علي يد صلاح الدين الأيوبى
ذكرى أول صلاة جمعة بعد تحرير القدس وغسل المسجد الأقصى بماء الورد
الإسم: الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب
مكان الميلاد: تكريت، العراق
تاريخ ومكان الوفاة: 4 مارس 1193، دمشق، سوريا
فى مثل هذا اليوم من 838 عاما أقيمت أول صلاة جمعة بالمسجد الأقصى بعد تحرير القدس من الاحتلال الصليبي فى أكتوبر عام 1187، على يد القائد صلاح الدين الأيوبي.
ففي الثاني من أكتوبر 1187م تمكن من القائد صلاح الدين من تحرير المدينة المقدسة من الاحتلال الصليبي، وتطهير المسجد الأقصى من دنسهم بعد أن كان أسيرًا لثمانية وثمانين عامًا في أيدي الصليبيين.
. وقد تحقق التحرير في ذكرى الإسراء والمعراج للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، يوم الجمعة 27 رجب 583هـ الموافق 2 أكتوبر 1187م.
جاء الفتح ثمرة سلسلة من الأحداث السياسية والعسكرية، أبرزها معركة حطين شمالي فلسطين، التي وقعت سنة 583هـ. اعتمد فيها صلاح الدين خطة محكمة بسيطرته على مصادر المياه وإشعال الحشائش اليابسة بالنار بفعل الرياح، ما أضعف جيش الصليبيين المؤلف من نحو 63 ألف مقاتل أمام جيشه البالغ قرابة 25 ألفًا. انتهت المعركة بمقتل نحو 30 ألفًا من الصليبيين وأسر عدد مماثل، بينهم ملك القدس نفسه، فكان ذلك نقطة التحول التي مهدت لاستعادة المدن الساحلية والحصون الاستراتيجية مثل عكا ويافا وبيروت، وصولًا إلى حصار القدس.
أول صلاة جمعة
بدأ حصار المدينة في 20 سبتمبر 1187م بمشاركة جيش ضخم يُقدّر بنحو 60 ألف مقاتل من العرب والكرد والتركمان. وبعد اثني عشر يومًا من الحصار واستنزاف موارد الحامية الصليبية، طلب قائدها "دانيال" الصلح، فوافق صلاح الدين ودخل المسلمون القدس يوم الجمعة 27 رجب 583هـ، وارتفعت الرايات الإسلامية على أسوارها. وفي ذلك اليوم، أقيمت أول صلاة جمعة في مصلى قبة الصخرة بعد تسعين عامًا من الانقطاع، وألقى القاضي محيي الدين بن زكي الدين خطبة مؤثرة بحضور صلاح الدين وجيشه.
تميّز الفتح بما حمله من قيم إنسانية وأخلاقية نادرة: فقد رفض صلاح الدين اقتراح بعض قادته بهدم كنيسة القيامة، وسمح للمقدسيين بالمغادرة مقابل فدية مع مراعاة الفقراء والمحتاجين، فأُعفي اليتامى والأرامل وكبار السن، بل تصدق عليهم من ماله الخاص. كما أطلق سراح عدد كبير من الأسرى، وهو ما أثار إعجاب حتى بعض المؤرخين الغربيين، مثل ستيفن رنسيمان الذي وصف ما فعله بأنه "درس في التسامح".
بعد التحرير، أمر صلاح الدين بإزالة النقوش والآثار الصليبية من المسجد الأقصى وقبة الصخرة، وغسلهما بماء الورد. كما أسّس وقفيات وأوقافًا لإدارة شؤون المدينة والمقدسات، ومن أبرزها وقفية الملك الأفضل التي خصصها لجنود المغرب الذين شاركوا في الفتح، وأسكنهم في "حارة المغاربة" بجوار الأقصى، وهي الحارة التي هدمها الاحتلال الإسرائيلي بعد احتلال القدس عام 1967م.
