و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

«لدينا رائدات في علوم القرآن»

وزيرة التضامن تدافع عن مقدمة «دولة التلاوة» وتدعو لتوسيع المسابقة للسيدات والفتيات

موقع الصفحة الأولى

دافعت الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي، عن الإعلامية آية عبد الرحمن، مقدمة  برنامج «دولة التلاوة»، بعد دعوات البعض لاستبدالها بـ«رجل» وقالت إن تلك الدعوات  تبدو وكأنها تغفل عن جوهر دورها المهني وعن رسالة البرنامج، حسب قولها، موضحة أن آية عبد الرحمن ليست مجرد مذيعة؛ بل هي واجهة ثقافية للبرنامج، وقد أثبتت كفاءة استثنائية تجعلها الخيار الأمثل.

وتابعت: أولًا: الكفاءة المهنية والنوعية للبرنامج.. فهو منصة لعرض فن التلاوة والمنافسة المهنية، والتقييم يجب أن يستند إلى الكفاءة المهنية في التقديم، وليس إلى جنسها وقد نجحت آية في تقديم محتوى ديني وشرعي ثقيل بأسلوب رصين، هادئ، ومريح للمشاهدين، وهو ما أشادت به تقييمات عديدة.. ثانيًا: التخصص وشكل البرنامج «Format» برنامج «دولة التلاوة» ليس برنامج وعظ تقليدي، بل هو مسابقة تلفزيونية ذات طابع فني وفورمات «Format» عالمي يعتمد على التحكيم الدقيق والإدارة الاحترافية للمراحل ووجود آية عبد الرحمن، المتمكنة إعلاميًا، يضمن إدارة هذه الفورمات بدقة، ويحافظ على التوازن المطلوب بين هيبة القرآن الكريم وجاذبية التنافس التلفزيوني.. فهي تدير اللحظات الصعبة ولحظات الترقب بمهنية عالية».

وأكدت وزيرة التضامن، رسالة القوة الناعمة ووجود سيدة تتمتع بالكفاءة ومؤثرة في تقديم محتوى قرآني بمثل هذه الأهمية يمثل قوة ناعمة ورسالة هامة، تؤكد أن المرأة المصرية والعربية شريك أساسي في الحفاظ على التراث الديني والثقافي، وتكسر أي صورة نمطية قديمة.

مشاركة السيدات والفتيات 

وتقدمت الدكتورة مايا مرسي، باقتراح بشأن فتح باب المنافسة أمام السيدات والفتيات لإنشاء مسار خاص بهن ضمن فعاليات مسابقة برنامج دولة التلاوة، وذلك انطلاقًا من النجاح الباهر الذي حققه البرنامج في إبراز أجيال جديدة من القراء المتميزين.

وفي منشور لها، عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، قالت وزيرة التضامن، إن هذا الاقتراح ليس مجرد دعوة للمساواة وتكافؤ الفرص، بل هو استعادة لجزء أصيل من التراث المصري؛ إذ شهد تاريخنا أسماء رائدة لـ الشيخات أمثال منيرة عبده وكريمة العدلية، وإضافة فئة السيدات والبنات ستجعل المسابقة شاملة لكافة المواهب القرآنية في الأمة، وتؤكد على أن معيار التنافس الوحيد هو إتقان التلاوة وعذوبة الصوت، مما يمثل خطوة متقدمة تعزز القوة الناعمة لمصر في خدمة كتاب الله.

وأشارت إلى أن برزت في مصر قمتان رائدتان في الإعلام الديني: الدكتورة هاجر سعد الدين، التي سطرت اسمها كـ أول سيدة تترأس إذاعة القرآن الكريم، معززة دورها القيادي بتقديم برامج فقهية متخصصة مثل «فقه المرأة» امتدت لسنوات طويلة؛ والإعلامية كاريمان حمزة، التي تُعد رائدة البرامج الدينية التلفزيونية، واشتهرت بتقديم برامج ذات تأثير جماهيري واسع مثل الرضا والنور، حيث قدمت ما يزيد على 1500 حلقة تليفزيونية، وتميزت بكونها المذيعة التي استضافت كبار علماء الأمة، وفي مقدمتهم الشيخ محمد متولي الشعراوي.. وقد أسست كلتاهما نموذجا للكفاءة المهنية والمصداقية العلمية للمرأة في الحقل الديني والإعلامي.

