عميد طب طنطا للصفحة الأولى :
نقل وحدة «أمراض النساء» الي المستشفي التعليمي الفرنساوي بعد إستقالة 8 طبيبات

كشف الدكتور أحمد غنيم عميد كلية الطب جامعة طنطا، عن عدد من الإجراءات بعد أزمة استقالة 8 طبيبات بالمستشفي التعليمي بسبب ظروف وبيئة العمل داخل المستشفى الجامعى.
وأكد غنيم لـ «الصفحة الأولى»، على أصدار أمر إداري بنقل وحدة قسم النساء والتوليد «أمراض النساء» الي المستشفي التعليمي الفرنساوي بسعة 50 سرير وغرفتين عمليات مستقلين بالإضافة لوحدة مناظير أمراض النساء، لافتا إلى أنه تم الاتفاق على أن تكون النوبتجية 24 ساعة بدلا من 48 ساعة على أن يتم تقسيمها 12 ساعة فقط في اليوم وذلك في حالة اكتمال عدد الاطباء المقيمين مع مراعاة استمرار العمل بصورة طبيعية لخدمة المرضى .
وعن نظام عمل النوبتجيات، قال عميد طب طنطا أنه تم عمل نظام تناوب يتيح للطبيب المقيم أخذ قسطا من الراحة، لافتا إلى أن طبيعة قسم أمراض النساء والتوليد تتطلب المتابعة المستمرة وخصوصا لحالات الولادة والحالات الطارئة حيث أن مستشفيات جامعة طنطا وقسم النساء والتوليد يستقبل حالات شديدة الصعوبة والمعقده ومحولة من المراكز والمستشفيات الأخرى التابعة لوزارة الصحة أو من المحافظات المجاورة .
و أشار الدكتور أحمد غنيم إلى عقد اجتماع مع الأطباء المقيمين بالقسم والاستماع إلى شكواهم وتم الاستجابة لطلبات كثيرة لهم من حيث سرعة التسجيل للدراسات العليا وإتاحة الفرصة للتدريب، فضلا عن تشكيل لجنة من أساتذه القسم ولجنة الجودة وإدارة التدريب لتطوير فرص التدريب لهم والاشتراك في المؤتمرات المتخصصة.
ظروف العمل
وتقدمت 8 طبيبات بقسم النساء والتوليد بكلية الطب جامعة طنطا، من أصل 15 من دفعة واحدة باستقالتهن من القسم، بعد تقديم شهادات صادمة حول ظروف العمل التي دفعتهن للاستقالة.
وقالت الدكتورة رنيم زنطوط، إحدى الطبيبات المستقيلات، أن التجربة التي كانت تأمل أن تكون تعليمية تحولت إلى استنزاف بدني ونفسي ، مشيرة إلى أن بيئة العمل داخل مستشفى جامعة طنطا كانت بعيدة كل البعد عن المهنية.
أما الدكتورة سارة مطاوع، إحدى النائبات المستقيلات بمستشفى جامعة طنطا، قالت: لم يكن قراري بترك نيابة جامعة طنطا سهلًا، فقد كان حلمًا له ميزتان واضحتان؛ التعليم المتميز، وفرصة الحصول على الماجستير في أقصر وقت، لكنني اكتشفت أنني كنت أتحمل كل عيوب نيابة الجامعة القاسية مقابل لا شيء.
وأضافت: وقتك كله ملك للقسم، حتى يوم الأجازة ليس من حقك، نعمل في أوقات لـ72 ساعة، لا يُسمح لنا خلالها بمغادرة القسم لنغير ملابسنا، ولا يوجد مكان آدمي للراحة، ولا حمام نظيف، ولا وقت محدد للأكل أو الصلاة، فنحن نأكل ونُصلي سرقة.
فيما أكدت الدكتورة هايدي هاني، إحدى الطبيبات المستقيلات أن مكان النوم المخصص لهن كان عبارة عن غرفة بها مرتبتان على الأرض تنام عليهما القطط، وهو ما عرض إحدى زميلاتهن للسرقة وهي نائمة.
نقابة الأطباء
وفى بيان لها، أكدت النقابة العامة للأطباء أنها تابعت ما تم تداوله من شكاوى واستقالات لعدد من نواب قسم النساء والتوليد بكلية الطب جامعة طنطا، مشيرة إلى تواصل النقابة منذ علمها بالأزمة، مع إدارة كلية الطب بجامعة طنطا للوقوف على تفاصيل ما حدث، ومطالبتها بسرعة التحقيق في هذه الشكاوى، والخروج بنتائج تضمن حفظ كرامة الأطباء، وتوفير بيئة تدريب وتعليم آمنة وعادلة لهم.
وشددت النقابة على أن الأزمة، تٌعيد تسليط الضوء على الحاجة الملحة لتوفير بيئة عمل مناسبة تضمن الحد الأدنى من الظروف الإنسانية والمهنية لشباب الأطباء.
وشددت على أن تحسين بيئة العمل لا ينفصل عن جودة التعليم والتدريب الطبي، وأن استمرار الضغط غير المبرر على الأطباء المقيمين دون مراعاة لطاقاتهم وظروفهم يمثل تهديدا مباشرا لمسارهم المهني، ويؤثر سلبا على قدرتهم في تقديم رعاية آمنة وفعّالة للمرضى.
وناشدت نقابة الأطباء كافة الجهات المعنية، ضرورة مراعاة المعايير المهنية والإنسانية في تشغيل شباب الأطباء، بما يضمن لهم بيئة تدريب آمنة ومحترمة، تُعزز من قدراتهم ولا تستنزفهم، حيث أن تمكين الطبيب الشاب من التعلّم والتدرّب تحت إشراف مناسب، ووفق ساعات عمل عادلة، هو أساس إصلاح المنظومة الصحية وبقائها قادرة على أداء دورها.