غموض حول مصير قائد القسام
حقيقة اغتيال محمد السنوار.. الإعلام العبري يؤكد تنفيذ العملية وحماس تلتزم الصمت

لا يزال الغموض يكتنف حقيقة اغتيال أو نجاة محمد السنوار القائد الأبرز في كتائب القسام الجناح العسكري لـ حركة حماس، وفي حين تتزايد المحاولات الإسرائيلية لتأكيد استهدافه، إلا أن حماس لا تزال تلتزم بالصمت، وترفض كافة المصادرداخلها التأكيد أو النفي، بخاصة وأن للرجل سجلاً حافلاً بمراوغة محاولات الاغتيال على مدار أكثر من عشرين عاما.
محمد السنوار، وهو الشقيق الأصغر لقائد حماس الراحل يحيى السنوار، لكنه ظل طوال الحرب على غزة هدفاً مهماً لإسرائيل، على الرغم من أنها لم تعلن رسمياً أنها استهدفته تحديدا طوال 18 شهراً من المعارك الأمر الذي تتعزز معه الصورة الرائجة عن الرجل بصفته مُجيداً للتخفي، وأنه هدف صعب الرصد.
وعلى العكس من يحيى الذي لمع وعُرف في أوساط الحركة باسمه وصورته؛ ما تسبب لاحقاً في اعتقاله 23 سنة في إسرائيل، فإن محمد ظل كامناً في المساحة العسكرية السرية بصفوف القسام، وهو ما جنبه بصورة نسبية الاعتقال الذي جرَّبه لفترة قصيرة 3 سنوات تقريباً لدى أجهزة السلطة الفلسطينية.
الانباء عن محاولة اغتيال محمد السنوار أو استهدافه، جاء بعد 24 ساعة تقريبا على عملية الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأمريكية عيدان ألكسندر، وهي رسالة إسرائيلية على ما يبدو، أو ربما خرق معلوماتي.
لكن حركة حماس وقيادتها ترفض تأكيد أو نفي ارتباط ترتيبات عملية تسليم ألكسندر، بالوصول إلى المكان المحتمل للسنوار.
ويشير حجم الهجوم القوي، الثلاثاء، ثم لاحقاً استمرار استهداف المنطقة ومحيطها بحزام ناري لمنع إنقاذ ناجين محتملين، الأربعاء، إلى أن إسرائيل تتوقع هدفا كبيرا لعمليتها.
أسلوب الأحزمة النارية
واستخدام أسلوب الأحزمة النارية من قبل اسرائيل سبق ان استخدمته مع بعض قيادات حماس والقسام البارزة مثل: مروان عيسى، وأحمد الغندور وشخصيات أخرى في حروب سابقة، مثل باسم عيسى وجمال الزبدة وغيرهم من كبار مهندسي القسام .

وأطلقت طائرات حربية إسرائيلية مساء الثلاثاء، عشرات القنابل والصواريخ على ساحة الطوارئ والساحة الخلفية في مستشفى غزة الأوروبي شرق خان يونس، وعلى مناطق محيطة وصلت في بعضها لنحو نصف كيلو متر، وأخرى من اتجاهات معينة بنحو 300 متر.
وتحدثت قناة "ريشت كان" العبرية عن إطلاق عشرات الصواريخ والقنابل الخارقة للحصون على المكان بهدف تدمير شبكة أنفاق في المنطقة المذكورة، وتدمير فتحاتها المتفرعة من أكثر من مكان للتأكد من قتل أي شخص بداخلها حتى ولو لم يُصب بالصواريخ بشكل مباشر.
كما أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن قوات الجيش الإسرائيلي نفذت عملية الاغتيال في خان يونس استهدفت قائد حركة "حماس" في قطاع غزة محمد السنوار.
وأشارت قنوات عبرية أخرى إلى أن الهجوم تم باستخدام قنابل مضادة للتحصينات، استهدفت منطقة في محيط مستشفى غزة الأوروبي بخان يونس، ولم تتضح نتائج العملية بعد، لكن المسؤولين واثقون بشكل حذر من نجاحها.
وقال مراسل إذاعة الجيش الإسرائيلي إن "المؤسسة الأمنية قامت بالتحقق مسبقا للتأكد من عدم وجود أي رهائن حول السنوار، ويجري حاليا فحص نتائج الاستهداف".