تجار الأزمات تحت المجهر
تباين التوقعات فى بورصة اللحوم والمنافذ ترفع شعار «الكندوز للجميع» بـ300 جنيه
مع اقتراب العد التنازلي لشهر رمضان المبارك، تسيطر حالة من الترقب على الشارع المصري بشأن أسعار اللحوم والدواجن، وسط تباين التوقعات بزيادة الاسعار وأخري تؤكد ثباتها.
وفي ظل تقارير متباينة، ينقسم الخبراء والمحللون بين تفاؤل حذر بانخفاض الأسعار نتيجة الإجراءات الحكومية، وبين تحذيرات من قفزات سعرية تقودها زيادة الاستهلاك الموسمي خلال شهر رمضان والعيد.
وتشير توقعات شعبة القصابين إلى احتمالية حدوث زيادات جديدة نتيجة الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك. فبينما يستقر سعر الكيلو حالياً في الأسواق عند 400 - 450 جنيهاً، يرى البعض أن ضغط الطلب خلال شهر رمضان قد يدفع اللحوم لتخطي حاجز الـ 500 جنيه في المناطق الراقية، ما لم تتدخل الدولة بضخ كميات أكبر من اللحوم المبردة والمجمدة.
ورغم هذه التوقعات المتشائمة، يؤكد مصطفى وهبة نائب رئيس شعبة القصابين، أن أسعار اللحوم ستظل مستقرة دون زيادة، خلال الفترة المقبلة، مشيرًا إلى أن السوق يشهد وفرة كبيرة في المعروض تفوق معدلات الطلب، وهو ما يضمن استقرار الأسعار خلال شهر رمضان.
وأوضح وهبة أن الحديث المتداول حول ارتفاع الأسعار غير دقيق، مشيرًا إلى أن السوق المحلية يشهد حالة من الاستقرار منذ ما يقرب من عامين دون تسجيل أي زيادات في الأسعار.
وأضاف أن الجهات المختصة تتابع الأوضاع الصحية للثروة الحيوانية بشكل مستمر، بما يعكس كفاءة الرقابة البيطرية، مؤكدًا أنها لم تسجل أي تطورات قد تؤدي إلى اضطراب في حركة البيع والشراء، وأن هذه الأقاويل لا تمثل تهديدًا حقيقيًا للسوق.
منافذ الحكومة
وفي المقابل، تتبنى وزارتى التموين والزراعة تصريحات مطمئنة، حيث يتم التوسع في مبادرات خفض الأسعار ومنافذ بيع اللحوم التابعة للحكومة. التوقعات هنا تشير إلى استقرار أسعار اللحوم السودانية والمستوردة عند مستويات تتراوح بين 250 و300 جنيه، كحائط صد يمنع انفجار الأسعار في السوق الحر، مع توجيهات بتكثيف الاستيراد من مناشئ متنوعة لتأمين المخزون الاستراتيجي.
على الجانب الآخر، يرى بعض منتجي الدواجن أن تكلفة التدفئة في فصل الشتاء الحالي مع ارتفاع أسعار الذرة والصويا عالمياً قد ترفع سعر كيلو الفراخ البيضاء في المزرعة إلى 90 جنيهاً، ليصل للمستهلك بـ 100-110 جنيهات.
بينما يؤكد اتحاد منتجي الدواجن أن دخول دورات إنتاجية جديدة وتوافر السيولة الدولارية لاستيراد الأعلاف سيؤديان إلى توازن العرض مع الطلب خلال شهر رمضان، مما قد يحافظ على الأسعار حول مستوى 85-95 جنيهاً للمستهلك.
ومن ناحية أخري، تسعي الأجهزة الأمنية لتشديد الرقابة على الأسواق قبل حلول شهررمضان، للتصدي لظاهرة تخزين الدواجن المجمدة أو التلاعب بأسعار اللحوم القائمة، مع اقتراحات بفرض تسعيرة استرشادية ملزمة لضمان عدم استغلال المواطنين.
يبقى المواطن المصري هو الحلقة الأهم في هذا الصراع، حيث تعتمد حقيقة الأسعار في رمضان 2026 على ثلاثة عوامل حاسمة هي؛ ستقرار سعر الصرف الذي يتحكم في تكلفة الأعلاف والماشية المستوردة، وحجم الضخ من وزارتي الزراعة والتموين في المنافذ و المعارض الموسمية مثل «أهلاً رمضان»، إلى جانب مدى وعي المواطنين في ترشيد الاستهلاك لتخفيف الضغط على الأسواق.








