و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

التكلفة التقديرية حول 112 مليار دولار

«ريفيرا الشرق الأوسط» و«شروق الشمس» خطط ترامب لابتلاع غزة.. خبير: تستهدف تهجير الفلسطينيين

موقع الصفحة الأولى

لاتزال أحلام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تدور في مخيلته لوضع يده على قطاع غزة واستثمار تلك البقعة التي تحوي 300 كيلو متر مربع على وجه البحر المتوسط، ولم يتوقف ترامب عن وضع خطط مختلفة لبسط سيطرته من خلال مشاريع استثمارية تحت زعم خطة لإعادة اعمار غزة.  

 وكشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، تفاصيل خطة واسعة تحمل اسم «شروق الشمس» لإعادة إعمار قطاع غزة، أعدها مستشارون في إدارة الرئيس دونالد ترامب، بهدف تحويل القطاع إلى منطقة ذات بنى تحتية حديثة، ومشاريع سياحية كبرى، وشبكات نقل وتكنولوجيا متقدمة.

ويشارك في إعداد الخطة، مستشاري ترامب، جاريد كوشنر وستيف ويتكوف، وهما من وضعا تصورا أوليا خلال الأسابيع الأخيرة، وقدم عرض من 32 شريحة، تضمن صورا لمدن ساحلية حديثة وجداول مالية لتكاليف ومراحل تنفيذ المشروع.

وأبرزت الخطة هدف الخطة وهو "نقل سكان غزة من واقع الدمار والبؤس إلى مستوى معيشة مزدهر"، ينقل السكان من الخيام إلى "الأبراج السكنية الراقية".

وتبلغ التكلفة التقديرية للخطة ما يقارب 112 مليار دولار خلال السنوات العشر الأولى، فيما تلتزم الولايات المتحدة بتمويل نحو خُمس التكلفة، على أن يأتي باقي التمويل من دول غنية في المنطقة، وفق الصحيفة.

وتبحث الخطة بدء القطاع تمويل جزء من مشاريعه بنفسه خلال العقد الثاني، بفضل نمو السياحة والصناعات المحلية. ويتوقع أن يؤدي تطوير الشريط الساحلي وتحويل نسبة كبيرة منه إلى مشاريع سياحية إلى تحقيق أرباح مرتفعة على المدى الطويل تتجاوز خمسين مليار دولار، وفق الصحيفة.

وتسير الخطة وفق 4 مراحل، تبدأ بإزالة الأنقاض والذخائر غير المنفجرة، وتوفير مساكن ومرافق طبية مؤقتة، وبعد ذلك يبدأ بناء المساكن الدائمة والبنى التحتية، وشبكات كهرباء متطورة تعتمد على نظم ذكية، إضافة إلى المدارس والمستشفيات والطرق والمراكز الدينية والثقافية.

غير أن الخطة تناقش بدء التنفيذ من جنوب القطاع، وتحديدا في رفح وخانيونس، ثم ينتقل إلى وسط القطاع، بينما يُعاد إعمار مدينة غزة في المرحلة الأخيرة.

وتشير الخطة إلى تصور لتحويل رفح إلى مقر للحكم المحلي، مع بناء مائة ألف وحدة سكنية لإسكان أكثر من نصف مليون شخص، وإنشاء 200 مدرسة، و75 مرفقا صحيا، و180 مسجدا ومركزا ثقافيا.

وتشترط الخطة وإنجاحها بتجريد حركة حماس من السلاح، وإزالة الأنفاق، وهو ما يشكك مسؤولون وخبراء في إمكانية تحقيقه. ونقلت الصحيفة عن أحد الباحثين قوله إن شيئا لن يتحقق لأن الحركة لن تتخلى عن سلاحها، وبالتالي لن يتحقق الإعمار.

وأبدى مسؤولون أمريكيون، قلقا من عدم قدرة الإدارة الأمريكية على إقناع الدول الغنية بتمويل المشروع في ظل احتمال تجدد القتال، وعدم وجود ضمانات بعدم اندلاع حرب جديدة خلال سنوات قليلة.

ووفق الصحيفة، عرضت الخطة على عدد من الدول، من بينها دول خليجية وتركيا ومصر. كما أشارت إلى أن مستشاري ترامب ناقشوا الخطة مع مسؤولين من هذه الدول خلال لقاءات عقدت في الولايات المتحدة.

