بعد اعتذار النبراوي
«زلزال» بنقابة المهندسين يعيد ترتيب أوراق التحالفات ويشعل الصراع على مقعد النقيب
أعلن المهندس طارق النبراوي، نقيب المهندسين ورئيس اتحاد المهندسين العرب، عدم ترشحه لفترة نقابية جديدة في الانتخابات المقررة عام 2026، مبررًا قراره بالرغبة في إرساء قواعد الديمقراطية وتداول السلطة وإفساح المجال لجيل جديد من الشباب حفاظًا على ما وصفه بـ «الصحوة النقابية» واستمرار استقلال النقابة.
إعلان النبراوي أصاب نقابة المهندسين بزلزال، وزاد من اشتعال المعركة على مقعد النقيب وأفسح الطريق أمام بعض الطامحين فى المقعد خاصة داخل الجبهات المتصارعة، بما فيها جبهة النقيب الحال نفسه.
تزامن قرار نقيب المهندسين طارق النبراوي بعدم الترشح، مع تصاعد الخلافات داخل مجلس النقابة حول تشكيل اللجنة العليا للانتخابات، حيث شهدت الجلسات الأخيرة لمجلس النقابة فى نوفمبر وديسمبر 2025 مشادات حول نزاهة الإجراءات وضمان الإشراف القضائي الكامل. كما تصدرت النقابة المشهد مؤخرًا بدعاوى قضائية ضد شركة جوتين بعد اتهامات صاخبة بالاستيلاء على حصة النقابة عبر التلاعب بالأوراق المالية للشركة، فضلا عن دعاوي ضد مرشحين في انتخابات مجلس النواب انتحلوا صفة «مهندس» دون وجه حق، مما جعل النقابة في حالة استنفار مهني وقانوني قبيل فتح باب الترشح الرسمي.
وتتنافس فى انتخابات نقابة المهندسين جبهتان أسياسيتان، هما جبهة الاستقلال أو تيار الاستقلال؛ وجبهة الجمهورية الجديدة، فضلا عن جبهة الشباب التى ظهرت كقوة ضاغطة تسعي لتمثيل حقيقي للشباب داخل مجلس النقابة والنقابات الفرعية .
وتيار الاستقلال، هو الجبهة التي قادها طارق النبراوي لسنوات، وتعتمد في خطابها على استقلالية النقابة عن التيارات السياسية والتدخلات الحكومية، مع التركيز على ملفات «التعليم الهندسي» وحماية كرامة المهندس.
أما الجبهة الأخري التى تمثل ثقلا كبيرا داخل النقابة فهي جبهة «الجمهورية الجديدة» وهي الجبهة المدعومة سياسيا من حزبي مستقبل وطن وحماة الوطن وتبرز في مواجهة تيار الاستقلال، وغالبًا ما تضم قيادات نقابية سابقة، وتركز على الخدمات اللوجستية وتطوير النوادي وتوفير الوحدات السكنية.
أبرز المرشحين
وبعد إعلان طارق النبراوي خروجه من المشهد، بدأت أسماء بارزة في طرح نفسها أو يتم تداولها في أروقة النقابة للمنافسة على مقعد نقيب المهندسين في انتخابات 2026
ومع اشتعال المنافسة، حذر نقيب المهندسين أعضاء الجمعية العمومية من الانحياز الأعمى لأي فصيل خلال الانتخابات المقبلة، معتبرًا أنها انتخابات فاصلة في مسار النقابة، داعيًا المهندسين إلى حسن الاختيار والبحث عمن يمتلك القدرة على التفرغ الحقيقي للعمل النقابي والدفاع عن المهنة، لا من يسعى إلى المنصب كوجاهة اجتماعية أو لتحقيق مصالح شخصية.
ورغم انتمائه لتيار الاستقلال، شدد النبراوي على أنه لن يزكي أي مرشح بعينه، وسيلتزم الحياد الكامل، متعهدًا بالوقوف على مسافة واحدة من جميع المرشحين، والعمل بكل قوة لضمان نزاهة وشفافية العملية الانتخابية، مشددًا على أن النقابة تتسع للجميع.
وتضم قائمة المرشحين على مقعد نقيب المهندسين فى انتخابات 2026، المهندس هاني ضاحي وزير النقل الأسبق والنقيب السابق، والذي يتردد اسمه دائمًا كمرشح قوي نظرًا لخبرته الواسعة وعلاقاته المؤسسية.
وكذلك المهندس خالد صلاح المهدي، الذى أعلن رسميًا نيته الترشح على مقعد النقيب، محددًا محاور برنامجه الانتخابي التي تركز على تطوير الأداء النقابي.
كما أعلن المهندس يسري الديب الأمين العام السابق للنقابة، والذي يمتلك قاعدة انتخابية قوية داخل المحافظات واللجان الفرعية، وكذلك المهندس أحمد صبري عضو مجلس النقابة الحالي وأحد الأسماء الشابة التي برزت في ملفات هامة مثل قضية شركة يوتن والتحقيقات المالية، ويُعد من الوجوه الصاعدة بقوة.








