و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

الاستقامة سبيل المودة والسكينة

روشتة "وزارة الأوقاف" لعلاج التفكك الأسري.. أسباب تفشي الظاهرة وطرق حلها

موقع الصفحة الأولى

حالة التفكك الأسري أزمة يعاني منها معظم البيوت المصرية والعربية، لأسباب متعددة لكن تبقى الأسرة الملاذ الأول للإنسان، ومصدر طمأنينته وسكينته، وهو ما ركزت عليه وزارة الأوقاف ضمن مبادرة صحح مفاهيمك.  وشددت الأوقاف أن الأسرة هي نواة التكوين الإنساني، وحاضنة القيم التي تنهض بالمجتمع وتثبّت أركانه حين تبنى على أسس سليمة من الدين والرحمة، تثمر استقرارًا يمتد أثره إلى الأمة بأسرها.

وقالت الأوقاف أن مفهوم التفكك الأسري هو حالة من الانهيار أو الاضطراب في العلاقات داخل الأسرة تؤدي إلى ضعف الروابط العاطفية والاجتماعية بين أفرادها، وتراجع قدرتها على أداء وظائفها التربوية والنفسية والاجتماعية.

وبينت أن مظاهر التفكك الأسري تتلخص في الآتي:   

  • غياب التواصل الفعّال بين الزوجين أو بين الوالدين والأبناء.
  • تكرار الخلافات والصراعات دون حلول؛ مما يُفضي إلى القطيعة أو الطلاق.
  • ضعف الشعور بالانتماء والأمان داخل الأسرة، خاصة لدى الأطفال.
  • انهيار الأدوار الأسرية، كغياب أحد الوالدين أو تخليهما عن مسئولياتهما.
  • التفكك معنويًا حين يعيش أفراد الأسرة تحت سقف واحد لكنهم منفصلون عاطفيًا، أو ماديًّا حين يغيب أحد الوالدين بالطلاق أو الوفاة أو الهجر.

أسباب التفكك الأسري

وأشارت الأوقاف إلى صعوبة حصر جميع الأسباب المؤدية للتفكك الأسري؛ نظراً لتعددها وتشابكها إلا أن من أبرز العوامل المؤدية إلى هذه المشكلة هي:

  • ‌ضعف الوازع الديني وتراجع الالتزام بالقيم الأخلاقية؛ إذ يؤدي إلى غياب روح التسامح والمسؤولية داخل الأسرة فتضعف الروابط العاطفية ويزداد النزاع، مما يهدد استقرار الأسرة وتماسكها.
  • ‌سوء التفاهم والتواصل بين الزوجين، وتراكم المشكلات دون حل؛ إذ يؤدي تراكم المشكلات دون مناقشة أو حل إلى تصاعد التوتر والانفصال العاطفي؛ فتتآكل الثقة ويصعب الحفاظ على استقرار العلاقة الزوجية
  • ‌التأثيرات السلبية للإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي؛ إذ تؤدي إلى الانشغال المفرط بالعالم الافتراضي على حساب التواصل الحقيقي بين أفراد الأسرة، فيخلق شعورًا بعدم الرضا ويزيد من التوتر والخلافات الزوجية.
  • ‌الضغوط الاقتصادية والمعيشية، وما تسببه من توتر داخل الأسرة؛ إذ تؤدي إلى تصاعد الخلافات نتيجة العجز عن تلبية الاحتياجات الأساسية؛ فتضعف الروابط الأسرية ويزداد خطر الانفصال والتفكك
  • ‌ضعف التربية وانشغال الوالدين عن الأبناء؛ مما يترك الأطفال عرضة للانحراف والاضطرابات النفسية؛ فتتفكك الروابط العاطفية ويضعف الانتماء داخل الأسرة، مما يهدد استقرارها

وبينت الأوقاف أن القرآن الكريم أكد على أهمية الاستقامة كسبيل للحفظ والسكينة، فقال تعالى: {إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسۡتَقَٰمُواْ تَتَنَزَّلُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ أَلَّا تَخَافُواْ وَلَا تَحۡزَنُواْ وَأَبۡشِرُواْ بِٱلۡجَنَّةِ ٱلَّتِي كُنتُمۡ تُوعَدُونَ} 

وقالت الأوقاف أن تأثير التفكك الأسري يمتد ليصيب جميع أفراد الأسرة، ويمكن تلخيص أبرز آثارها في الجوانب التالية على مستوى الأفراد:

  • ‌الإحباط والشعور بخيبة الأمل بين الزوجين.
  • ‌ضعف الصحة النفسية والرضا عن الذات.
  • ‌اضطرابات سلوكية بين الأبناء، مثل الانحراف وتعاطي المخدرات.
  • ‌مشاكل في التوافق المدرسي والاجتماعي.
  • ‌انتشار القلق والاكتئاب وأمراض نفسية أخرى.

