لتخفيف العبء
إلغاء قصة «طموح جارية» من مناهج الإعدادية ومُعلم: ضعف الاتصال بين الطالب واللغة

ثارت حالة كبيرة من الجدل بين الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين، حول سبب الغاء قصة "طموح جارية" والتي تتحدث عن قصة حياة شجرة الدر من منهج اللغة العربية للصف الثالث الإعدادي، بعد تداول صورة قرار مكتب تنمية مادة اللغة العربية التابع لوزارة التربية والتعليم، وعدم إدراج القصة ضمن توزيع المنهج للفصل الدراسي الأول من العام الدراسي 2025/ 2026، ما يعني أنها لن تكون جزءا من المقررات الدراسية أو الامتحانات النهائية.
وبدأ الطلاب وأولياء الأمور في التساؤل حول سبب إلغاء القصة، والتي اعتبرت لفترة طويلة جزء مهما من المحتوى الأدبي المقرر على طلاب الشهادة الإعدادية، بينما قال معلمو اللغة العربية إن الهدف من حذف قصة طموح جارية من منهج الصف الثالث الإعدادي، هو تخفيف العبء عن الطلاب، خاصة فيما يتعلق بالحفظ والمتابعة، لأن القصة كانت موزعة على مدار الفصلين الدراسيين، وتحتاج إلى متابعة دقيقة للأحداث وتحليل الشخصيات.
وقال محمود علي، مدرس اللغة العربية بالمرحلة الإعدادية، إن حذف قصة طويلة مثل طموح جارية، سيساعد على تخصيص المزيد من الوقت للتركيز على مهارات القراءة والتحليل اللغوي، وهو ما يستلزم إعادة ترتيب الخطط الدراسية في العام الجديد، والاهتمام بمكونات المنهج مثل القراءة، والنصوص، والنحو، والتعبير.
جانب سلبي
وأضاف "علي" لـ الصفحة الأولى أن حذف قصة طموح جارية له جانب سلبي أيضا، وهو حرمان الطلاب من التفاعل مع شخصية تاريخية مهمة مثل شجرة الدر، التي تعتبر نموذجا فريدا للمرأة القائدة، والتي كانت تقدم دروسا عن الشجاعة، والطموح، والمهارة السياسية، وهي عناصر مهمة في تشكيل وعي الطلاب في هذه المرحلة العمرية.
وأبدى معلم اللغة العربية خشيته من أن يؤدي حذف العناصر الأدبية إلى ضعف الاتصال بين الطالب واللغة العربية، خاصة إذا لم يتم تعويض المناهج المحذوفة بنصوص تفاعلية ومناسبة لاهتمامات الجيل الجديد.
وحذر من أن المناهج المنتشرة في الفترة الأخيرة على المواقع الإليكترونية ليست معتمدة من ناحية مستشار المادة بوزارة التعليم، وبالتالي لا يمكن التعامل معها بشكل جاد، لأن الالتزام الأساسي يكون فقط بالمناهج الصادرة من توجيه اللغة العربية، لأنه المصدر الموثوق والمعتمد للمدارس والمعلمين.
و"طموح جارية" يروي قصة حياة السلطانة شجرة الدر، والتي كانت جارية تباع وتشترى، حتى وصلت إلى السلطان نجم الدين أيوب الذي أحبها وأعتقها ويزوجها، لتلعب بعد ذلك دورا مهما في مساعدة زوجها على حكم مصر، وتظهر من الذكاء والحنكة في مواجهة أعداء الخارج ومؤامرات أمراء المماليك في الداخل.

