السيسي يشارك والشرع يغيب
غزة وسوريا في المقدمة..أبرز ملامح "إعلان بغداد" المزمع إقراره في القمة العربية

يجتمع قادة العرب اليوم للخروج بما يسمى "إعلان بغداد" ، حيث انطلقت منذ ساعات أعمال القمة العربية العادية الـ 34، بمشاركة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ، وغياب الرئيس السوري أحمد الشرع وحضور وزير خارجيته أسعد الشيباني، رغم تصدر قضية سوريا وفلسطين لأعمال القمة .
وتشير المصادر الدبلوماسية في العراق إلى أن مسودة إعلان بغداد وقرارات القمة العربية ستدعو إلى "احترام خيارات الشعب السوري، بكل مكوناته وأطيافه"، كما تشدد على "ضرورة المضي بعملية سياسية انتقالية شاملة تحفظ التنوع والسلم المجتمعي مع أهمية احترام معتقدات فئات ومكونات الشعب كافة وإعادة بناء سوريا".
وفلسطينياً، من المؤمل أن يصادق القادة العرب على قرار يرفض تهجير الفلسطينيين داخل أراضيهم أو خارجها، ويطالب بـالوقف الفوري للحرب في غزة ووقف جميع الأعمال العدائية التي تزيد من معاناة المدنيين الأبرياء، ويشدد على اتخاذ خطوات لا رجعة فيها لتنفيذ حل الدولتين.
وحول السودان، ينتظر أن يكون هناك توافق عربي على حل سياسي لإيقاف الصراع في هذا البلد بالشكل الذي يحفظ سيادته ووحدة أراضيه، واستئناف مسار جدة للوصول إلى حلول مستدامة.

وبينت المصادر الدبلوماسية أن مسودة الإعلان الذي من المنتظر أن يقره القادة، اليوم السبت، وقد شمل ثلاثة أقسام يتعلق الأول بقرارات القمة العربية، والثاني بالقمة التنموية، أما الثالث فضم 15 مبادرة أطلقها العراق.
ودعا "إعلان بغداد" جميع الدول لتقديم الدعم السياسي والمالي والقانوني للخطة العربية - الإسلامية المشتركة بشأن إعادة إعمار قطاع غزة والتعافي المبكر في غزة التي اعتمدتها القمة العربية الطارئة بالقاهرة، في مارس الماضي، ووزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في الشهر نفسه بجدة.
ورحب "إعلان بغداد" بالمقترحات والمبادرات التي تقدمت بها الدول العربية لإنشاء صندوق لإعادة إعمار غزة، مشددا على أهمية التنسيق المشترك للضغط باتجاه فتح جميع المعابر أمام إدخال المساعدات الإنسانية لجميع الأراضي الفلسطينية.
صندوق التعافي
ورحب الاعلان بتشكيل مجموعة عمل مفتوحة العضوية لمتابعة إنشاء صندوق بالتعاون مع الأمم المتحدة، لرعاية أيتام غزة البالغ عددهم زهاء 40 ألف طفل. وجدد التأكيد على الرفض القاطع لأي شكل من أشكال التهجير والنزوح للشعب الفلسطيني من أرضه، وتحت أي اسم أو ظرف أو مبرر.
وأكد إعلان بغداد وفق المصادر ، على دعم لبنان في مواجهة التحديات والحفاظ على أمنه واستقراره ووحدة أراضيه، وحماية حدوده المعترف بها دولياً بوجه أي اعتداءات عليها وعلى سيادة الدولة، مرحباً بالانتخابات البلدية، ومشجعاً جميع الكيانات السياسية على التفاهم والابتعاد عن لغة الإقصاء.
وأكد "إعلان بغداد" على دعم ليبيا وحل الأزمة فيها عبر الحوار الوطني وبما يحفظ وحدة الدولة، ويحقق طموحات شعبها واستقرارها الدائم، ورفض جميع أشكال التدخل في شؤونها الداخلية، داعيا لخروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من أراضيها في مدى زمني محدد، ودعا جميع الأطراف في ليبيا إلى مواصلة العملية السياسية وتحقيق المصالحة الوطنية.

