هزيمة كبيرة بمجلس الشيوخ
بعد صفر حزب النور. خبير: أحزاب أخرى ستواجه نفس المصير في «النواب»

كشفت نتيجة انتخابات مجلس الشيوخ 2025، عن هزيمة كبيرة لـ حزب النور، والذي فشل في الحصول على أي مقعد في المجلس، ما يثير العديد من الأسئلة، حول دلالة هذه النتيجة على اتجاهات الشارع المصري، وهل أصبح يرفض بشكل كامل الأحزاب الدينية أو ذات المرجعية الإسلامية كما تقول عن نفسها، ومدى اعتبارها مؤشرا على انتخابات مجلس النواب المرتقبة.
وقال صبرة القاسمي، الخبير في شؤون جماعات الإسلام السياسي، إن انتخابات مجلس الشيوخ الأخيرة شهدت حدثا لافتا، وهو فشل حزب النور السلفي، في الفوز بأي مقعد، رغم أنه كان في يوم من الأيام أحد أبرز القوى السياسية.
وأضاف "القاسمي" لـ الصفحة الأولى: لم ينجح مرشحو حزب النور في حصد الأصوات الكافية، لتسفر النتيجة عن "صفر كبير"، وهو ما يثير الكثير من التساؤلات حول أسباب هذه الهزيمة وتداعياتها على المشهد السياسي المصري.
ولفت إلى أنه يمكن إرجاع نتيجة انتخابات مجلس الشيوخ إلى عدة عوامل متداخلة، لا تتعلق فقط بأداء الحزب، بل أيضا بتغيرات أوسع في الشارع المصري، ومنها فقدان الحزب لشعبيته بعد ، إضافة إلى تغير أولويات الشارع المصري بعد سنوات من الاستقطاب السياسي الذي شهدته البلاد، حيث يبدو أن الشارع المصري قد أرهق من الصراعات الأيديولوجية، وأصبح التركيز أكبر على القضايا المعيشية والاقتصادية والخدمات الأساسية، فلم يعد الخطاب السياسي المعتمد على المرجعية الدينية جذابا بالقدر نفسه الذي كان عليه من قبل.
وأضاف الخبير في شؤون جماعات الإسلام السياسي، أن حزب النور يعاني من غياب الخطاب السياسي الفعال، فلم يستطع خلال السنوات الماضية تطوير خطاب سياسي قادر على مخاطبة احتياجات المواطنين اليومية، بل ظل خطابه يدور في فلك القضايا الدينية، بينما كان المواطنون يبحثون عن حلول لمشاكل البطالة والأسعار المرتفعة وتدهور الخدمات.
رفض جماهيري
كما يعاني حزب النور من الخوف من المشاركة والخلط بين السياسة والأيديولوجيات ذات البعد الديني أو المرجعيات الدينية، لتكون انتخابات مجلس الشيوخ بشكل عام معبرة عن الرفض الجماهيري للحزب في مقاعد المجلس.
وردا على سؤال، هل النتيجة مؤشر على انتهاء عصر الأحزاب الدينية؟ قال صبرة القاسمي، إنه على الرغم من أن هزيمة حزب النور تعد ضربة قوية للأحزاب ذات المرجعية الدينية، إلا أنه من السابق لأوانه الجزم بـ"انتهاء عصرها" بشكل كامل، فالنتيجة مؤشر قوي على تراجع شعبية هذه الأحزاب وعلى تراجع تأثير الخطاب الديني السياسي في أوساط المصريين، فالمجتمع المصري، وإن كان مجتمعا محافظا ومتدينا بطبعه، يبدو أنه أصبح يفرّق بين التدين الشخصي والسياسة.

وأشار إلى أن تجربة حكم الإخوان، أدت إلى شعور عام بالرفض للمزاوجة بين الدين والسياسة في الحكم، وهو ما يدفع الناخبين للبحث عن بدائل سياسية تركز على الكفاءة والبرامج العملية بدلاً من الأيديولوجيا.
وردا على سؤال، هل يمكن اعتبار النتيجة مؤشرا على انتخابات النواب المقبلة، قال الخبير في شؤون جماعات الإسلام السياسي، إنه من المرجح أن تكون هذه النتيجة مؤشرا مهما جدا لانتخابات مجلس النواب المقبلة، فإذا كان حزب النور، الذي كان يوما ما القوة السياسية الوحيدة ذات المرجعية الدينية المسموح لها بالعمل، قد فشل في حصد أي مقعد في انتخابات أقل أهمية مثل مجلس الشيوخ، فإن التحدي سيكون أكبر بكثير في انتخابات مجلس النواب.
وأكد "القاسمي" أن نتيجة انتخابات مجلس الشيوخ، ترسل رسالة واضحة إلى جميع الأحزاب السياسية بأن الناخب المصري اليوم يبحث عن برامج حقيقية وحلول عملية، وأن الأيديولوجيا الدينية لم تعد ورقة رابحة في صناديق الاقتراع، وعلى الأحزاب التي لا تزال تعتمد على هذا الخطاب أن تعيد حساباتها، وإلا فإنها قد تواجه نفس المصير في الانتخابات المقبلة.
