من أوغندا إلى أمريكا
زهران ممداني .. عمدة نيويورك اليساري يتحدى ترامب
الاسم: زهران ممداني
تاريخ الميلاد: 18 أكتوبر 1991
الوظيفة: عمدة نيويورك
زلزال سياسي جديد في الولايات المتحدة، حققه زهران ممداني القادم من الجنوب، بفوزه في انتخابات نيويورك، ليصبح أول عمدة مسلم للمدينة، والأصغر من حوالي قرن، ومتغلبا على منافس ديمقراطي سابق وآخر جمهوري، ومن ورائهما حملة ضارية من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي دخل على خط الانتخابات مطالبا بشكل صريح بإسقاط "زهران".
وزهران ممداني، المسلم المولود في أوغندا من أصل هندي، يعيش في الولايات المتحدة منذ سن السابعة، وحصل على الجنسية عام 2018، ومثل فوزه بمنصب عمدة نيويورك كأول عمدة مسلم للمدينة علامة مميزة، في مكان شهد تصاعد الإسلاموفوبيا منذ فترة طويلة، خاصة بعد هجمات 11 سبتمبر التي وقعت في المدينة.
وحقق زهران ممداني انتصارا تاريخيا في انتخابات نيويورك، ليصبح أصغر عمدة للمدينة منذ أكثر من قرن، بعدما حصل على 50.4% من الأصوات مقابل 41.6% لمنافسه الحاكم السابق للولاية المرشح المستقل أندرو كومو، بينما حصل الجمهوري كورتس سيلوا على المركز الثالث بنسبة بلغت 7.1%.
وحاز ممداني على انتصار يعد الأكبر منذ أكثر من 50 عاما، بعدما تجاوز عدد الأصوات التي حصل عليها مليون صوت، وهو ما يعني دعما واسعا من سكان المدينة لبرنامجه الإنتخابي، وينتظر أن يتسلم منصبه بشكل رسمي في 1 يناير 2026.
واللافت هو انتماء زهران ممداني إلى الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي الأمريكي، وعرف عنه الكثير من المواقف التقدمية، إضافة إلى المعارضة الصريحة والقوية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ليمثل فوزه في انتخابات نيويورك انتكاسة قوية لترامب وحزبه الجمهوري، خاصة بعدما خاض الانتخابات في مواجهة خصمين بارزين هما الحاكم السابق أندرو كومو والجمهوري كورتيس سليوا، ولكن ممداني تمكن من التغلب عليهما بفارق مريح.
حملة ضارية
وشن ترامب والحزب الجمهوري حملة قوية ضد ممداني، وطالب بالتصويت لمنافسه الديمقراطي السابق أندرو كومو الذي ترشح مستقلا، والتي وصلت إلى تدخل الرئيس الأمريكي بشكل مباشر في الانتخابات، ناشرا علىعلى منصته "تروث سوشيال": "سواء أحببت كومو أم لا، عليك أن تصوت له، أما ممداني فلا"، ولكن كومو رد على دعم ترامب وسخر منه، قائلا: "هو لا يؤيدني، بل يعارض ممداني"، ولكن الحملة الجمهورية بقيادة ترامب فشلت في تحويل مسار الانتخابات، ولم تؤثر في ناخبي نيويورك وخاصة الشباب والتقدميين منهم.
وولد زهران ممداني في العاصمة الأوغندية كامبالا، وينتمي إلى عائلة مسلمة ذات أصول هندية، وانتقل مع عائلته إلى نيويورك وهو في السابعة من عمره، وتحديا في حي كوينز الذي نشأ فيه، وتعلم في مدرسة "برونكس للعلوم"، وبعدها اتجه إلى الدراسات الإفريقية في كلية بودوين، ليشارك هناك شارك في تأسيس فرع طلاب من أجل العدالة في فلسطين.
وعرف عن ممداني أنها عائلة أكاديمية وثقافية بارزة، فوالده الأكاديمي محمود ممداني الأستاذ في جامعة كولومبيا، أما والدته فهي المخرجة الشهيرة ميرا ناير، والاثنان من خريجي جامعة هارفارد المرموقة، وزهران متزوج من الفنانة السورية راما دواجي، 27 عامان والتي تعرف عليها من خلال تطبيق المواعدة هينج.
وبعد فوزه في الانتخابات، أكد ممداني عزمه على تحقيق تحول حقيقي في نيويورك، وقال: سننهض بمدينة نيويورك، وسنعمل ليلًا ونهارًا لتنفيذ ما وعدنا به الناخبين، وستكون المدينة التي يعيش فيها المهاجرون بكرامة، دون خوف أو تهميش، ولن يكون هناك خوف من الإسلام في نيويورك، وسنقضي على الإسلاموفوبيا بكل أشكالها".
وواصل عمدة نيويورك المنتخب تحديه للرئيس الأمريكي، قائلا: "أقول لترامب، لن تستطيع أن تقف أمامنا، وسنواجه الضرائب الجائرة التي تفرضها على الطبقات الفقيرة، وسأعمل على إنهاء ثقافة الفساد التي سمحت للمليارديرات مثل ترامب بالتهرب من دفع الضرائب. حان الوقت لتحقيق العدالة الاقتصادية، نستطيع أن نحقق المستحيل، وسنثبت أن السياسة يمكن أن تكون في خدمة الجميع، لا فئة بعينها".








