على الطريقة الإسرائيلية
مرصد الأزهر يفضح «سياسة التجويع» كسلاح للتنظيمات الإرهابية فى أفريقيا

كشف مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، عن اتباع التنظيمات والجماعات الإرهابية لسياسة التجويع لفرض سيطرتها على بعض المناطق فى أفريقيا، وهي نفس السياسة التى يتبعها الكيان المحتل فى قطاع غزة.
وأكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن سياسة التجويع باتت واحدة من أبشع أدوات الحروب الحديثة، حيث تستخدمها التنظيمات الإرهابية والكيانات المحتلة كوسيلة لكسر إرادة الشعوب والسيطرة على عقولهم ومشاعرهم.
وأوضح المرصد في تقرير له، أن الجماعات المتطرفة في القارة الإفريقية مثل بوكو حرام وحركة الشباب الصومالية لجأت إلى استخدام الغذاء كسلاح لإخضاع المدنيين، عبر استغلال حاجة السكان للطعام، وحرمان المجتمعات الفقيرة من أبسط مقومات الحياة.
وأشار مرصد الأزهر إلى أن هذه التنظيمات الإرهابية قامت بتوزيع المواد الغذائية لكسب تأييد السكان في مناطق تعاني من التهميش، وفي الوقت ذاته استخدمت الحرمان والتجويع كأداة عقابية ضد من يرفض التعاون معها أو يدعم جهود الدولة في مكافحة الإرهاب.
تفاقم الأوضاع الإنسانية
ولفت مرصد الأزهر إلى أن هذه السياسات تسببت في تدهور الأمن الغذائي، وتفشي النزوح، وتفاقم الأوضاع الإنسانية في ولايات مثل بورنو النيجيرية وجنوب الصومال، كما تستغل هذه التنظيمات ضعف البنى التحتية، وانتشار الفقر، وندرة المواد الأساسية في بعض المناطق المهمشة، لتوسيع نفوذها وتجنيد مزيد من العناصر. وفي المقابل، تلجأ إلى تدمير المحاصيل، ومنع أنشطة الزراعة والصيد، وقطع طرق الإمداد، مما يؤدي إلى تدهور الأمن الغذائي، وخلق أزمات إنسانية خانقة.
وأضاف مرصد الازهر لمكافحة التطرف أن هذا النهج تسبب في موجات واسعة من النزوح، وتفاقم الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في مناطق مثل ولاية بورنو وجنوب الصومال، وهو ما انعكس سلبًا حتى على التنظيمات نفسها، التي بدأت تعاني من نقص في الإمدادات، ما دفع بعض عناصرها إلى تسليم أنفسهم للقوات الحكومية طلبًا للطعام والمأوى.
وأكد مرصد الأزهر أن استخدام الغذاء كسلاح يمثل انتهاكًا صارخًا للقيم الإنسانية، ويزيد من معاناة المجتمعات الهشة، داعيًا المجتمع الدولي والمؤسسات المعنية إلى التحرك الجاد لمواجهة هذه السياسات، ودعم جهود التنمية وبناء السلام في المناطق المتضررة، والعمل على تفكيك البنى الفكرية التي تعتمد عليها التنظيمات الإرهابية في استغلال معاناة الأبرياء.
وفى تقرير سابق، كشف المرصد أن التنظيمات الإرهابية في إفريقيا تبنت 361 عملية إرهابية، تسببت في سقوط 3360 ضحية، وإصابة 913 بجراح، واختطاف 382 آخرين، فضلًا عن تشريد ونزوح آلاف الأشخاص من مناطق سكنهم.
ومن خلال إحصائية مرصد الأزهر لمكافحة التطرف للعمليات الإرهابية في عام 2023، تبين أن منطقة الشرق والقرن الإفريقي جاءت في المركز الأول نتيجة لتعرضها لـ 140 عملية إرهابية، يليها منطقة الساحل والصحراء التي تعرضت لـ 121 هجومًا إرهابيًا، ثم منطقة غرب إفريقيا؛ إذ بلغ عدد العمليات فيها 60 عملية إرهابية، فيما احتلت منطقة وسط إفريقيا المركز الرابع؛ بواقع 40 عملية إرهابيًا.
أما من حيث جهود مكافحة التنظيمات الإرهابية فقد بلغ عدد القتلى من العناصر الإرهابية 6628 قتيلًا و2576 معتقلًا، فضلًا عن استسلام 2381 آخرين.