بعد زيارة وفد حماس للقاهرة
ملامح صفقة شاملة بشأن غزة.. وشخصية فلسطينية تدفع بها أمريكا حاكما للقطاع

تسابق مصر ومعها قطر الخطى لإنجاز صفقة شاملة بشأن قطاع غزة في ظل تصاعد وتيرة العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع، وتتجه الأنظار إلى مفاوضات في القاهرة تقودها مصر وقطر، تهدف إلى التوصل إلى صفقة شاملة لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
مصادر فلسطينية أكدت لـ الصفحة الأولى أن الصفقة المرتقبة قد تحمل حلولا جذرية، تتجاوز مجرد وقف إطلاق النار، لتشمل تبادل الأسرى، وإعادة تشكيل الإدارة المدنية للقطاع، ووضع آليات دولية لضمان الاستقرار ، وتوافق مرحلي يفضي لانسحاب إسرائيلي من القطاع.
وبينت المصادر أن هذه التطورات تأتي في ظل تحركات دبلوماسية مكثفة تجري في العاصمة المصرية، حيث تعقد مباحثات بن عدد من المسؤلين المصريين ووفد حماس الذي وصل القاهرة أمس بقيادة رئيس المكتب السياسي خليل الحية، وجهود مشتركة اخرى مع قطر وتركيا لوضع مبادرة جديدة ترمي إلى نزع الذرائع الإسرائيلية لإعادة احتلال غزة.
وأشارت المصادر الى أن عمليات التفاوض حول بنود الصفقة تسير بشكل جيد، موضحة أن الأزمة الحقيقية تبقى في أن ملف الأسرى الإسرائيليين هو الورقة الأهم لدى حماس، والتي تستخدمها كعامل ضغط لتحقيق وقف إطلاق نار دائم وانسحاب إسرائيلي من القطاع لكن في المقابل، لن تقوم إسرائيل بالانسحاب الكامل إلا بعد ضمان نزع سلاح حماس، وهو ما يبدو أنه نقطة الخلاف الكبرى.

وبينت المصادر إلى أن الوسطاء يسعون لتحقيق "توافق مرحلي" بين الطرفين يعزز فرص بناء سلام دائم وإدارة مدنية مستقرة، عبر مراحل زمنية محددة وإشراف دولي.
تحرير غزة
وعلى صعيد أخر شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصريحات متكررة على التزامه بإنهاء المعركة في غزة وهزيمة ما أسماه "بقايا المحور الإيراني" في المنطقة، إضافة إلى تحرير الأسرى الإسرائيليين لدى حماس، وفي الوقت نفسه، نفى نية الاحتلال الدائم للقطاع، مبررا هدفه بـ"تحرير غزة من قبضة حماس".
مع ذلك، يواجه نتنياهو ضغوطا داخلية متزايدة، خصوصا من اليمين المتطرف الذي يدفع باتجاه سيطرة كاملة على القطاع، مقابل انتقادات لاذعة من المعارضة التي ترى أن استمرار العمليات العسكرية قد يؤدي إلى انهيار مكانة إسرائيل الدولية، ويزيد من معاناة الأسرى.
حاكم غزة القادم
يأتي ذلك بالتزامن مع ما كشفت عنه صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم بشأن اتصالات مستمرة منذ أشهر خلف الكواليس لتعيين رجل الأعمال الفلسطيني، سمير حليلة، حاكما على قطاع غزة.
ونقلت الصحيفة عن مشاركين في جهود المفاوضات وعن وثائق قدمت إلى وزارة العدل الأمريكية أن الحديث عن محاولة لإدخال شخص إلى قطاع غزة، يعمل برعاية جامعة الدول العربية، ويكون مقبولا على إسرائيل والولايات المتحدة، ويتيح الوصول إلى "اليوم التالي" في قطاع غزة.

ووفق الصحيفة، يعمل على الدفع بحليلة رجل ضغط (لوبيست) إسرائيلي مقيم في كندا يدعى آري بن مناشيه.
ونقلت الصحيفة عن بن مناشيه قوله إن هذه القضية حققت تسارعا خلال الأسابيع الأخيرة بسبب لقاءات أدارتها الولايات المتحدة، واتصالات أجراها حليلة في القاهرة.
وحليلة رجل أعمال فلسطيني عمل أمينا عاما لحكومة أحمد قريع الثالثة، ورئيسا لمجلس إدارة سوق فلسطين للأوراق المالية حتى مارس الماضي، ويلقى قبولا في الدوائر السياسية لحركة حماس