وعلى صعيد المجتمع، فإن أبرز الآثار تشمل: 

  • انتشار السلوكيات السلبية كالعدوانية والانحراف لدى الأبناء نتيجة غياب التربية المتوازنة.
  • ضعف الروابط الاجتماعية بسبب تفكك النواة الأولى للمجتمع وهي الأسرة.
  • زيادة نسبة الجريمة والانحراف الأخلاقي، نتيجة غياب الرقابة والرعاية الأسرية.
  • تراجع التحصيل الدراسي والإنتاجية في العمل، بفعل الضغوط النفسية والمعاناة العاطفية.
  • تآكل القيم المجتمعية وتبدّل المفاهيم، إذ يصبح الفرد مشوش الانتماء والهوية.

 علاج التفكك الأسري

وشددت الأوقاف على ضرورة علاج التفكك الأسري من خلال إحداث تغيير ممنهج في بنية النظام الأسري ذاته، بحيث تصبح الأسرة قادرة على أداء وظائفها الحيوية وتلبية حاجات أفرادها باعتبارها وحدة متكاملة، وتتضمن هذه العمليات العلاجية تعديلًا في الاتجاهات، والمشاعر، والسلوك، والأدوار داخل الأسرة بما يعزز الشعور بالانتماء والتماسك، ويضمن دعم كل فرد للآخر، ويُرسّخ لدى الجميع الإحساس بأن للأسرة ذاتًا مستقلة تستحق الحفاظ عليها، 

وطالبت الأوقاف رب الأسرة المسؤول عن علاج تلك الأزمة بأن يحدد أهداف العلاج بدقة، ويُقيّم تقدم الأسرة بصورة منتظمة، آخذًا في الاعتبار أن ما تحتاجه الأسرة فعلًا قد يختلف عن التصورات المسبقة للمتخصص؛ مما يتطلب مرونة في التوجيه وتفهمًا عميقًا لاحتياجاتها المتغيرة.

 ووجهت الأوقاف نصيحة لكل أسرة للحفاظ على تماسكها واستقرارها، من أن بقاء الأسرة متماسكة هو أساس قوة المجتمع وسلامته، وإذا انهارت روابطها، اهتزت معها قيم وأخلاق ونفسيات لا تُحصى؛ لذلك لا بد أن يكون البيت مساحةً للأمان، والتفاهم، والدعم المتبادل، مهما عصفت به الأزمات.

وحذرت الأوقاف من مواطن الخلاف والفتور، وقالت : وواجهوا العقبات بالحوار الهادئ والمودة الصادقة تجنبوا الوقوع في فخ الجدال المستمر، فالكلمة الطيبة تداوي، والصبر في المحن قوة، لا تجعلوا الضغوط المالية تُغطي على حبكم، ولا تسمحوا للإدمان أو الإهمال العاطفي أن يخلق مسافة بينكم.

وأضافت: حافظوا على صلتكم بأبنائكم، فهم مرآة هذا البيت، يتأثرون بأي اضطراب، ويحتاجون دائمًا إلى بيئة مستقرة تحتضنهم وتوجههم، لا تترددوا في طلب المشورة النفسية أو الاستشارة الأسرية عند الحاجة، فالحكمة ليست في إخفاء المشكلات، بل في مواجهتها برُشد ووعي.

وأكدت أن الأسرة المتماسكة لا تُبنى بالصدفة، بل تُصاغ بكل لحظة عطاء وتفاهم ومساندة، فكونوا لهذه اللحظة صانعين، ولهذا البيت حُماة، ولأبنائكم قدوة لا تُنسى.

تم نسخ الرابط