شريان الحياة الاول لأهل فلسطين
بعد إعلان الاحتلال الإسرائيلي ونفي مصر.. معبر رفح تاريخ حافل بالتوترات
أعلن الاحتلال الإسرائيلي عن فتح معبر رفح، خلال الأيام المقبلة، للسماح للفلسطينيين بالخروج من غزة إلى مصر، فيما نفت مصادر مصرية التنسيق مع إسرائيل لفتح المعبر لسكان غزة، ولم يذكر البيان الصادر عن هيئة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي الهيئة العسكرية الإسرائيلية المسؤولة عن تسهيل المساعدات إلى غزة، ما إذا كانت هناك أي قيود على مَن يتم السماح لهم بمغادرة غزة ولم يحدد البيان موعد فتح معبر رفح تحديدا.
ونفت مصر، انها اتفقت مع إسرائيل على فتح معبر رفح باتجاه واحد لخروج السكان من قطاع غزة، بحسب الهيئة العامة للاستعلامات، ونقلت الهيئة عن مصدر مسؤول أنه (إذا تم التوافق على فتح المعبر، فسيكون العبور منه في الاتجاهين للدخول والخروج من القطاع، طبقاً لما ورد بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب).

ومعبر رفح البري الذي يربط بين مصر وغزة مغلق بشكل شبه تام منذ مايو 2024، بعدما بدأت القوات الإسرائيلية عمليات عسكرية في جنوب قطاع غزة وسيطرت على الجانب الفلسطيني من المعبر.
تاريخ حافل بالتوترات
تم إنشاء المعبر بعد الاتفاق المصري الإسرائيلي للسلام عام 1979 وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلية من سيناء عام 1982 وكان الجانب الإسرائيلي من يدير المعبر إلى غاية 11 سبتمبر من عام 2005 ولم يكن للجانب الفلسطيني أي تدخل إداري أو سيطرة عليه،حيث رفعت إسرائيل سيطرتها عن قطاع غزة وانسحبت منه وبقي المعبر تحت الرقابة الأوروبية لمراقبة حركة المسافرين على المعبر.
وأغلق المعبر لفترة وجيزة وأعيد فتحه في 25 نوفمبر 2005 وظلت الحركة على المعبر لغاية 25 يونيو من عام 2006 بعدها أغلقته إسرائيل معظم الأوقات وذلك لدوافع أمنية وأغلق المعبر تماماً بعد سيطرة حركة حماس على قطاع غزة، وبعد الثورة المصرية عام 2011 قررت الحكومة المصرية فتح معبر رفح بشكل دائم ابتداء من السبت 28 مايو 2011 بعد إغلاق دام حوالي أربع سنوات من طرف مصر،واستمر العمل بفتحه 6 ساعات يومياً حتى 2013 حيث أعيد إغلاق المعبر بشكل تام.
مراحل السيطرة
ومر معبر رفح البري بالعديد من مراحل السيطرة عليه وكانت بداية المأساة لأهالي مدينة رفح عندما احتلت إسرائيل كلا من قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء المصرية سنة 1967 وبالتالي لم يكن يفصل بين رفح المصرية والفلسطينية أي حدود، وتشكلت علاقات اجتماعية كبيرة بين سكان رفح المصرية والفلسطينية.
وبعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1978 وتنفيذ الشق الخاص برسم الحدود الفلسطينية المصرية تم فصل رفح المصرية عن رفح الفلسطينية وبالتالي تم تشتيت العائلات وفصلهم عن بعضهم البعض مما أدى إلى خلق كارثة إنسانية وخاصة بعد أن تحكمت إسرائيل بمعبر رفح وأصبحت القوات الإسرائيلية تمنع مرور الفلسطينيين من خلال هذا المعبر.
وبعد سيطرة حركة حماس على القطاع منتصف عام 2007 ظهرت مشاكل بين حركة حماس ومصر لرفض مصر لما وصفته (الانقلاب الحمساوي) في غزة وبررت الحكومة المصرية رفضها لفتح المعبر بوجود أنفاق تهدد الأمن القومي المصري حيث ادعت مصر دخول أسلحة ومخدرات من وإلى مصر بما تسبب بوقوع عدة هجمات على منشآت سياحية في سيناء،وتم إغلاق المعبر بشكل جزئي ليفتح في الأسبوع يومين.
وبعد 2011 تم فتح المعبر بشكل كامل دون أي قيود وسهلت حركة المسافرين وألغي نظام الترحيل للمسافرين الفلسطينيين، وفي ظل الظروف التي احاطت بالقطاع منذ احداث السابع من اكتوبر أصبح معبر رفح محور التركيز فيما يتعلق بإدخال المساعدات إلى غزة، مع تصاعد الصراع بين إسرائيل وحماس، حيث انه المعبر الحدودي الوحيد في غزة الذي لا يؤدي مباشرة إلى إسرائيل بدلاً من ذلك، يوفر طريقًا إلى شبه جزيرة سيناء في مصر.
ورغم تعرض معبر رفح للإغلاق عدة مرات بسبب القصف الإسرائيلي، فمن وجهة نظر مصر معبر رفح ظل مفتوحا بشكل رسمي من الجانب المصري ولم يغلق وألقى باللوم على القصف الجوي الذي جعل المعبر غير آمن لعبور شاحنات.







