في سؤال لوزير السياحة
بعد واقعة فيديو المتحف الكبير..برلماني: الحكومة تتعامل مع مبادرات الشباب بمنظور أمني
على إثر تداعيات أزمة فيديو المتحف الكبير، وجه النائب أحمد بلال البرلسي، نائب رئيس الهيئة البرلمانية لحزب التجمع ، سؤالا للدكتور المهندس مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، و الدكتور شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، حول تعامل الحكومة مع المبادرات الشبابية الداعمة للسياحة المصرية.
وقال البرلسي: "في الوقت الذي تتنافس فيه دول العالم على جذب العقول الشابة والمواهب الإبداعية، ما زالت الحكومة – ممثلة في وزارة السياحة والآثار – تتعامل مع المبادرات الشبابية الوطنية بروح بيروقراطية وأمنية، أقرب إلى ردعها بدلًا من دعمها، والنتيجة: إهدار فرص مجانية للترويج لمصر يقوم بها شباب مصري وطني، واستبدالها بحملات رسمية باهظة الثمن تفتقر إلى الروح والإبداع.
وأضاف : لقد بات واضحًا أن الوزارة تفتقر لرؤية استراتيجية تستوعب التطورات التكنولوجية وأدوات التسويق الحديثة، ولا تدرك أن الإبداع المجتمعي – خاصة من الشباب – هو أحد أهم مفاتيح تحسين صورة مصر عالميًا. بل الأسوأ، أن بعض المبادرات التطوعية التي لاقت تفاعلًا جماهيريًا واسعًا (مثل مبادرة فيديو الشاب عبدالرحمن خالد للترويج عن المتحف الكبير) قوبلت ببيانات رسمية وبلاغات أمنية، من وزارة السياحة والآثار ضد شبابنا الوطني المبدع، في مشهد يرسل لشباب مصر الوطني رسالة ترهيب وتخويف وتضرب الانتماء لهذا الوطن في مقتل!".
وأكد البرلسي أن هذه واقعة فيديو المتحف الكبير تثير العديد من التساؤلات حول مبررات الحكومة في هذا التعامل العدائي مع المبادرات الإبداعية الشبابية التي تخدم الوطن، وحول افتقار وزارة السياحة لآلية للتعاون مع المبدعين الشبان بدلًا من اعتبارهم مصدر إزعاج وتهديد، وكذلك حول افتقار الوزارة لخطة لإشراك الكفاءات الوطنية في الترويج للآثار المصرية بطرق وأساليب حديثة.
أزمة فيديو المتحف الكبير
وكانت النيابة العامة قررت إخلاء سبيل الشاب عبد الرحمن خالد، صاحب مقطع الفيديو الدعائي بشأن الافتتاح المرتقب الخاص بـ المتحف الكبير، لتسدل الستارة على الأزمة التي تصدّرت التريند، وشهدت العديد من التفاعلات خلال الساعات الأخيرة.
وجاء قرار النيابة بعد استجواب المتهم وإنكاره ما نسب إليه من اتهامات، حيث أكد أنه كان حسن النية، وصمم المقطع المصور ونشره بهدف الترويج لحدث تاريخي يتمثل في افتتاح المتحف المصري الكبير والمقرر له، رسميا، في الأول من فبراير المقبل.
وكانت وزارة السياحة والآثار تنازلت عن بلاغ سبق أن تقدَّمت به ضد "خالد" بعدما أُلقي القبض عليه بتهمة نشر فيديو مضلل عبر صفحته الشخصية على موقع "فيسبوك" عن افتتاح المتحف.
وتضمن الفيديو ظهور نجمي كرة القدم ليونيل ميسي ومحمد صلاح، في الإعلان الترويجي، ليتبين، لاحقا، أن الإعلان غير رسمي، ونُفذ بواسطة الذكاء الاصطناعي.
وقالت الوزارة إن "مقطع الفيديو الذي أثار ضجة كبرى لا يمثل الإعلان الرسمي لاحتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير"، نافية أي علاقة لها به أو بمن قام بتصميمه.
وشدّد بيان رسمي للوزارة أن "الفيديو لم يتم إنتاجه أو إخراجه من قبلها أو من قبل الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، الشريك الرسمي والمسؤول عن أعمال الترويج للحفل"، لافتاً إلى أن "ما تم تداوله يعد محتوى مزيفًا وانتهاكًا لحقوق الملكية الفكرية، وحقوق الأداء العلني".
وأثار الفيديو حالة شديدة من البلبلة بسبب اعتقاد كثيرين أنه يمثل الإعلان الترويجي الرسمي لافتتاح المتحف الكبير، ومنهم رجل الأعمال نجيب ساويرس الذي انتقد عبر حسابه على موقع "إكس" وجود ليونيل ميسي في الإعلان، مؤكداً أن "وجود محمد صلاح يكفي".