وقالت مرسي، إن التاريخ المصري يتميز بحضور بارز ومؤثر لتاليات القرآن الكريم، اللاتي عُرفن بـ «الشيخات»، خاصة في بدايات القرن العشرين، حيث نافسن القراء الرجال في عذوبة الصوت ومهارة التجويد، ومن أبرز الرائدات، الشيخة منيرة عبده والشيخة كريمة العدلية، فهن من أوائل من سجلت لهن تلاوات وأسماء في سجلات الإذاعات المحلية. 

ولفتت وزيرة التضامن، إلى كوكب الشرق الست أم كلثوم، قائلة: وفي هذا السياق التاريخي، يُذكر أيضًا أن كوكب الشرق أم كلثوم كان لها نصيب من هذا الفن في بدايات حياتها الفنية، حيث كانت تستهل بعض سهراتها بتلاوات قرآنية وتجويد قبل أن تنتقل بشكل كامل إلى الغناء والإنشاد، مما يعكس الأهمية الثقافية والاجتماعية التي كان يوليها المجتمع المصري لصوت المرأة المُجيدة للتلاوة في تلك الفترة التاريخية.

واختتمت مرسي، منشورها، مؤكدة على أن استبدال كفاءة مؤكدة بناءً على جنسها ذكر أو انثي هو خطوة إلى الوراء، موجهة رسالة شكر وتقدير لـ  وزير الأوقاف أسامة الازهري على هذا الاختيار الموفق والمستنير لمقدمة البرنامج، والذي يؤكد على أن الكفاءة هي المعيار الوحيد في صدارة البرامج الثقافية والدينية الوطنية.

حكم مشاركة المرأة 

وحول رأي الدين حول مشارة المرأة في مسابقات القران أمام الجمهور، أكد الدكتور أسامة فخري الجندي، رئيس الإدارة المركزية لشؤون المساجد والقرآن الكريم بوزارة الأوقاف، أهمية مشاركة النساء في المسابقات القرآنية بشكل عام، مؤكدًا أن هذه المشاركة تعكس دور المرأة العظيم في المجتمع الإسلامي كحافظة للقرآن الكريم، وأن المرأة التي تتقن تلاوة القرآن وتجويده تمثل نموذجًا مشرفًا للإبداع والتفوق.

وأضاف: «هذه المشاركات تُظهر عُمق ارتباط النساء، بكتاب الله سبحانه وتعالى، وتبرز مكانة المرأة في المجتمع الإسلامي كرافع للعلم وناقل للأجيال قيم القرآن الكريم».

وفي فتوى نشرتها دار الإفتاء رقم 638 ، أجاز الدكتور علي جمعة ، مشاركة السيدات في مسابقات القرآن شريطة الالتزام بالضوابط الشرعية، وقال أنه يجوز للمرأة تعليم الرجال أسس وقراءات القران أيضا، فلا مانع شرعًا من تعليم المرأة للرجال؛ فقد كانت زوجات النبي صلَّى الله عليه وآله وسلم يُبلِّغْنَ وينشُرن الدين، ودواوين السنة فيها الكثير من الرواية عنهن رضي الله عنهن، وفي طبقات الرواية بعدَهن الكثير من النساء اللاتي حملن العلم، حتى ذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه "الإصابة في تمييز الصحابة" ألفًا وخمسمائة وثلاثًا وأربعين (1543) امرأةً؛ منهن الفقيهات والمحدِّثات والأديبات. 

تم نسخ الرابط