و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع
موقع الصفحة الأولى

 منذ اغتيال السّيد حسن نصر الله ، بدأ البعض في الدّاخل اللّبناني يرفع الصّوت مجدّداً “سلّموا سلاح المقاومة”. ألأصوات نفسها، بالنّغمة نفسها، وكأنّهم لا يرون ماذا يحيط بنا من أخطار هؤلاء يختزلون تاريخ المقاومة في 7 أيار أو في تدخّلها في سوريا، ويغضّون الطّرف عن آلاف الشّهداء الّذين حَموا الجنوب والضّاحية والبقاع ولبنان من الاجتياح الإسرائيلي ومن إرهاب التّكفيريين.
حرب الحزب في سوريا لم تكن مغامرةً…بل كانت معركة البقاء..من يتباكى على تدخّل الحزب في سوريا آنذاك عليه أن يتذكّر أنّ النّار كانت على أبواب بيوتنا جميعاً، البعض سيذكّرني بجرائم الأسد وما ارتكبه بحقّ شعبه وكلّهم على حق ، وبمساندة الحزب له، وكأنّ الحقّ يُمحى حين يختلط بالباطل، أو كأنّ التّاريخ يُكتب بيد المنتصرين لا بضمير الأحرار...من قاتل هناك منع  مجرمين من ٨٣ دولة من الوصول إلى بيروت وطرابلس وجبل لبنان وحتّى البقاع .. 
ألتّكفيريّون لم يكونوا يفرّقون بين شيعيٍّ ومسيحيٍّ ودَرزيٍّ وسُنّيٍّ معتدل… كانوا سيذبحون الجميع من يستعمل 7 أيار لتشويه الحزب، ينسى أو يتناسى أنّها كانت ردّ فعل على محاولة كسر شبكة الاتّصالات، أي كسر عين المقاومة الّتي ترى العدوّ وتردعه. نعم، ألمشهد كان صعباً، لكن من يريد أن يجرّدك من عيونك في معركة، لا يحقّ له أن يشتكي من ردّك.
أليوم السّلاح ليس لطائفةٍ… بل لكلّ لبنان.. سلاح المقاومة هو الّذي يمنع أو يردع إسرائيل من اجتياح أرضنا من جديد. هو الّذي جعل العدو يحسب ألف حسابٍ قبل أن يقترب من حدودنا للأسف من يريد نزعه اليوم، يطلب من لبنان أن يخلع درعه ويقف عارياً أمام الذّئب من كلّ الأنواع صدّقوني يا أيّها اللّبنانيون هذا السّلاح هو ضمانة وجود الشّيعة، ودرع المسيحيين في قراهم وفي المدن ، وحماية الدّروز في جبالهم، وسند السّنة المعتدلين الّذين يرفضون التّطرّف والاحتلال معاً "لا أنكر أخطاء الحزب الماضية لكن ما فعلوه في السّابق لا يُبرّر الانتحار.."


نعم، حصلت أخطاءٌ كثيرة . نعم، كانت هناك قراراتٌ صعبة. لكن علاج الأخطاء يكون بالتّصحيح، لا برمي السّلاح أرضاً أمام العدو ألتّاريخ يقول وليس أنا، ألطّائفة أو الوطن الّذي يتخلّى عن قدرته على الدّفاع عن نفسه… يختفي ليسمع الجميع من يريد نزع السّلاح، يريد رأس لبنان قبل رأس المقاومة.
صدّقوني السّلاح ليس خطراً على لبنان، بل غيابه هو الخطر الأكبر هذه أمانة الشّهداء، ولن تُسلَّم إلا مع الأرواح … لأنّ لبنان بلا مقاومة، لبنان بلا وجود.
أيّها اللّبنانيون الأحرار…
نحن اليوم في مرحلةٍ فاصلة، مرحلةٌ يختلط فيها صوت الحقّ مع ضجيج الباطل، ومرحلةٌ يحاول فيها البعض أن يبيع دماء الشّهداء على طاولة المساومات. يريدون من الشّعب اللّبناني كلّه أن يسلّم سلاحه… أن نكسر درعنا… أن نترك أهلنا وقرانا وأرضنا مكشوفة أمام الأعداء.
إلى هؤلاء أقول... هذا السّلاح ليس ملك حزبٍ أو طائفة… هذا السّلاح هو ملك لبنان كلّه. هو نبض الجنوب، وكرامة البقاع، وحصن الشّمال، ودرع العاصمة. هو أمانةٌ من الرّجال الّذين وقفوا على التّلال بصدورهم العارية، فهزموا جيشاً لا يُهزم.
وكما لم يُهزم  لبنان في 2006، وكما لم يُهزم أمام جحافل التّكفير، لن يهزم اليوم أمام صفقات الخيانة ولا أمام الطّابور الخامس من أراد أن يحيا حراً، فليتقدّم ويحمل معنا هذه الأمانة، أمانة الوطن.
ومن اختار الذّلّ والخنوع، فليتنحَّ جانباً، فطريق الأحرار لا يسلكه الجبناء..رقابنا مسيحيين ومسلمين ليست للذّبح، وكرامتنا ليست للمساومة، وحرّيتنا ليست منحةً من أحد. نحن من أراد أن يحيا حراً، فحمل الأمانة، ومن اختار الذّلّ فليبتعد، فالتّاريخ سيشهد أننا وقفنا حيث يجب، لا حيث أراد لنا الجبناء...

تم نسخ الرابط