استغاثة من القرار التعسفي
طلاب كلية الفنون الجميلة بالزمالك: الإدارة نقلتنا إلى حلوان «عشان تطفشنا»

يعاني طلاب كلية الفنون الجميلة في الزمالك من قرار نقل المحاضرات إلى مقر الجامعة في حلوان، في خطوة وُصفت بأنها تعسفية، وقال عدد من الطلاب إنهم عندما حاولوا الشكوى والتواصل مع المسؤولين عن الكلية، كان الرد محبطًا وسلبيًا، حيث قيل لهم: "هناك زيادة في أعداد المقبولين العام الحالي، واللي مش عاجبه يحول لكلية ثانية أو يمشي من هنا، ومفيش مكان ليكم".
وأكد الطلاب أنه لا دخل لهم في زيادة الأعداد، فذلك في يد وزارة التعليم العالي ومكتب التنسيق وإدارة الكلية، وطالما قبلتهم الكلية، فعليها توفير مكان لائق لهم، خاصة وأنها كلية عملية، ومن المفترض أنها ترعى المبدعين والموهوبين الذين يمثلون مستقبل مصر.
ولفت الطلاب إلى أنهم قبل إبلاغهم بقرار نقل المحاضرات، فوجئوا بالعديد من الإجراءات السلبية المتخذة ضدهم، وكأن إدارة كلية الفنون الجميلة تسعى إلى "تطفيشهم" على حد قولهم، ومنها إلغاء محاضرات بعد إعلان موعدها، أو الإعلان عن محاضرات جديدة قبل نصف ساعة فقط من موعدها، وهو ما يجعل حضورها مستحيلا، وهكذا تسير الكلية في حالة من الفوضى تضر بالعملية التعليمية في كلية الفنون الجميلة، وتؤثر على جودة التعليم الفني الذي يعتمد أساسًا على الالتزام العملي والورش والأَتيليهات.
وأضافوا: إنهم فوجئوا بعد ذلك بإخطارهم على مجموعات واتساب بضرورة حضور المحاضرات في مقر جامعة حلوان بدلًا من مقر الكلية في الزمالك، مما يعني اضطرار الطلاب إلى تكبُّد مشقة الانتقال إلى هناك، وهم يحملون أدواتهم العملية أو مشاريعهم، كما أن مبنى حلوان غير مجهز لاستيعابهم، ولا يصلح للتدريب العملي من حيث الورش والأَتيليهات.
ويشير طلاب كلية الفنون الجميلة إلى أن القرار جاء بعد بداية الدراسة وغلق باب التحويلات، مما يعني حرمانهم من الالتحاق بكليات أخرى مناسبة، كما أن قرار النقل يخالف مبدأ تكافؤ الفرص في التعليم الجامعي.
قرار النقل
وأبدى الطلاب تخوفهم من أن قرار النقل إلى حلوان هدفه إجبارهم على التحويل من الكلية بسبب زيادة الكثافة، أو حتى إجبارهم على الالتحاق بنظام "الكريديت" (Credit)، والذي تصل مصاريفه إلى 80 ألف جنيه سنويًا.
واتهم بعض الطلاب الإدارة بأن الهدف الحقيقي من النقل هو إفراغ مبنى الكلية التاريخي في الزمالك تمهيدًا لبيعه أو استغلاله في أغراض أخرى.
وقالت الطالبة سما علي: "اللي بيحصل فينا دا ظلم قوي، وإحنا الدفعة الوحيدة اللي دراستها واقفة، وكل الكليات شغالة وإحنا بنتطرد من كليتنا بكل بساطة بعد ما جيبناها بمجهودنا، وعايزين ينقلونا مكان غير مُجهَّز ما ينفعش لنوع دراستنا خالص، ما فيش أتيليهات تسمح إننا نشتغل، نحط الشاسيهات والورق والأدوات، ما فيش أماكن بيع وتأجير الأدوات اللي جَنب كليتنا، وكمان المكان بعيد جدًا جوة الكلية ومحتاج مشي لمسافات طويلة، وإحنا طلاب بنَبقى شايلين شاسيه وآرت باج ومسطرة وكتفنا مقطوم".
بينما قالت الطالبة سما أحمد: "إحنا طلاب إعدادي فنون جميلة حلوان، كلنا ضد قرار نقلنا إلى جامعة حلوان. إزاي نبقى خلاص مقررين إننا في الزمالك ومختارين الكلية على هذا الأساس و فجأة نبقى في حلوان؟ المفروض القرار يُعلن قبل كتابة الرغبات، وإحنا كطلاب فنون إلى الآن لم يتم تحديد لينا جداول وبيتقال لزمايلنا في عمارة حوّلوا من الكلية وما فيش مكان ليكم وتم وقف محاضراتنا كلنا".
وأضافت: "إحنا هيتم نقلنا لمكان غير مجهز لاستقبال طلاب كلية عملية، لأن ببساطة كليات جامعة حلوان داخل الحرم الجامعي أغلبها كليات نظرية. ده غير أن ما فيش أي حاجة في الجامعة تشجع على الفن والإبداع زي الكلية بالزمالك اللي بطبيعتها مليئة بالتغذية البصرية اللي بيتبني عليها دراستنا".
وتابعت: "إحنا بنناشد إدارة جامعة حلوان و إدارة كلية الفنون الجميلة بالزمالك لإعادة دراسة القرار ده ونتمنى أن يُعلنوا عنه للدفعة الجديدة من قبل كتابة الرغبات وهمَّ يقرروا يدخلوها ولا لا".
أما مهند أحمد، ولي أمر إحدى الطالبات، فقال: "والله أنا نزلت مع بنتي أوصلها حلوان، طبعًا بشاسيه 100×70 خشب. أنا شخصيًا إيدي تعبتني منه، فما بالك بالبنت؟ وكمان المسطرة والرول غير الآرت باج اللي مع الوقت هَنستعملها ونشيل فيها اللاب توب والمثلثات. مشوار صعب جدًا جدًا، طويل قوي، غير وقفة المترو. يا ريت نبص للموضوع بعين الأبوة والرأفة من العميد. ناهيكم عن الطريق من البوابة للمحاضرة والولاد شايلين الشاسيه ومُتعلقاتهم طبعًا.