير الهادفة للربح، خاصة في مجالات العظام والجلد، وتبرز شركة CryoLife في حفظ أنسجة القلب والأوعية الدموية.
أما بنوك الكلى والكبد فتدار غالباً عبر أنظمة وطنية مركزية مثل NOTTO في الهند و UNOS في الولايات المتحدة، والتي تنظم قوائم الانتظار وعمليات النقل لضمان العدالة والشفافية. وسجلت الأسواق المرتبطة بالأنسجة والأعضاء أرقاماً قياسية لحجم التجارة العالمية في قطع الغيار البشرية خلال عام 2025 نتيجة زيادة الأمراض المزمنة والتقدم التقني
وبحسب التقارير العالمية، قدرت القيمة الإجمالية لسوق زراعة الأعضاء والأنسجة البشرية بنحو 18.75 مليار دولار في عام 2025، مع توقعات بوصولها إلى 35.65 مليار دولار بحلول عام 2032. وبلغت قيمة سوق بنوك الأنسجة وحدها حوالي 13.77 مليار دولار في عام 2025. وفي تقديرات أخرى تركز على الأنسجة المتخصصة، يتوقع أن ينمو من 2.12 مليار دولار في 2025 ليصل إلى أكثر من 3.28 مليار دولار بحلول 2030.
كما يشهد سوق الأجهزة الحيوية والأعضاء الاصطناعية نمواً هائلاً، حيث يتوقع الخبراء أن يصل إلى 82.5 مليار دولار بحلول عام 2033. ورغم القوانين الصارمة حول العالم، تشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى استمرار ما يعرف بسياحة زراعة الأعضاء البشرية والتجارة غير القانونية للتحايل على قوائم الانتظار الطويلة.
وتعد الكلى العضو الأكثر طلباً في السوق السوداء العالمية لـ زراعة الأعضاء تليها عمليات زراعة الكبد، حيث تبلغ تكلفة بعض العمليات غير القانونية نحو 130 ألف دولار، مما يثير مخاوف أخلاقية حول استغلال الفئات الأكثر فقراً. وتتجه الصناعة نحو الطباعة الحيوية وتقنيات الحفظ بالتبريد المتقدمة لتقليل الاعتماد على المتبرعين البشريين، وبرزت دولة الإمارات كواحدة من أسرع الدول نمواً في عدد المتبرعين بالأعضاء بـ 2034 عملية زراعة في عام 2025.








