و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع
موقع الصفحة الأولى

في ضوء التطورات التي أعقبت حرب الإبادة في غزة، ومع ما تشهده الساحة الفلسطينية من حديث عن تغييرات في قيادة حركة حماس لاسيما بعد فقدان عدد من قادتها السياسيين والعسكريين ، ودخولها مساراً سياسياً جديداً، سواء عبر مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع إسرائيل والولايات المتحدة بشأن مستقبل القطاع، تبرز الحاجة إلى مراجعة وطنية عميقة تشمل المرحلة الماضية بكل ما حملته من آلام وتضحيات وانهيارات .
وانطلاقاً من المسؤولية الوطنية والأخلاقية، يصبح من الضروري ، بل ومن الواجب، أن تترافق هذه التحولات مع موقف واضح وصريح من حركة حماس تجاه المعاناة الهائلة التي تكبدها الشعب الفلسطيني في غزة، معاناة تمثلت في الدمار الواسع، والفقد الموجع، وانعدام مقومات الحياة، وتشرذم المجتمع تحت وطأة حرب قاسية لا تزال آثارها تنخر في تفاصيل الحياة اليومية .

خطوة ناضجة ومسئولة

وفي هذا السياق، فإن تقديم حركة حماس اعتذاراً شجاعاً وصريحاً للشعب الفلسطيني على ما آلت إليه الأوضاع، سواء كان ذلك نتيجة حسابات سياسية أو تقديرات عسكرية أو سوء إدارة للمرحلة، يشكل خطوة ناضجة ومسؤولة تُعزز مصداقية أي قيادة جديدة، وتمهد لفتح صفحة سياسية مختلفة قائمة على المصارحة والمكاشفة، كما حصل في تجارب عالمية عديدة انتقلت فيها الحركات الثورية من منطق المواجهة إلى منطق السياسة .
إن اعتذارحركة حماس هنا ليس تخلياً عن الثوابت ولا تراجعاً عن الحق الفلسطيني، بل هو تعبير عن احترام عميق لشعبٍ دفع أثماناً باهظة، ورغبة صادقة في بناء مستقبل أفضل، وتأسيس علاقة جديدة بين القيادة والجمهور قائمة على الثقة، والمساءلة، والمسؤولية المشتركة .
ففي اللحظة التي تتغير فيها المعادلات، يصبح الصدق مع الشعب هو حجر الأساس لأي انتقال سياسي ناجح .

تم نسخ الرابط