و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

بين التطعيم والتعقيم الرحيم

تخصيص قطعة أرض للكلاب الضالة.. و«نهاد أبوالقمصان»: الخطوة غير كافية

موقع الصفحة الأولى

لا تزال أزمة انتشار الكلاب الضالة تتفاقم، خاصة مع انتشار حالات العقر في العديد من المحافظات، وفي هذا الاطار قررت محافظة القاهرة تخصيص قطعة أرض بمدينة التبين بمساحة 2500 متر لإقامة مأوى لـ الكلاب الضالة تحت إشراف الهيئة العامة للخدمات البيطرية، على أن تتسلمها مديرية الطب البيطري خلال أيام. 

وأكد محافظ القاهرة أن المشروع يأتي ضمن خطة مواجهة مشكلات الكلاب الضالة مع الحفاظ على حقوق الحيوان. 

كما أعلن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء عن بدء تنفيذ خطة شاملة للتعامل مع الكلاب الضالة، بهدف تحقيق التوازن البيئي وحماية صحة الإنسان، مع التأكيد على أن الخطة تعتمد على إجراء عمليات تعقيم رحيمة عبر استئصال رحم أنثى الكلب لضبط معدلات التكاثر، وعدم اللجوء نهائيا إلى السموم في السيطرة على الأعداد بعد وقف تداول المادة السامة المستخدمة سابقا منذ أكثر من 5 أعوام.

ومن جانبها، أعربت المحامية والحقوقية نهاد أبو القمصان عن ترحيبها بإعلان محافظة القاهرة عن تخصيص قطعة أرض في منطقة التبين لإيواء الكلاب الضالة، واعتبرت أن هذه الخطوة قد تكون بداية جيدة، مؤكدة أن الرفق بالحيوان ليس رفاهية وإنما جزء من التوازن البيئي الذي يحمي البشر من الأمراض وانتشار الفئران والزواحف الضارة.

وفي منشور لها عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، كتبت أبو القمصان: "المساحة المعلنة للأرض ألفان وخمسمائة متر وهو رقم محترم، لكنه غير كافٍ لاستيعاب أعداد الكلاب في القاهرة، فهناك آلاف الكلاب تحتاج مساحات للجري، غرف للعزل، تجهيزات للعمليات، مخازن للطعام، ونظام متابعة يومي. كما أن بعض المناطق مثل الحسين، الأزهر، الزمالك، والمعادي توجد بها كلاب صديقة للمجتمع Community Dogs، وحرمانها فجأة من أماكنها قد يخلق مشاكل أكبر من التي نحاول حلها".

وأضافت أبو القمصان في منشورها: "السؤال الأهم: من سيقوم بتوفير الطعام؟ هل هناك ميزانية واضحة وعقود توريد؟ هل سيكون هناك إشراف بيطري مستمر وبرامج تطعيم وتعقيم وخطة لمنع انتشار الأمراض؟ كما أننا لدينا جمعيات وشلترز أهلية لديها خبرة حقيقية في الرعاية والتطعيمات، فلماذا لا يكون هناك تعاون بين الدولة وهذه الجمعيات بدلاً من أن يعمل كل طرف منفرداً؟"

كما شددت المحامية والحقوقية نهاد أبو القمصان على أن أي خطوة إيجابية يجب أن تكون مدروسة وعلمية وقابلة للتنفيذ، تحترم حياة الكلاب وحقوق المجتمع في الوقت نفسه، مؤكدة أن الهدف هو حماية الحيوانات والمجتمع معاً، وليس مجرد تجهيز مكان للإيواء بلا خطة واضحة.

منع التكاثر 

وحول خطة منع تكاثر الكلاب الضالة، ترى الطبيبة البيطرية ندى النجار، أن استراتيجية التعقيم مع التطعيم التي اعتمدتها الدولة ضد السعار تعد من أكثر الوسائل فاعلية للحد من انتشار الكلاب الضالة، موضحة أن وقف التكاثر هو المدخل الأول لحل الأزمة من جذورها إلى جانب أهمية تحصين الكلاب الموجودة بالفعل ضد الأمراض وعلى رأسها مرض السعار.

وأضافت أن هذه الجهود لا يجب أن تظل حبيسة الحملات البيطرية فقط، بل يجب أن يصاحبها نشاط توعوي واسع النطاق لتغيير نظرة المجتمع لكلاب الشوارع والحد من العنف الممارس ضدها سواء بالضرب أو القتل لما لذلك من تأثير مباشر على منظومة السلامة المجتمعية.

وأكدت أن الكلاب جزء طبيعي من البيئة، وأن وجودها لا يشكل خطرا طالما تم التعامل معها برحمة وعطف. 

وأضافت أن التجربة أثبتت أن الكلاب التي تعامل بلطف تكون أكثر أمانا وهدوءا، في حين أن القسوة لا تنتج سوى مزيد من العنف وعدم الاستقرار في الشارع.

تم نسخ الرابط