منع إدخال حليب الأطفال والمكملات الغذائية
الجوع ينهش أطفال غزة.. استشهاد 66 طفلا لسوء التغذية و16ألف يترقبون الموت

يوم يمر وخلفه الأخر، وأزمة الجوع تنهش في أطفال غزة بشكل سريع في ظل استمرار الحرب والحصار عليهم، فقد أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة اليوم ارتفاع عدد القتلى بين الأطفال جراء سوء التغذية في القطاع إلى 66 بفعل استمرار إسرائيل في إغلاق المعابر ومنع إدخال حليب الأطفال.
ووصف المكتب في بيان هذا السلوك الإسرائيلي بأنه يمثل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية ويكشف تعمد الاحتلال الإسرائيلي استخدام التجويع سلاحاً لإبادة المدنيين، خاصة أطفال غزة في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف.
ودعا البيان المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول العربية والإسلامية للضغط على إسرائيل لفتح المعابر والسماح بدخول المساعدات الغذائية والطبية.

وقالت حنان بلخي المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية اليوم إن المنظمة تشعر بقلق بالغ إزاء تفاقم الأزمة الصحية في قطاع غزة والضفة الغربية، مشيرة إلى أن «المستشفيات في غزة ممتلئة بالمصابين، ومخزون الدم منخفض والمختبرات مدمرة».
وعلى صعيد أخر قال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، كاظم أبو خلف، إن قطاع غزة بات يُصنف "كأسوأ مكان في العالم للأطفال"، وذلك في ظل أرقام مروعة خلفتها الحرب المستمرة منذ أكثر من 600 يوم.
وأضاف المتحدث باسم اليونيسف، أن قطاع غزة يعاني من شح حاد في المياه الصالحة للشرب، ما فاقم أزمة سوء التغذية بين الأطفال، لا سيما الفئة العمرية بين 6 أشهر و5 سنوات، وبحسب الأرقام، فقد دخل أكثر من 5000 طفل في دائرة سوء التغذية خلال شهر مايو فقط، أي بزيادة تبلغ 50% عن شهر أبريل، و150% عن شهر فبراير الذي شهد هدنة محدودة، مشيرا إلى أن 636 طفلًا من بين هؤلاء يعانون من سوء تغذية حاد وخطير، مؤكدًا أن هذه المرحلة تُعد "الأخطر والأكثر فتكًا.
وقال أبو خلف، إنه منذ بداية العام وحتى مايو الماضي، تم تسجيل 16,000 حالة بين الأطفال بحاجة لعلاج من سوء التغذية، بواقع 112 طفلًا يوميًا، مع توقعات بازدياد العدد في ظل استمرار عرقلة دخول المساعدات.
أطفال غزة الرضع
وخلال الأيام الأربعة الأخيرة، توفي كثير من الأطفال؛ نتيجة سوء التغذية، وعدم قدرة الجهات الصحية على تقديم أفضل علاج ممكن لهم؛ نتيجة فقدان المستشفيات المستلزمات الطبية اللازمة في مواجهة هذه الأزمة التي تتفاقم من حين إلى آخر.
وقالت مصادر طبية فلسطينية إنه خلال يومَي الخميس والجمعة، توفي 4 أطفال رضَّع، بسبب سوء التغذية، هم الرضيعة جوري المصري (3 أشهر) من سكان دير البلح، وكندة الهمص (10 أيام) من خان يونس، وكذلك نضال شراب (5 أشهر) من المدينة ذاتها، وأحمد طليب (شهران) من سكان حي الصبرة جنوب مدينة غزة.
وبحسب تلك المصادر، فإن الأطفال الرُّضَّع الأربعة توفوا نتيجة عدم توافر حليب طبي خاص يستخدم دعماً غذائياً لمثل هذه الحالات، إلى جانب نقص أدوية أخرى، في ظل حاجتهم إليها، مع نقص المكملات الغذائية أو أي مواد غذائية صحية تسهم في تحسين وضعهم.
ووفقا للمكتب الإعلامي الحكومي التابع لحكومة «حماس» في قطاع غزة، فإن 66 طفلاً توفوا نتيجة سوء التغذية الحاد، منذ بداية الحرب الحالية، وذلك بفعل استمرار الاحتلال الإسرائيلي في إغلاق المعابر، ومنع إدخال حليب الأطفال والمكملات الغذائية المخصصة للفئات الهشة والضعيفة، لا سيما للرُّضَّع والمرضى.
وهذا العدد من الأطفال الرُّضع جزء من أصل 249 فلسطينياً توفوا بسبب نقص الغذاء والدواء، الذي طال أيضاً النساء وكبار السن. وفق إحصاءات حكومية وحقوقية من داخل القطاع.
فتح المعابر
وقال منير البرش، المدير العام لوزارة الصحة بغزة، إن آلاف الأطفال في قطاع غزة يعانون من سوء التغذية الحاد، وقد يموتون في أي لحظة جوعاً؛ نتيجة استمرار منع المساعدات، مشدداً في تصريحات متلفزة على أن إنقاذ الأطفال لن يكون إلا بإعادة فتح المعابر.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن نحو 112 طفلاً فلسطينياً يدخلون المستشفيات بقطاع غزة يومياً لتلقي العلاج من سوء التغذية منذ بداية العام الحالي.

وأوضح المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم جيبريسوس، أن الوضع في غزة التي تتعرض لهجمات إسرائيلية مكثفة وحصار خانق «تَجاوَزَ مرحلة الكارثة»، مشيراً إلى ممارسة 17 مستشفى العمل جزئياً من أصل 36 في القطاع، وعدم وجود مستشفى في شمال غزة أو في رفح جنوب القطاع.
ولفت إلى أن 500 شخص قُتلوا في أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء في نقاط توزيع المساعدات الإنسانية التي تتبع الولايات المتحدة وإسرائيل.
وذكر غيبريسوس أن منظمة الصحة العالمية تمكَّنت بشكل «محدود للغاية» من الوصول إلى غزة للمرة الأولى هذا الأسبوع بعد 2 مارس الماضي.