وأكد دعم الصومال ووحدة أراضيه، ودعم سيادة الإمارات العربية على جزرها الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى، وأبو موسى)، داعياً إيران إلى التجاوب مع مبادرة الإمارات لإيجاد حل سلمي لهذه القضية من خلال المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.
وأكد ضرورة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط وفقاً للمرجعيات المتفق عليها. وشدد على أن الأمن المائي يشكل ركيزة أساسية من ركائز الأمن القومي العربي، مؤكداً في هذا السياق أهمية دعم الجهود التي يبذلها كل من العراق، ومصر والسودان، وسوريا، لضمان حقوقها المائية المشروعة.
وأكد إعلان بغداد موقف الدول العربية الثابت في إدانة جميع أشكال وأنماط الإرهاب والأفكار المرتبطة به، والتصدي للجريمة المنظمة، ومكافحة المخدرات والاتجار بالبشر، وغسل الأموال.

وتضمن القسم الثاني من إعلان بغداد القرارات الخاصة بالقمة التنموية الخامسة، حيث يرحب بالمبادرة العربية للذكاء الاصطناعي التي قدمها الأمين العام لجامعة الدول العربية، وبمبادرة العراق لإنشاء مجلس وزراء التجارة العرب. ويشيد بمبادرة مصر في مجال مكافحة الأمراض، وحيّا دور الإمارات العربية في مبادرة صنع الأمل والمستقبل الأفضل للإنسان العربي.
ودعم مشروع تعزيز الريادة الفضائية العربية من خلال القمر الاصطناعي البحريني (المنذر). وإقرار القادة العرب الاستراتيجية العربية للأمن الغذائي للفترة (2025 - 2035)، والتشديد على أهمية دعم جهود التعافي وإعادة البناء في اليمن، ودعم المشاريع التنموية المقدمة من السودان
كما يقر إعلان بغداد مشروع دعم وإيواء الأسر النازحة داخل الأراضي الفلسطينية. وأكد أهمية تطوير منطقة التجارة الحرة العربية، ويطالب برفع العقوبات المفروضة على قطاعي الطاقة والكهرباء في سوريا، ويصادق على الخطة التنفيذية للاستراتيجية العربية للأمن المائي 2030، يقر خطة التطوير الشاملة لمنظومة التعليم الفني والمهني في الدول العربية.
مبادرات عراقية
ويختتم إعلان بغداد بنحو 15 مبادرة أطلقها العراق، منها "المبادرة العربية للدعم الإنساني والتنموي" التي تم من خلالها إنشاء "الصندوق العربي لدعم جهود التعافي وإعادة الإعمار من آثار الأزمات".
وإطلاق مبادرة "العهد العربي لدعم الشعب السوري" لدعم عملية التأسيس لعملية انتقالية سياسية شاملة في سوريا تضمن حقوق أبناء الشعب السوري بمكوناته جميعها، وتضمن حماية واحترام مبادئ حقوق الإنسان
ويرحب «إعلان بغداد» بدعوة العراق لمشاركة الدول العربية في "مشروع طريق التنمية"، كما أطلق مبادرة مشروع عهد الإصلاح الاقتصادي العربي للعقد القادم، و"المبادرة العربية لتحقيق الأمن الغذائي من الحبوب".

ويعلن إنشاء المركز العربي للذكاء الاصطناعي واستضافته في بغداد، وتأسيس المبادرة العربية للبحث العلمي في الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة، وإطلاق مبادرة "إنشاء التحالف العربي لحماية الموارد المائية"، و"مبادرة بغداد لتعزيز التعاون العربي في مواجهة التحديات البيئية والتغير المُناخي"، ومبادرة "المركز العربي لحماية البيئة من مخلفات الحروب".
وكما يدعو إعلان بغداد إلى العمل على إنشاء "المركز العربي لمكافحة الإرهاب ومنع التطرف العنيف" في بغداد، وإطلاق مبادرة "غرفة التنسيق العربي الأمني المشترك"، وغيرها من المبادرات.
وأعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني تبرع العراق بـ20 مليون دولار لإعمار غزة وبـ20 مليونا لإعمار لبنان.
وقال رئيس الوزراء العراقي، في كلمته أمام القمة العربية الرابعة والثلاثين المنعقدة في العاصمة بغداد، إن العراق يدعم الحلول المبنية على الحوار والتفاهم لمعالجة الأزمات التي تمر بها المنطقة.
وأكد السوداني أن العدالة لا يمكن أن تتحقق دون حصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه المشروعة ووقف العدوان المستمر، مشيرًا إلى أن الإبادة الجماعية التي يتعرض لها المدنيون في غزة "بلغت مرحلة بشعة لم يشهدها التاريخ الحديث"، على حد وصفه.
وجدد رئيس الوزراء العراقي رفض بلاده القاطع لأعمال التهجير القسري بحق الفلسطينيين، معتبرًا أن ما يجري في غزة يستدعي تحركًا عربيًا جادًا ومسؤولًا لوقف الكارثة الإنسانية.