مشاهد من مسرح الحياة الزوجية
غرائب محكمة الأسرة.."بيحل الواجب غلط وغسيله مش نضيف وبيورطنى فى حساب المشاريب"
لم تعد محكمة الأسرة كسابق عهدها تهتز بقضايا لها ثقلها في حل النزاعات والخلافات فيما يتعلق بالطلاق والخلع والنزاعات الخاصة بالميراث، وتحولت قاعات محكمة الأسرة إلى قاعات أشبة بالمسارح الكوميدية التي يجلس فيها القاضي لأزمات داخل البيت ورفع قضايا طلاق على أتفه الأسباب، وتعمقت المحكمة في حل مشكلات منزليه يمكن حلها عبر جلسة اسرية او عرفية.
محكمة الأسرة أصبحت الان تحوي على المئات من القضايا التي طالبت فيها السيدات بالطلاق أو الخلع لأسباب تثير الضحك، وضاعت هيبة الطلاق التي كانت تهتز له أرجاء المحكمة.
ومن أغرب وأحدث القضايا التي عرضت أمام محكمة الأسرة، قضية خلع تقدمت بها السيدة "سمية" تطلب خلع زوجها لأسباب خاصة التي قدمتها للمحكمة حين قالت: " “غسيل جوزي بيطلع وحش… وبيكسفني قدام صحباتي.”
وأشارت سمية إلى أن زوجها، كريم، كان يتفاخر أمام أصدقائه ومعارفه بأنه يشاركها أعمال المنزل، وفي الواقع، كان يحاول فعل ذلك، لكن النتيجة كانت كارثية في كل مرة فملابسهم تخرج من الغسالة ممزوجة بألوان غريبة، وقطع الصوف تتقلص، والقمصان الراقية تتحوّل إلى خامات باهتة، حتى باتت سمية تخشى أن تتركه يلمس أي قطعة قماش.
وقالت سمية: "كريم يبالغ في تقديم نفسه كزوج مثالي أمام الآخرين، وأنه بيعمل كل حاجة في البيت بإيده، مشيرة إلى أنها كانت تصمت في البداية، لكن صمتها كان يزداد ثقلا حين تتفاجأ بأن زوجها لا يتوقف عند الحديث فقط، بل يعرض أحيانا صوره وهو ينشر الغسيل ليظهر تفانيه، بينما هي تعاني آثار هذا التفاني في حقيقتها اليومية.
بيحل الواجب غلط
وفي واحدة من أغرب القضايا التي مرت على محكمة الأسرة قضية “حسناء.م”، 34 عاما، ربة منزل، وقدمت طلب خلع مدعوما بملف ضخم من الأوراق، وأغلبها كراسات واجب مدرسي مغطاة بتقديرات “صفر” باللون الأحمر.
تقول حسناء إنها لم تعد قادرة على تحمل ما وصفته بـ “الأثر التربوي المدمر لزوجها على مستقبل أولادها”، مؤكدة أن سبب طلب الخلع ليس خيانة ولا ضرب ولا إساءة بل حل الزوج للواجبات.
تبدأ حسناء روايتها أمام المحكمة وهي تمسك كراسة الرياضيات بسخط واضح: “يا سيادة القاضي، أنا ما بطلبش الخلع عشان خلافات عادية أنا بطلبه حفاظا على مستقبل العيال، كل ما أقول له ساعدهم في الواجب، يرجعوا من المدرسة شايلين أصفار بالصفحة، مش بالمسألة!”.
وتضيف أنها في البداية ظنت أن الأمر مجرد مرة عابرة، لكن مع تكرار الكارثة بشكل يومي تقريبا بدأت تشك في شيء أكبر، فراجعت الواجبات بنفسها لتكتشف – على حد وصفها – أن “جوزها كان بيحل غلط… وبثقة!”.
تشرح حسناء: “المصيبة مش إنه يغلط، المصيبة إن المدرسين كانوا بيسيبوا ملاحظات من نوع: (يا أستاذ… مش الطالب اللي محلل ده، ده كبير!)، و(حلّك مريب)، و(معقولة دي إجابة حد بالغ؟!)… وده اللي خلاني أنهار.”
بيخلع من الحساب
ومن بين القضايا المثيرة للضحك، قضية "شربات"، السيدة الأربعينية، التي وقفت بثبات لافت وهي تحكي قصتها و تقول: “جوزي كل ما نقعد في كافيه يقوم يهرب من الحساب… والناس تمسكني أنا!”.
تحكي شربات أن زوجها معتاد على الخروج إلى المقاهي مع أصدقائه، لكنه – لسبب لا تفهمه – يتركها في كل مرة لحظة الحساب، ثم يختفي بحجة “مكالمة مهمة” أو “مشوار سريع”.
وتروي بابتسامة حزينة: “بقيت معروفه في الكافيهات وكل شوية يقولوا لي: جوزك هرب تاني!”.
وأشارت إلى تكرارا هذا السلوك لدرجة أصبحت تسبب لها إحراجا وخلافات متكررة مع أصحاب المقاهي، إضافة إلى تراكم ديون صغيرة لكنها كثيرة.

شربات رأت أن الأمر لم يعد مزحة، خاصة عندما وصلت شكاوى لمحكمة الجنح من أصحاب الكافيهات، فاضطرت لرفع دعوى “إساءة معاملة مادية ومعنوية” أمام محكمة الأسرة، مطالبة بإلزام الزوج بالمصاريف وتعهد بعدم تكرار السلوك.








