و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

الاحتيال بإسم الحب

أمين الفتوى يحذر : تطبيقات البحث عن عروسة مدخل من مداخل الشيطان

موقع الصفحة الأولى

يواجه الشباب العديد من "تطبيقات المواعدة"، تحت زعم البحث عن شريك الحياة، لكنها في الوقت ذاته أثارت جدلا كبيرا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فالبعض يراها دون جدوى ويجعل من الشباب مليها في الفضاء الالكتروني دون تحقيق نتائج ملموسة على الأرض، وفريق أخر يراها فرصة للبحث عن شريك مناسب دون الخوض في علاقات غير مناسبة. 

على جانب أخر، مع رواج وانتشار "تطبيقات المواعدة"، تساءل الكثيرون من رواد السوشيال ميديا عن حكم استخدامها في البحث عن شريكة الحياة.

الدكتور هشام ربيع أمين الفتوى بدار الإفتاء يرى أن تطبيقات المواعدة ما هي إلا مدخل من مداخل الشيطان وما هي إلَّا مساحة للرذائل والفُسُوق، تحت مسمى ما يقال فيها "الحصول على زواج" هو مِن السمِّ في العسل.

وقال أمين الفتوى عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: «إذا كان الكلامُ والتعاملُ بين الرجال والنساء لا مانع منه شرعًا من حيث الأصل العام، إلَّا أنَّه مقيَّد بكونه في حدود الآداب العامة والتعاليم الإسلامية، قال تعالى: ﴿فَلَا تَخۡضَعۡنَ بِٱلقَولِ فَيَطمَعَ ٱلَّذِي فِي قَلۡبِهِۦ مَرَضٌ وَقُلنَ قَولًا مَّعرُوفًا﴾، وقال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّبِعُواْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيطَٰنِ وَمَن يَتَّبِع خُطُوَٰتِ ٱلشَّيطَٰنِ فَإِنَّهُ يَأمُرُ بِٱلفَحشَآءِ وَٱلمُنكَرِ﴾». 

وأوضح أمين الفتوى أنه في حَجَّة الوداع لما سألت المرأةُ النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم عن أمور الحج، وكان معه ابن عمه الفضل بن العباس لَوَى النبي عُنُقَه ليصرفه عن النظر إليها، وقَالَ: "رَأَيْتُ شَابًّا وَشَابَّةً فَلَمْ آمَنِ الشَّيْطَانَ عَلَيْهِمَا".

وشدد على عدة ضوابط منها تَجنُّب الخَلْوة والمحادثات غير الضرورية التي قد تُؤدِّي إلى الفتنة أو الوقوع في المحرمات هو مِن سلامة القَلْب وعلامات الإيمان.

وطالب أمين الفتوى الشباب بتأَمين البيانات الشخصية والخصوصية في عالم الفضاء المفتوح، مضيفا: هذا أمرٌ لا يستهان به، ولعل ما حَدَث في تطبيق «Tea» الشهير خيرُ مثالٍ على ذلك. 

البقاء أعزبا

من جانب أخر، حذّر خبير التكنولوجيا والكاتب الألماني توماس كولر من أن تطبيقات المواعدة الشهيرة مثل "تيندر" و"بامبل" قد تكون مصممة بشكل يجعل المستخدم أقل حظا في العثور على الشريك المناسب، لأن نجاحه يعني خسارة هذه الشركات لمستخدمين دائمين.

وقال كولر لوكالة الأنباء الألمانية إن "هناك تناقضا جوهريا.. التطبيق الذي يزعم مساعدتك على إيجاد شريك، هو الأكثر استفادة من عدم عثورك عليه".

وأضاف أن توقف المستخدم عن البحث يعني تراجع الزيارات والأرباح.

وبحسب كولر، الذي أصدر مؤخرا كتابا عن المواعدة الإلكترونية، فإن عيب التصميم في هذه التطبيقات يكمن في اعتمادها على معايير سطحية مثل المظهر والموقع، بينما تهمل سمات حاسمة كالتوافق الفكري أو الشخصية.

من جهة أخرى، أشار باحثون إلى ظاهرة "الإرهاق من المواعدة عبر الإنترنت" التي قد تتسبب في أعراض نفسية مثل الشك والإرهاق العاطفي، رغم أنها ليست مرضا مستقلا بحسب دراسة حديثة.

ولفت كولر إلى أن السياسة باتت حاضرة بقوة في ملفات التعارف، إذ يعبر البعض عن توجهاتهم من خلال رموز تعكس مواقفهم من قضايا دولية مثل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ونصح بضرورة التحقق من الميول السياسية للشريك المحتمل تجنبا لخيبة الأمل لاحقا.

الاحتيال باسم الحب

فيما كشفت تقارير إحصائية أجراها مركز مكافحة الاحتيال التابع للشرطة البريطانية، أن عمليات الاحتيال بواسطة التطبيقات والمواقع، التي أُجريت بـ"اسم الحب"، ازدادت العام الماضي، في إطار تحذير للبريطانيين بعدم الانجراف وتصديق كل الحسابات التي تستخدم تطبيقات المواعدة، كوسيلة للتواصل بهدف الارتباط.

وأشارت الإحصائيات إلى أن خسائر البريطانيين من عمليات الاحتيال باسم الحب، العام الماضي بلغت نحو 50 مليون جنيه إسترليني، بزيادة 27 % مقارنة بـ2017.

وأظهرت الإحصاءات أن الخسائر الناتجة عن هذه الممارسات في 2018 بلغت نحو 11 ألف و145 جنيها إسترليني في المتوسط لكل ضحية، بعدما تظاهر محتالون بأنهم مرتبطين عاطفيا بالضحايا"، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

تم نسخ الرابط