و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

تحليل تاريخي حيادي

«شعرة معاوية».. أكرم القصاص يخلع عباءة الناصرية ويفند الاستقطاب في عهد السادات

موقع الصفحة الأولى

احتفلت دار بتانة بتوقيع ومناقشة كتاب «شعرة معاوية.. السادات وخصومه»، الصادر عن الدار للكاتب أكرم القصاص، ويرى الكاتب أكرم القصاص ان هناك دوافع تأليف الكتاب وعلاقة الموضوع بميوله السياسية الناصرية، قائلا: الرئيس السادات توفي وأنا غاضب ومختلف معه تماما، وفي 1971 انقلب على الرئيس عبد الناصر، وأنا طوال عمري كنت أنتقد الاستقطاب واختلاف الناس مع بعض بشكل حدي، وبدأت إعادة النظر في كتاب هيكل «خريف الغضب» الذي كان يتضمن انتقاد صارخ لشخصية السادات.

وأشار إلى أن الهدف الرئيسي من هذا الكتاب هو إنهاء حالة الاستقطاب «أهلي وزمالك»، وأنا أعتقد أني صرت ديمقراطيا عندما قبلبت الاختلاف مع الآخر، مشيرا «انطلقت من أرضية الواسع البعيد عن التطرف»، لافتا إلى أن شعرة معاوية انقطعت بين السادات والمعارضة

كتاب أكرم القصاص رغم ميول الكاتب الناصرية الا انه استطاع الوقوف بحياد والابتعاد عن الاستقطاب بل استطاع انصاف السادات باعتباره (صانع النصر 1973 والسلام، وأعاد الأرض للوطن).  

واستطاع القصاص نسف كتابات محمد حسنين هيكل في هجومه على السادات، والتقليل من مكانته، بل من نصره، وكذلك الخيانة فى سلامه مع العدو، وشرح مراكز القوى فى عصر ناصر، والتى كان هيكل فى مقدمتهم لقربه من المعلومات، ومن الرئيس، ولقدرته على صناعة القرارات، وكيف كان هذا الموقف، والدور، والتأثير، من رؤيته للرئيس السادات، وكيف حدث الاستقطاب فى مصر بين الناصريين، والساداتيين، وأعاق الرؤية، بل أبعد السياسة. الكتاب يطرح الرؤى بين الإسلاميين، واليساريين، وكيف نظروا وكونوا آراءهم، من سياسات ناصر، والسادات معا.  

استطاع القصاص ان يفند كتابات المعارضة ضد السادات وتناول زوايا معاركه في الحفاظ على جمهورية ارسلها الضباط الاحرار منذ عهد عبد الناصر  

القصاص أراد لفت القراء إلى أن السادات لم يستطع الحفاظَ على شعرة معاوية مع خصومه، وهم استغلوا ذلك فى تقديم صورةٍ أحادية أثرت بشكلٍ كبير فى تقديمه للجمهور، وأنه يجب عليه "القصاص" أن يحلل هذه الصورة كى نوضح للناس ذلك.  

شعرة السادات

واستعان القصاص بجملة محورية فى المدونة العربية، هى "شعرة معاوية" بما لها من دلالة كبيرة فى التاريخ السياسى الإسلامي، فقد كانت هذه الجملة دليلًا (بلاغيًّا – واقعيًّا) على مفهوم السياسة، وربما كانت أقرب ما تكون إلى تعريف "السياسي" فى عقلنا العربي، لكن ما يتبين من الكتاب أن السادات لم يكن قادرًا على حفظ هذه الشعرة المهمة، فقد قطعها كثيرًا فى صراعه مع خصومه، سواء كانوا كيانات أو أشخاصًا،  

ولم يقدم أكرم القصاص  سردًا متتابعًا للوقائع فقط، بل كان يحللها ويقرأ معلوماتها، ويدفع القارئ أيضًا إلى قراءتها وتأملها وتكوين موقفه، وهذا هو المقصود من هذا الكتاب، فحياة الرئيس السادات تتوافر عنها معلومات كثيرة، لكن معظمنا يورد هذه الحكايات سردًا، ولا يتوقف عندها توقّفَ المدقّق الذى يناقش ويحلل، ومن هنا تأتى أهمية ما يقدمه الكتاب،  

وتمكن القصاص من جعل كتابه شعرة معاوية، مرجعا تاريخيا حياديا لحقبة السادات التي خيمت عليا حالة الاستقطاب بين كتاب المعارضة  

تم نسخ الرابط