انتقادات لهدم «هندسة السكة الحديد»
تطوير شامل لميدان رمسيس ونفق شبرا وترحيل الباعة والميكروباصات إلى أماكن بديلة

يشهد ميدان رمسيس تغييرات متسارعة في العديد من مناطقه، من السبتية إلى كوبري الليمون ومحيط محطة مصر، مع تنفيذ مخطط التطوير الذي أعلنت عنه محافظة القاهرة، حيث يتم إخلاء الأكشاك التي كانت موجودة بشكل عشوائي في ميدان رمسيس، وخاصة من أعلى كوبري الليمون، وتم بالفعل نقل 130 كشكا وباكية من أعلى كوبري الليمون، مع إزالة الإشغالات ونقل الباعة إلى أماكن أخرى، مع العمل على ترميم وصيانة كوبري الليمون التراثي، بالتعاون مع جهاز التنسيق الحضاري وهيئة سكك حديد، باعتباره من معالم القاهرة الخديوية.
وكشف الدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة، عن العمل على إخلاء ميدان رمسيس بالكامل من جميع إشغالات الباعة وسيارات الأجرة، مع نقلها إلى أماكن حضارية مخصصة، وكانت البداية مع رفع الإشغالات من موقف أحمد حلمي مع إعادة تخطيطه ورفع كفاءته.
والخطوة الأهم والأبرز في إخلاء ميدان رمسيس، هي نقل حوالي 1000 سيارة ميكروباص من المواقف العشوائية أعلى كوبري الليمون وميدان رمسيس إلى الموقف الحضاري الجديد في أحمد حلمي، والقريب من الموقع القديم، وهي السيارات التي تعمل على خطوط كفر الشيخ، المنصورة، المحلة، الإسكندرية، بني سويف، الفيوم، بنها.
وأنشأت محافظة القاهرة، موقف حضاري بديل، سيكون مكانا لجميع المواقف العشوائية في ميدان رمسيس، والتي كانت سببا في عشوائية السيارات والزحام المروري على مدار سنوات طوال، ويأتي ذلك ضمن خطة تطوير ميداني رمسيس والسبتية.
ويتكون الموقف الجديد من دور أرضي و4 طوابق علوية، على مساحة 20 ألف و500 متر مربع، وتصل طاقته الإجمالية إلى حوالي 735 مركبة، من الميكروباصات والأوتوبيسات والسيارات الخاصة، كما توجد فيه أنشطة تجارية ومحلات للباعة الجائلين الذين يتم نقلهم من ميدان رمسيس.
ميدان رمسيس
وكان الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، أصدر قرارا باعتبار ميدان رمسيس والمنطقة المحيطة به منطقة إعادة تخطيط، على مساحة 14.62 فدان، لتشمل تشمل ميدان رمسيس، والسبتية، وكوبري الليمون.
كما تشمل الأعمال، تطوير ورفع كفاءة نفق شبرا الرابط بين وسط المدينة ومناطق الساحل وروض الفرج، والتي تتضمن رفع كفاءة الإنارة، والرصف، والبلدورات، وتكسية حوائط النفق بالحجر الهاشمي.
ولكن الحركة الدؤوبة لتطوير ميدان رمسيس لم تخل من السلبيات، وأبرزها خطة هدم مبنى هندسة السكة الحديد التابع لسكك حديد مصر، بحجة توسعة كوبري أكتوبر أعلى ميدان رمسيس، وفي المنطقة المطلة على المبنى.
ومع تأكيد المسؤولين أنهم بحثوا عن هدم المبنى التاريخي، ولكن ضيق المكان حل دون ذلك، ليتقرر نقل مكاتب موظفي السكة الحديد إلى مبنى آخر أقيم موقع مبنى المطابع الذي تم إزالته وإنشاء مبنى بديل.
وهاجمت النائبة سميرة الجزار، عضو مجلس النواب الحكومة بسبب هدم مبنى هندسة السكة الحديد التاريخي، ووجهت سؤالا إلى المستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، وطالبت بإحالة سؤالها إلى كل من الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، والفريق كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء لشؤون التنمية الصناعية، وزير النقل والصناعة، والدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة.
وقالت عضو مجلس النواب إن قرار هدم مبنى هندسة السكة الحديد التاريخي، ليس في صالح مصر وخسارة فادحة لا يعلمها رئيس الوزراء ونائبه، وإن المبني خسارة للتراث الثقافي والمعماري لمصر، كما أن الفائدة الفوائد المرورية لا تبرر تلك الخسارة، لأن المبنى تحفة معمارية، وتجسد حقبة زمنية مهمة في تاريخ الهندسة.