
أيوه وزير العدل مبيحبش الاعلام .. الجملة اتقالت بالضبط زى ما هى مكتوبه .. تتفق او تعرض هو دا الواقع .. لكن للمسألة أبعاد أخرى .. فمنذ تولى القاضى الجليل منصب وزير العدل فى بداية يوليو العام الماضى ولوحظ بشكل واضح مقاطعته للاعلام بكل أنواعه .. لدرجة ان المستشار محمود حلمى الشريف مساعد وزير العدل لشئون الاعلام قام بتقديم إعتذار عن المنصب فى الاسبوع الماضى بعد أكثر من 5 أشهر لم يلتقى فيها بوزير العدل.. و تولى المهمة خلفاً له المستشار خالد النشار الى جانب توليه مساعد وزير العدل لقطاع التخطيط والمتابعة.
بالاضافة الى ان وزارة العدل ليس كما يظن البعض أنها تخص إدارة المحاكم فى مصر .. وزارة العدل لمن لا يعلم تضم 21 قطاعاً بينهم أهم قطاعات تمس مصالح المواطنين وعلى رأسها الشهر العقارى و الطب الشرعى والخبراء و منظومة التقاضى .. وأى وزارة تدير جزء من مصالح المواطنين وتقدم خدمات تحتاج للتواصل مع المواطنين بشكل دائم ومستمر ولا توجد وسيلة سوى وسائل الاعلام وحتى الان لم يسمع احد من وزير العدل سواء من شاشة التليفزيون او حوارات صحفية او بأى فن من فنون العمل الصحفي التى تحقق وتفعل خاصية التواصل .
فالاعلام بالنسبة لمؤسسات الدولة ليس محل حب او كره .. الاعلام رسالة ودوره الاكثر أهمية دون تحيز لمجالى و لا يقل أهمية عن دور الوزير أو الوزارة .. وأنا لا أستطيع ان أقول مثل قولهم إن الاعلام لا يحب فلان او الوزارة الفلانية بالعكس ... فالاعلام هو النافذة التى ينتقل منها مجهود الوزارة الى المواطنين .. الاعلام هو المساهم الاول فى رفع درجة رضاء المواطن عن الحكومة بأكملها وليس وزارة بعينها أو لا بنقل المعلومة ... الاعلام هو المؤرخ لما يدور ويحدث بشكل يومى .
الاعلام مع مؤسسات الدولة
والجميع يعى ان الاعلام جنباً الى جنب مع مؤسسات الدولة وداعم لتحقيق أهدافها .. مقوم اذا رأى معوجاً و كشفاً لاى عوار فى خط سير التنمية أملاً فى التصحيح والنجاح وليس فى التكسير والهدم كما يدعى البعض .. فالمسئول الذى يدعى إمتلاكه المطلق للعلم والحق و إعداد الخطة وتنفيذها ومن يعترض على اى شئ أو ينشر مشكلة او أزمة فى دائرة عمله .. حاقد وكاره له ولوزارته و للبلد مسئول مخطئ .. المسئول الذى يترك التحقيق فى وقائع فساد تكشفها وسائل الاعلام و بدلاً من التحقيق والمعالجة يقوم بتشكيل لجنة للبحث عمن قام بتسريب تلك المستندات مسئول يحتاج جلسات نصح وإرشاد وإستتابة وعودة الى علوم الادارة الناجحة.
يا سادة الاعلام عانى كثيراً ومازالت المعاناة مستمرة لمجرد عدم إصدار قانون بحرية تداول المعلومات و تضيق دائرة التعامل مع الوزارات فى شخص واحد هو المستشار الاعلامى للوزارة أو المتحدث الرسمى لها .. دون التعامل مع أى شخص أخر .. فالامر يحتاج الى مراجعة وتعديل ليس فى وجود أو عدم وجود المنصبين المشار اليهما ولكن لا مجال للتضيق أو حجب المعلومات.
وموقف أن هذا المسئول لايحب الاعلام .. ذكرنى بمسئول الموارد البشرية فى إحدى الشركات الخاصة .. كان يسأل كل موظف جديد مقبل على التعيين بالشركة .. عندك مشكلة مع الاخوان ؟ .. فنطرح نفس لسؤال على كل من يسعى لتولى منصب او يتم إختياره .. عندك مشكلة مع الاعلام ؟ "عشان نفضاها سيرة من الأول"