تراجع مستوى الطلاب
خلاف بين مدرسي الرياضيات حول منهج «ديسكفري» بسبب الخلط بين العربي واللاتيني

أثار منهج الرياضيات «ديسكفري» للصفوف الرابع والخامس والسادس الإبتدائي حالة من الجدل بين المدرسين بسبب الخلط بين اللغة العربية والحروف اللاتينية.
وبحسب معلمى الرياضيات، قامت شركة ديسكفري الأمريكية منذ 6 سنوات ،بإعداد منهج الرياضيات للصف الرابع والخامس والسادس بالمدارس الإبتدائية، وهو المنهج مكتوب باللغة العربية من اليمين إلى اليسار، ولكن المعادلات تُكتب باستخدام الرموز اللاتينية من اليسار إلى اليمين، ما يعني أن المنهج يحتوي على خليط بين اللغة العربية في النصوص والرموز اللاتينية في المعادلات الرياضية.
وعارض المتخصصون في بناء مناهج الرياضيات، هذه الطريقة التي استخدمتها شركة ديسكفري بكتابة المعادلات الرياضية من اليسار إلى اليمين باستخدام الرموز اللاتينية، لأن هذا يؤدي في النهاية إلى حدوث تشويش في عقل الطالب أثناء تناول المفاهيم الرياضية، وبالتالي يؤدي إلى صعوبة فهم الطالب وتراجع مستواه.
وأوضح خبراء الرياضيات أن اللغة العربية هي لغة من اليمين إلى اليسار، ولكي يفهم الطالب العربي الرياضيات ويبدع فيها، فيجب أن يدرسها في المرحلة قبل الجامعية من اليمين إلى اليسار، باستخدام الرموز العربية مثل س ، ص ، ع ، م ، إلخ . وهذه حقيقة علمية مؤكدة يعلمها المتخصصون في علم الأعصاب التربوى، ويعلمها المتخصصون في علم النفس الذين يدرسون آلية تعلم المخ.
وأشار الخبراء إلى أن الطلاب الذين استخدموا مناهج الرياضيات الجديدة، تراجع مستواهم التحصيلي في مادة الرياضيات، وهو ما يهدد الاجيال القادمة من المهندسين والمبرمجين وحتى الفنيين الذين يعتمدون على الرياضيات فى عملهم.
وطالب عدد من مدرسى الرياضيات وخبراء التربية، وزارة التربية والتعليم، بالعودة إلى استخدام مناهج الرياضيات القديمة، والتي يتم فيها كتابة المعادلات الرياضية من اليمين إلى اليسار باستخدام الرموز العربية مثل «س ، ص ، ع ، م» وغيرها، او تعريب الرموز فى منهج ديسكفري .
اللغة ودراسة الرياضيات
وأكد خبراء علم الأعصاب التربوي، أن هناك علاقة وثيقة بين توحيد اللغة ودراسة الرياضيات، تؤثر بشكل كبير على فعالية التعليم والفهم. يظهر هذا التأثير في عدة جوانن منها تسهيل الفهم، حيث أن توحيد المصطلحات والرموز الرياضية يضمن أن جميع الطلاب والمعلمين يفهمون نفس المفهوم بنفس الطريقة. على سبيل المثال، عندما يُستخدم مصطلح «الجذر التربيعي» أو «المشتقة» بشكل موحد، يتم تجنب أي التباس، ويسهل على الطلاب استيعاب المفهوم بشكل دقيق.
وحول التعبير عن الأفكار، أشار الخبراء إلى أن اللغة الموحدة توفر أداة للتواصل الفعال حول الأفكار الرياضية المعقدة، فبدلًا من استخدام تعبيرات مختلفة أو غامضة، تسمح اللغة الموحدة بتمثيل الأفكار والعلاقات الرياضية بطريقة واضحة ومحددة.
كما أن اللغة الموحدة تساعد في بناء المعرفة الرياضية لدى المتعلمين، فعندما يتعلم الطالب مصطلحًا رياضيًا جديدًا، مثل «المتغير» أو «الدالة»، فإن توحيد هذا المصطلح يربطه ببناء ذهني ثابت يمكنه البناء عليه.
وأوضحوا أن تقليل صعوبات التعلم يتطلب توحيد المصطلحات، خاصة في المراحل المبكرة، وعلى سبيل المثال، استخدام مصطلحات مختلفة لنفس المفهوم في كتب ومناهج دراسية مختلفة قد يربك الطالب ويؤثر على تحصيله الدراسي.
ويضمن توحيد اللغة كذلك، أن المعلمين في مختلف المدارس والمناطق يتبعون نفس المنهج في تدريس المفاهيم الرياضية، يسهل عملية الانتقال بين المدارس أو المناطق التعليمية.