لمواجهة المفتي الإليكتروني
الأزهر يرسم خريطة الأخلاق.. ميثاق عالمي برعاية "الطيب" لضبط الذكاء الاصطناعي

في عصر تسارعت فيه وتيرة الذكاء الاصطناعي كقوة ثورية، برز دوره في مجال الإفتاء، حيث أصبح الناس يسألون شات جي بي تي عن أسئلة دينية وهو يجيبهم٬ ومن هنا يأتي دور الأزهر الشريف في تقنين هذا الوضع، فهو المؤسسة العريقة التي تحمل على عاتقها مسؤولية صياغة ميثاق أخلاقي عالمي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي حيث يُعد برعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، ليس مجرد وثيقة، بل رؤية طموحة تسعى لتأصيل القيم الإنسانية والإسلامية في قلب الثورة الرقمية.
ومن هنا أكد الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف٬ إلى أن الأزهر يعمل حاليًا على صياغة وثيقة أزهرية لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، تحت إشراف فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، من خلال لجنة عليا مخصصة لهذا الغرض٬ هذه الوثيقة تهدف إلى وضع إطار عملي يضبط التعامل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي، مع التركيز على الحفاظ على القيم والمبادئ الأخلاقية التي تحافظ على تماسك المجتمعات.
شدد وكيل الأزهر على أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير التعليم الأزهري، مثل المحتوى الرقمي، أنظمة التعليم الذكي، والواقع الافتراضي والمعزز، لكنه أكد أن ذلك يتطلب تغييرات في المناهج، بيئات التعلم، وتأهيل المعلمين.
الإصطناعي والافتاء
أما في الإفتاء فأكد أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة مساعدة في الوصول إلى المراجع وتحليل البيانات، ولكنه لا يمكن أن يحل محل المفتي المؤهل الذي يمتلك فهمًا عميقًا للشريعة ومقاصدها٬ ودعا إلى إعداد المفتين بمهارات رقمية مع الحفاظ على التأصيل الشرعي.
ودعا إلى تعزيز الشراكات بين الحكومات، القطاع الخاص، المجتمع المدني، والأكاديميين لتطوير أفضل الممارسات في استخدام الذكاء الاصطناعي، مع تعزيز التدريب المستمر للمعلمين والمتعلمين.
الميثاق لم يُنشر بعد بشكل رسمي كوثيقة مكتملة، لكن الأزهر يعمل على إعداده ليكون مرجعًا عالميًا يعكس الرؤية الإسلامية في التعامل مع الذكاء الاصطناعي٬ وهناك تحذير واضح من مخاطر الذكاء الاصطناعي، مثل انتهاك الخصوصية أو تقويض القيم، مما يبرز أهمية هذا الميثاق كإطار وقائي.
ويعظم الإمام الطيب شيخ الأزهر الحاجة إلى وضع ميثاق أخلاقي لتنظيم استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي، خاصة في مجالات التعليم والإفتاء، بهدف وضع إطار أخلاقي يضمن تطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة تحمي حقوق الإنسان٬ تعظيم الفوائد وتقليل الأضرار المحتملة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي٬ والحد من التحيز في الأنظمة الذكية وتعزيز قيم المساواة، الشفافية، والإنصاف٬ وحماية الخصوصية لجميع الأطراف المشاركة، سواء في التعليم أو الإفتاء أو غيرهما٬ الحفاظ على الهوية الثقافية والقيم الأخلاقية للمجتمعات، ومنع «ذوبان الهوية» في الفضاء الرقمي.
يشمل الميثاق مجموعة من المبادئ والقيم والاعتبارات الأخلاقية التي توجه استخدام الذكاء الاصطناعي٬ يركز على أن تكون التطبيقات آمنة وفعّالة، مع احترام خصوصية المستخدمين.
ويهدف إلى ضمان أن يكون الذكاء الاصطناعي أداة داعمة وليس بديلاً عن العقل البشري، خاصة في مجالات حساسة مثل الإفتاء، حيث لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل محل المفتي المؤهل.