بطول محور المحمودية
طريق الموت يهدد حياة 900 ألف مواطن بقري كفر الدوار

وجه الآلاف من أهالي قرى انطونيادس، السناهرة، الحرير الصناعي، البيضاء، كنج عثمان والقرى الممتدة على طول طريق محور المحمودية من الإسكندرية إلى كفر الدوار استغاثة عاجلة إلى رئيس الجمهورية، ورئيس مجلس الوزراء، ومحافظ البحيرة، ورئيس مجلس مدينة كفر الدوار. بعد انتشار الحوادث اليومية نتيجة عدم اكتمال مشروع تطوير طريق محور المحمودية، الذي توقف منذ عام 2019 في منطقة "البيضا".
يقول أهالى المنطقة أن الطريق من الإسكندرية حتى الكوبري الدولي بمنطقة عوايد ضيف مكتمل ويعمل بشكل طبيعي بحارة واحدة للذهاب وحارة خدمات للعودة على يمين المحمودية.

أما من الكوبري الدولي حتى كفر الدوار، فالطريق يعمل بحارة واحدة ذهاب وعودة لمسافة حوالي 6 كيلو مترات، مع وجود حارة خدمات مجهزة كجراج سيارات، ويخدم الطريق عدد كبير من مستشفيات، ومدارس ابتدائي وثانوي وإعدادي، وهذه المرافق تقع مباشرة على الطريق. الجزء الآخر من الطريق مكتمل، ولم يتبق منه الا حوالي 400 متر فقط. ومع ذلك، تظل السرعة على الطريق من الكوبري الدولي حتى كفر الدوار غير محددة، مما يزيد من خطورة القيادة.

كما توجد حفر خاصة بشركة اتصالات في منتصف الطريق عند منطقة الحرير الصناعي ومنطقة البيضا البلد، ولم تُستكمل أعمال الإصلاح.
حارة واحدة للاتجاهين
المشروع لم يُنجز منه سوى حارة واحدة فقط من الطريق المزدوج المخطط له، مما حوّل الطريق إلى مسار ذهاب وإياب مشترك، وأطلق عليه الأهالي وصف "طريق الموت"، لما يشكله من خطر حقيقي على حياة السكان. وزاد الأمر سوءاً غياب الرقابة ومنع وضع أي مطبات خرسانية، مما يسمح بالقيادة بسرعة جنونية، ويجبر السائقين على السير في مسار ضيق للغاية مع اضطرارهم لمراقبة اليمين واليسار باستمرار لتجنب الاصطدام بالسيارات السريعة أو تلك التي تتوقف فجأة.

وبحسب شكوي الأهالي يشهد الطريق حادث تقريباً يومياً ويستمر في حصد الأرواح. وقد حدثت بعض الحوادث في الأيام الأخيرة، تضمنت وفاة طالب بالصف الخامس الابتدائي، وسيدة مسنة، وشاب، بالإضافة إلى حوادث كادت تودي بحياة ثلاث فتيات أثناء خروجهن من المدرسة. وقد عبر الأهالي عن حزنهم العميق متسائلين: "ما ذنب رب منزل يخرج إلى عمله ولم يعد؟"، و"ما ذنب طالب أو طالبة يذهبون إلى المدرسة ولم يعودوا؟"، و"ما ذنب ربة منزل تذهب لقضاء مستلزمات بيتها ولم تعد؟".

وأكد الأهالي استنكارهم الشديد لكيفية ترك هذا العدد الكبير من المواطنين، الذي يتجاوز 900 ألف نسمة، تحت رحمة طريق بهذا الحجم الكارثي دون أي تدخل فعلي لإنقاذ حياتهم أو الحد من المخاطر اليومية. وفي ختام الاستغاثة، يطالب الأهالي بالتدخل الفوري لاستكمال الوصلة الناقصة على الطريق، وتحديد السرعة ووضع مطبات أو وسائل للحد من السرعة الزائدة، وإصلاح الحفر الموجودة عند منطقة الحرير الصناعي ومنطقة البيضا، وتوفير بدائل مؤقتة لتسهيل حركة المركبات وحماية المواطنين.