وزعمت الصحيفة أنه من الممكن بدء تنفيذ المرحلة الأولى خلال نحو شهرين، إذا توفرت الظروف الأمنية اللازمة. كما جاء في بيان صادر عن البيت الأبيض أن الإدارة الأمريكية ستواصل العمل مع شركائها للمحافظة على وقف إطلاق النار وتمهيد الطريق نحو قطاع آمن ومزدهر.

خطة ترامب الأخيرة، تأتي بعد نحو 8 أيام من نقل صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مسؤول إسرائيلي قوله إن «تل أبيب وافقت مبدئيا على دفع تكاليف إزالة الأنقاض من قطاع غزة وأن تتحمل مسؤولية العملية الهندسية الضخمة، وذلك بعد طلب من الولايات المتحدة الأمريكية، وستبدأ بإخلاء منطقة في رفح جنوب القطاع من أجل إعادة إعمارها".

وفي 21 أكتوبر الماضي، أكد كوشنر، في مؤتمر صحفي بإسرائيل، أن إعادة إعمار غزة في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي «مدروسة بعناية وهناك اعتبارات جارية حاليا في المنطقة الخاضعة لسيطرة جيش الدفاع الإسرائيلي، إذا أمكن تأمينها لبدء البناء، بوصفها غزة جديدة، وذلك بهدف منح الفلسطينيين المقيمين في غزة مكانا يذهبون إليه، ومكاناً للعمل، ومكاناً للعيش»، مضيفاً: «لن تخصَّص أي أموال لإعادة الإعمار للمناطق التي لا تزال تسيطر عليها (حماس)».

تهجير الفلسطينيين

من جانبه يرى المحلل الفلسطيني الدكتور أيمن الرقب، أن خطة ترامب تضفي مساحة أكبر للأمريكيين والإسرائيليين، والخطة الجديدة المطروحة للإعمار من جانب واشنطن، محاولة لتحقيق هدف تهجير الفلسطينيين مرة أخرى.

 وقال الرقب في تصريح خاص لـ الصفحة الأولى : أن «خطة شروق الشمس» تؤكد أن الولايات المتحدة لم تتخل عن فكرتها في ترحيل جزئي لسكان غزة مع ضخ استثمارات عقارية تحقق أمن إسرائيل فقط.

وأعرب الرقب عن توقعه بأن خطة ترامب الأخيرة وما قدمته من طرح قد يؤخر عملية الإعمار وفق «الخطة العربية الشاملة»، مشيرا إلى أن تعثر مؤتمر الإعمار بسبب عدم إنهاء المرحلة الأولى وعدم انسحاب إسرائيل.

ريفييرا الشرق الأوسط

لم تكن" شروق الشمس" هي الخطة الوحيدة لـ ترامب ، فمن قبل طرح خطة أخرى بشأن غزة تحمل اسم "ريفيرا الشرق الأوسط"، ففي 4 فبراير 2025 أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نيّته أن تفرض الولايات المتحدة سيطرتها الإدارية على قطاع غزة، وطرح هذا الاقتراح خلال وقف إطلاق النار في الحرب بين إسرائيل و الفلسطينيين بقيادة حماس، وعرض ترامب رؤيته لإعادة تطوير القطاع وتحويله إلى «ريفييرا الشرق الأوسط». 

ودعت الخطة إلى تهجير قسري لما يقرب من مليوني فلسطيني نحو أراضٍ مجاورة، إضافة إلى إزالة أكثر من 50 مليون طن من الحطام والذخائر غير المنفجرة. عندما سُئل عن طريقة الاستحواذ على المنطقة، صرّح ترامب بأن الولايات المتحدة «ستأخذها». واجه المقترح انتقادات حادة من عدة دول ومنظمات، في حين نال دعمًا قويًا من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو .

وقوبل هذا المخطط برفض واضح من البلدان العربية أبرزها: مصر والأردن والسعودية، كما عبرت تركيا وألمانيا وفرنسا والبرازيل وروسيا والصين عن رفض هذا المخطط، ونشرت الخارجية المصرية، في 7 فبراير، بيانا أشارت فيه إلى أن وزير الخارجية بدر عبد العاطي تحدث مع نظرائه في 11 دولة للتأكيد على «رفض أي إجراءات تستهدف تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، أو تشجيع نقلهم إلى دول أخرى خارج الأراضي الفلسطينية».

تم نسخ الرابط