أدى لاستشهاد 570 وإصابة المئات
"مصائد الموت".. تقرير: أوامر رسمية لجيش الاحتلال باستهداف الفلسطينين في مراكز المساعدات

بعد تكرار عمليات استهداف الاحتلال الاسرائيلي للفلسطينين في مراكز المساعدات، أثارت اعترافات نقلتها صحيفة "هآرتس" العبرية عن جنود وضباط في جيش الاحتلال الإسرائيلي، بشأن تلقيهم أوامر بإطلاق النار عمدًا على المدنيين الفلسطينيين قرب مراكز المساعدات في قطاع غزة، موجة استنكار واسعة، ووصفتها جهات فلسطينية بأنها دليل دامغ على ارتكاب جريمة إعدام جماعي ممنهجة بحق آلاف المجوعين تحت غطاء "الإغاثة"، بينما سارع أعلى مستوى إسرائيلي إلى نفيها.
وأكدت حركة حماس، في بيان لها، أن التقرير المنشور في "هآرتس" يمثل دليلا إضافيا على الدور الحقيقي لمراكز المساعدات الأمريكية-الإسرائيلية، التي وصفتها بـ"مصائد الموت"، مؤكدة أنها أداة من أدوات القتل والإبادة الجماعية، وليست وسيلة إنسانية.
وأشارت الحركة إلى أن المجازر المرتكبة قرب مراكز المساعدات أدت حتى الآن إلى استشهاد نحو 570 فلسطينيًا وإصابة ما يقارب 4,000 آخرين، داعية الأمم المتحدة إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية لمحاسبة المسؤولين عنها، واستئناف تقديم المساعدات عبر وكالة الأونروا والمنظمات الدولية المختصة.
من جهته، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن ما ورد في التقرير من شهادات ميدانية على لسان جنود الاحتلال يشكّل اعترافًا موثقًا بارتكاب جريمة حرب واضحة المعالم، استخدم فيها جيش الاحتلال الرشاشات الثقيلة والقذائف المدفعية ضد تجمعات مدنية تنتظر الغذاء في مناطق محاصرة.
وأضاف البيان أن الشهادات تؤكد كذلك تواطؤ جيش الاحتلال مع شركات أمنية ومقاولين إسرائيليين لتحقيق أرباح مالية على حساب دماء المدنيين، معتبرا أن ما يحدث هو إبادة جماعية منظمة تستهدف تجويع وإبادة الفلسطينيين عبر أدوات ناعمة تتخفى خلف شعارات العمل الإنساني.
كاذب وبشع
في المقابل، سارع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير حربه يسرائيل كاتس إلى نفي ما ورد في تقرير هآرتس، ووصفاه بأنه "كاذب وبشع"، متهمين الصحيفة بمحاولة تشويه صورة جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي زعما أنه "الأكثر أخلاقًا في العالم".
وجاء هذا الرد رغم أن التقرير اعتمد على شهادات مباشرة من جنود وقادة ميدانيين، أقروا بتلقيهم تعليمات مباشرة بإطلاق النار على مدنيين عزّل في مراكز المساعدات، مؤكدين أن ما يحدث ليس خطأ فرديًا بل سياسة عسكرية ميدانية مُمنهجة.
وكانت صحيفة هآرتس العبرية، كشفت في تقرير نُشر مساء الجمعة 27 يونيو 2025، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أطلق النار عمدًا خلال الشهر الماضي على فلسطينيين غير مسلحين تجمعوا قرب مراكز توزيع المساعدات في قطاع غزة، رغم أنهم لم يشكلوا أي تهديد.
ويستند التقرير إلى شهادات أدلى بها ضباط وجنود خدموا في شمال ووسط القطاع، وأكدوا أنهم تلقوا تعليمات مباشرة بإطلاق النار على الحشود بهدف إبعادها عن مراكز المساعدات، دون استخدام وسائل تفريق تقليدية، مثل الغاز أو الإنذارات الصوتية.
وأفاد أحد الجنود أن التعليمات كانت تطالبهم بالتعامل مع الجياع كقوة معادية، وإطلاق النار عليهم دون تردد، حتى عندما كانوا على مسافة مئات الأمتار.