إعلامي أرعب كيان الاحتلال
أنس الشريف.. قالها ونالها "لن أخرج من غزة إلا إلى الجنة"

الشهرة: أنس الشريف
الاسم: أنس جمال الشريف
تاريخ الميلاد: 1996
تواصل أنس الشريف مع إدارة قناة الجزيرة قبل استشهاده بساعات قليلة يطب من القناة أن يرتاح لبضع ساعات لأنه لم يذق طعم النوم والأكل منذ أيام، لكن مشيئة الله أن يرتاح راحة أبديه لتصعد روحه شهيدا بعد ان تم استهداف خيمته في غزة ليستشهد معه المراسل محمد قريقع وباقي طاقم تصوير الجزيرة.
أنس الشريف وقف قبل أيام يبكي حال غزة أمام الكاميرا وهو يرى أطفال غزة يموتون جوعا أمامه وهو يشاركهم نفس الألم ويضيع صوته بين اختناق البكاء وألم الأمعاء الخاوية.
ويمتلك الصحفي حسابات تضم مئات الآلاف من المتابعين حول العالم على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كان لديه حساب على شبكة "إكس" يضم أكثر من 538 ألف متابع، بينما كان حسابه على "تيليجرام" يضم أكثر من 138 ألف متابع قبل حذفه من قبل الإدارة.

وقبل وفاته بربع ساعة فقط، كتب قائلا: "قصف متواصل، تصاعد العدوان الإسرائيلي على مدينة غزة منذ ساعتين"، كما نشر فيديو لتلك الهجمات.
وعقب وفاته، نشرت جميع حساباته ما قالت عنه إنه وصية أوصى بنشرها فور استهدافه، أكد فيها أنه أخيرا نجحت إسرائيل في استهدافه وإسكات صوته، وأنه بذلك قدم كل ما يملك من جهد وقوة ليكون سندًا وصوتا لأبناء شعبه الفلسطيني.
وكان يتمنى "الشريف" العودة إلى بلدته الأصلية عسقلان، ولكن كما قال: "مشيئة الله كانت أسبق، وحكمه نافذ". كما نشرت احدى حساباته نص محادثة بينه وبين أحد زملائه في إدارة الجزيرة يطالبه بأن ينجو بنفسه ويحضر إلى قطر، ليد عليه أنس الشريف: "لن أخرج من غزة إلا إلى الجنة".

ويعتبر أنس الشريف، البالغ من العمر 28 عامًا، أحد أشهر الصحفيين في قطاع غزة، كما تصفه الصحف العبرية، إذ كان يعمل هو وزملاؤه على تغطية الأحداث من غزة منذ بداية الصراع في 7 أكتوبر 2023، وقام بتغطية الأحداث الحساسة، بما في ذلك تغطية عمليات إطلاق سراح المحتجزين.
وجاء الهجوم بعد أسبوع واحد فقط من توجيه مسؤول عسكري إسرائيلي اتهامًا مباشرًا لأنس وشن حملة تحريض ضده؛ بسبب عمله والتقارير المتواصلة عن المجاعة وسوء التغذية التي يتعرض لها آلاف الأطفال والسيدات والشيوخ الفلسطينيين، والتي أدت إلى وفاة العشرات منهم بسبب ذلك، حسبما ذكرت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه قتل أنس الشريف في غارة جوية على مدينة غزة،متهماً إياه بقيادة خلية تابعة لحركة حماس.
وادعى جيش الاحتلال في بيان: "كان أنس الشريف قائداً لخلية إرهابية في حركة حماس، وكان مسؤولاً عن إطلاق صواريخ على المدنيين الإسرائيليين وقوات الجيش الإسرائيلي".
من هو أنس الشريف؟
وُلد أنس جمال الشريف عام 1996 في مخيم جباليا شمال قطاع غزة وكان يقطن في مدينة جباليا. تلقى تعليمه في مدارس وكالة «الأونروا» ومدارس وزارة التربية والتعليم الفلسطينية.
التحق بجامعة الأقصى عام 2014 ودرس تخصص الإذاعة والتلفزيون وحصل على شهادة البكالوريوس عام 2018.
في 23 سبتمبر 2018، أُصيب بشظية عيار ناري في البطن خلال تغطيته مسيرة نظمت شرق تلة أبو صفية شمال شرقي جباليا.
بدأ عمله كمتطوع في شبكة الشمال الإعلامية، ثم انتقل للعمل مراسلا لقناة الجزيرة، تعرض للتهديد من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي بسبب تغطيته لحرب الإبادة الإسرائيلية ضد قطاع غزة.

في 11 ديسمبر 2023، قصفت القوات الجوية الإسرائيلية منزل والده في مخيم جباليا؛ مما أدى إلى استشهاد والده.
و في مساء أمس الأحد 10 أغسطس، أعلنت مصادر طبية في قطاع غزة عن استشهاد أنس الشريف مع الصحفي محمد قريقع والمصورين إبراهيم ظاهر ومحمد نوفل نتيجة غارة جوية إسرائيلية على خيمة صحفية كان يقيم فيها مقابل مجمع الشفاء الطبي.