هزيمة الاحتلال حتمية
رئيس فيتنام يوجه رسالة للمقاومة الفلسطينية من داخل بيت عبد الناصر بالقاهرة
فى رسالة واضحة، توجه رئيس جمهورية فيتنام لونج كونج وزوجته، فور انتهاء المؤتمر الصحفى الذى جمعه بالرئيس عبد الفتاح السيسي، الي منزل الزعيم جمال عبد الناصر بمنشية البكري وتجول فى متحف الزعيم الذى يضم مقتنياته وقصة كفاح مصر ضد الاستعمار القديم والحديث.
كان المهندس عبدالحكيم جمال عبد الناصر ونجله جمال، فى استقبال لونج كونج وحرمه وتجولوا بين ردهات المنزل ليتوقف رئيس فيتنام أمام صورة الزعيم الفيتنامي «هوشي منه» المهداة للرئيس عبد الناصر والممهورة بتوقيع « منه» ضمن مقتنيات المتحف وداخل الصالون الرسمى للزعيم عبد الناصر.
وتوقف لونج كونج ليحكى للمرافقين تاريخ علاقات مصر وفيتنام الوطيدة منذ زمن الزعيمين جمال عبد الناصر و«هوشى منه» الذي وقع في حب مصر منذ أول زيارة له عام 1911 ثم زارها مرتين عام 1946 .
ولم ينس رئيس جمهورية فيتنام أن يؤكد على رسالته بزيارة بيت عبد الناصر، مذكرا الولايات المتحدة بـ «عقدة فيتنام» وهزيمة الجيش الأمريكي على يد المقاومة الفيتنامية، وهي الرسالة الواضحة التى أراد أن يوجهها للشعب الفلسطيني.
فلم يكن 30 أبريل من عام 1975 يوما عاديا في التاريخ الفيتنامي، فقد انتصرت فيتنام الشمالية آنذاك، وأُعيد توحيد شطري البلاد بعد حربين مع إمبراطوريتين أودتا بحياة نحو مليوني فيتنامي، وفقدت فرنسا كامل نفوذها تقريبا بالمنطقة، بينما خسرت الولايات المتحدة نحو 58 ألف جندي و120 مليار دولار في الحرب التي باتت الأكثر «إذلالًا» في تاريخ الولايات المتحدة.
رفض التهجير
ويعد الزعيم «هوشى منه» بطل فيتنام القومي وأول رئيس للبلاد ورائد نهضتها، وسميت العاصمة الموحدة «هانوي» باسمه، بعد تحريرها من الاحتلال الأمريكي في 30 أبريل عام 1975، ويحظى نضاله الأسطوري باحترام الملايين من شعوب دول العالم، لاسيما وأنه يمثل أيقونة من أيقونات التصدى للاستعمار.
وفي عهد الزعيم جمال عبدالناصر، أصبحت مصر من أوائل دول العالم التي أقامت علاقات دبلوماسية كاملة مع دولة فيتنام عام 1963، حيث ساندت مصر المقاومة الفيتنامية الباسلة ضد العدوان والاحتلال الأمريكي للشطر الجنوبي.
وفي دفتر الزيارات الخاص بمتحف جمال عبد الناصر، كتب الرئيس الفيتنامي لونج كونج، كلمة عبر فيها عن اعتزازه بتلك الزيارة مؤكداً متانة العلاقات المصرية الفيتنامية، وتقديره لنضال الرئيس جمال عبد الناصر وأفكاره الملهمة للأجيال اللاحقة.
وجاء نص الكلمة الموقعة باسم لونج كونج رئيس جمهورية فيتنام الاشتراكية بتاريخ 5 أغسطس 2025: تأثرتُ للغاية عندما رأيتُ صورة الرئيس هوشي منه، بطل التحرير الوطني والشخصية الثقافية العالمية، موقعةً منه ومُقدمةً إلى الرئيس جمال عبد الناصر، في شهادةٍ عميقة على المودة بين الزعيمين، والتضامن والصداقة بين شعبي فيتنام ومصر.
وأضاف: أعتقد أن قيم وأفكار الرئيس جمال عبد الناصر ستظل نبراسًا للأجيال القادمة، تُعزز علاقات الصداقة والتفاهم المتبادل بين الدول، بما فيها فيتنام.
وقبل زيارة رئيس فيتنام لمنزل الرئيس عبدالناصر، تعمد الرئيس عبد الفتاح السيسي أثناء المؤتمر الصحفي الذى جمعه بـ لونج كونج، أن يرسل رسالة دعم جديدة للشعب الفلسطيني للتمسك بأرضهم ورفض التهجير. بينما ارسل رئيس فيتنام من ذات المنبر رسالة تأييد للموقف المصري باسم الشعب الفيتنامي الذي أذاق الأمريكيين وجيشهم هزيمة اصابتهم بعقدة أصبحت تعرف باسم عقدة فيتنام.
