فدية خمسة ملايين دولار
أسرار اختطاف 3 رجال أعمال مصريين في مالى وتحرك عاجل من الخارجية
أعلنت جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين»، التابعة لتنظيم القاعدة فى مالى، مسؤوليتها عن اختطاف ثلاثة من رجال الأعمال المصريين في غرب العاصمة المالية باماكو، مطالبة بفدية مالية قدرها خمسة ملايين دولار مقابل الإفراج عن المختطفين الثلاثة.
ووصفت الجماعة، العملية بأنها ضربة لداعمي الاحتلال الروسي، في إشارة إلى التعاون القائم بين حكومة مالي وقوات فيلق أفريقيا الروسية، فيما تتابع وزارة الخارجية عن متابعتها لأوضاع الجالية المصرية في مالى.
وأكدت الوزارة ضرورة الالتزام بتعليمات وقوانين السلطات المالية، وحمل الأوراق الثبوتية، والحد من التحركات، وعدم السفر من العاصمة إلى المدن والأقاليم الأخرى.
ورغم أن البيان لم يتطرق صراحة إلى واقعة الاختطاف، إلا أن وزير الخارجية الدكتور بدر عبدالعاطي، شدد خلال اتصال هاتفي مع نظيره المالي عبدالله ديوب، على ضرورة العمل على توفير أقصى درجات الحماية والتأمين للمواطنين المصريين المقيمين في مالي، مطالبًا ببذل أقصى الجهود للعمل على إطلاق سراح المصريين الثلاثة المختطفين، حسب بيان للخارجية المصرية.
من جانبه؛ أكد وزير الخارجية المالي أنه جارٍ المتابعة عن كثب مع الوزارات والأجهزة المعنية في باماكو، لاستجلاء الأمر والعمل على سرعة الإفراج عن المختطفين.
وبحسب التقارير الإعلامية، كان ثلاثة رجال أعمال مصريين في طريقهم بين سيجو والعاصمة باماكو، ضمن رحلة عمل لمسح أراضٍ زراعية في غرب مالي، وبعد ساعات قليلة من مغادرتهم العاصمة، اعترض مسلحون طريقهم في منطقة نائية تسيطر عليها جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين»، ليتم احتجازهم واقتيادهم إلى جهة غير معلومة، وبعد يومين فقط، أعلن التنظيم مسؤوليته عن العملية عبر قنواته الإعلامية، مؤكدًا أنه يحتجز ثلاثة مصريين كرهائن، وطالب بفدية مالية قدرها خمسة ملايين دولار مقابل الإفراج عنهم.
وكشفت السلطات المالية لاحقًا أن أحد المصريين اختُطف أولًا على طريق كايس- باماكو، قبل يومين من الحادث الرئيسي في الثامن والعشرين من أكتوبر الماضي، ليتبين لاحقًا أن الجماعة كانت تتحرك وفق خطة منظمة تستهدف الأجانب العاملين في المشاريع التنموية والزراعية.
صراعات مستمرة
وأشارت المصادر أن الضحايا الثلاث كانوا يعملون في مجال الاستثمار الزراعي وبيع المعدات، بالتزامن مع اختطاف خمسة مواطنين هنود أثناء عملهم في مشروعات للكهرباء، حيث باتت الجماعة ترى في العمال الأجانب تهديدا مباشرا للحكومة ومصدرًا سريعًا للتمويل عبر المطالبة بالفدية.
ومن جهة أخري، أعرب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، محمود علي يوسف، عن إدانه اختطاف 3 مواطنين مصريين في مالى، مطالبًا بالإفراج الفوري وغير المشروط عنهم.
ووصلت عمليات الخطف فى مالى إلى 23 حالة خلال الأشهر الأخيرة، شملت أربعة صينيين في مناطق تعدين كايس فى يوليو الماضي، وإيرانيًا واحدًا قرب العاصمة في سبتمبر، فضلًا عن مبشر أمريكي في نيامي عاصمة النيجر في أكتوبر.
يذكر أنه منذ عام 2012، تعيش مالى صراعات حادة بين جماعات متمردة وتنظيمات مسلحة تهدد حياة المواطنين والأجانب على حد سواء، خصوصًا في المناطق البعيدة عن سيطرة الدولة، ووفقًا لتقارير أمنية تسيطر جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» على مساحات شاسعة من شمال وغرب البلاد، بعد أن رسخت وجودها مستفيدة من الانقسامات العرقية وضعف الأجهزة الحكومية.
وتأسست جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين»، في مارس 2017 من اندماج عدة فصائل مسلحة، أبرزها «أنصار الدين» و«المرابطون» و«كتيبة ماسينا» و«تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، ويتزعمها الطوارقي المتشدد إياد غالي، الذي أعلن ولاءه لتنظيم القاعدة العالمي وسعى إلى توسيع نطاق نفوذ الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل.
وتتبنى الجماعة فكرًا متشددًا يقوم على إقامة دولة إسلامية في غرب أفريقيا وطرد الوجود الأجنبي منها، بينما تعتمد في تمويلها على الفدية وفرض الضرائب والتهريب بمختلف أنواعه.








