و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

تداعيات نفسية تمتد لأطفالهم

«نيران غزة» تمتد لعائلات جيش الاحتلال و34% من زوجات الجنود يطلبن الطلاق

موقع الصفحة الأولى

لم تكن حرب غزة لها تداعيات كثيرة على الجنود الإسرائيليين فحسب بل امتد الأمر لعائلات الجنود، حيث أصدر المكتب المركزي للإحصاء في إسرائيل، تقريرا خاصا تناول فيه التداعيات الاجتماعية والنفسية لخدمة ضباط الاحتياط الإسرائيليين خلال حرب غزة  على عائلات الجنود، وجاءت نتائجه صادمة، إذ أظهرت أن ما يقارب نصف الأزواج المتزوجين من جنود الاحتياط أبلغوا عن تضرر علاقتهم الزوجية بشكل ملحوظ بسبب طول فترة غياب أزواجهم وما رافق ذلك من ضغوط نفسية ومعيشية.

وبحسب المعطيات، فإن نحو ثلث هؤلاء الأزواج (34%) اعترفوا بأن هذا التدهور في العلاقة وصل إلى حد التفكير الجدي في الانفصال أو الطلاق، في مؤشر مقلق على حجم الشرخ الذي أحدثته الحرب في بنية الأسرة الإسرائيلية.

ولم يتوقف أثر خدمة الاحتياط عند الأزواج فحسب، بل امتد ليطال الأطفال أيضا. فقد كشف التقرير أن العديد من العائلات رصدت اضطرابات في الحالة النفسية والسلوكية لدى أبنائها خلال فترة غياب الآباء، الأمر الذي دفع بعضهم إلى طلب مساعدات مهنية أو تدخل خارجي للتخفيف من حدة الأضرار.

كما شدّد المكتب المركزي للإحصاء على أن طول فترة الخدمة وعدد أيام الاستدعاء شكّلا عاملا حاسما في ارتفاع نسب الأزواج الذين أبلغوا عن مشكلات أسرية، مؤكدا أن كلما طالت مدة الخدمة، زاد مستوى التوتر داخل العائلة وارتفعت احتمالات تفكك الروابط الزوجية.

ويأتي هذا التقرير ليسلّط الضوء على جانبٍ قلّما يُطرح في النقاش العام حول حرب غزة، وهو الثمن الاجتماعي والإنساني الذي تدفعه الأسر الإسرائيلية في ظل حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، وما يترتب على ذلك من تحديات نفسية ومجتمعية قد تترك آثارا طويلة المدى.

الاحتراق الأبوي 

على صعيد اخر، كشفت دراسة عن ظاهرة “الاحتراق الأبوي” في حرب غزة والضغط النفسي بين الآباء أثناء الحرب أولئك الذين كان شريكهم في الاحتياط أظهروا معدلات أعلى من الأعراض المرتبطة باضطراب ما بعد الصدمة ، والاكتئاب، والتوتر المزمن. 

من خلال هذه الدراسة، تم استخلاص أبرز التأثيرات الاجتماعية التي تعاني منها الأسر الإسرائيلية:

- الصدمة النفسية والتوتر المستمر: خوف دائم من الاستهداف، إنذارات القذائف، وغياب الأمان الداخلي. 

- آثار على الأطفال: كوابيس، صعوبة النوم، التراجع في الأداء المدرسي، اضطرابات سلوكية. 

- الضغط على العلاقة الزوجية: الانشغال بالخوف، غياب أحد الشريك (في حالة الاحتياط أو القتال)، تغيّر الأدوار داخل المنزل. 

- الإجهاد المالي: بسبب توقف مصادر الدخل، أو تحمل أعباء إضافية بسبب نزوح أو تهجير مؤقت. 

- التعليم المتقطع: بعض الأطفال اضطرّوا لترك الدراسة أو تأجيلها بسبب الضيق الأمني أو الانتقال إلى أماكن آمنة. 

- الإهمال في الصحة النفسية: كثير من الأسر لا تطلب المساعدة النفسية، إما بسبب الوصمة الاجتماعية أو غياب الخدمات الكافية.

تم نسخ الرابط