ضوء أمريكي للتخلص من حماس
مفاوضات هدنة غزة.. نتنياهو وترامب يحملان حماس أسباب تعثرها وفصائل المقاومة ترد

حمل الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية، حركة المقاومة الإسلامية حماس أسباب انهيار مفاوضات هدنة غزة التي استمرت على مدار الأيام الماضية مع تأكيدات من قبل ارئيس الأمريكي دونالد ترامب أنها باتت وشيكة وقابله للتنفيذ.
وقال ترامب إنه يتوقع أن يقوم رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو "بالتخلص" من حماس.
وأضاف ترامب بالقول: "حماس لم تكن ترغب بالفعل في الوصول إلى اتفاق.. أعتقد انهم يرغبون بالموت، وهذا أمر سيء جدا.. ولقد وصلنا الى مرحلة إنهاء المهمة"، في إشارة الى هزيمة حماس.
ورأى ترامب أن الإسرائيليين "سوف يستأنفون القتال، وسوف يقومون بتنظيف المنطقة للتخلص من حماس" على حد قوله.
وبعد أن أشار إلى أنه كان مقتنعا منذ فترة أن حماس لن تفرج عن بقية الرهائن، لأنهم سيخسرون ورقة مهمة في أيديهم، ويفقدون ما أسماه " الحماية" التي يوفرها استمرار احتجاز آخر الرهائن الإسرائيليين.
وهنا استخدم ترامب وصفا لمصير مقاتلي حماس قائلا " سوف يتم اصطيادهم " في إشارة إلى الانتقام الإسرائيلي الذي يتوقعه.
من جانبه قال القيادي في حركة حماس عزت الرشق، إنه يستغرب التصريحات الصادرة عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقبلها تصريحات المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، التي تتعارض مع تقييم الوسطاء لموقف الحركة، ولا تنسجم مع مجريات المسار التفاوضي، الذي كان يشهد تقدّماً فعلياً، وكانت الأطراف الوسيطة، وخصوصاً قطر ومصر، تعبّر عن ارتياحها وتقديرها لموقف الحركة الجاد والبنّاء.
ونوه في بيان عبر قناته الرسمية بتطبيق «تلجرام»، صباح السبت، أن «التصريحات الأمريكية تغضّ النظر عن المعرقل الحقيقي لكل الاتفاقات، والمتمثل في حكومة نتنياهو، التي تضع العراقيل، وتراوغ، وتتهرّب من الالتزامات».
وذكر أن «حماس تعاملت، منذ بداية المسار التفاوضي، بكل مسئولية وطنية ومرونة عالية، وحرصت على التوصّل إلى اتفاق شامل يوقف العدوان، ويضع حدًا لمعاناة أهل قطاع غزة».
وأشار إلى تقديم الحركة ردها الأخير بعد مشاورات وطنية موسّعة مع الفصائل الفلسطينية والوسطاء والدول الصديقة، مؤكدًا التعاطي بـ«إيجابية ومرونة» مع جميع الملاحظات المطروحة، في إطار وثيقة «ويتكوف» نفسها، مع تأكيدها فقط على ضرورة وضوح البنود وتحصينها، خاصة ما يتعلّق بالشقّ الإنساني، وضمان تدفق المساعدات بشكل كثيف وتوزيعها من خلال الأمم المتحدة ووكالاتها المعتمدة، دون تدخل الاحتلال، وكذلك الحال بخصوص خرائط الانسحاب، وحرصها على تقليل عمق المناطق العازلة التي يبقى فيها الاحتلال خلال ال60 يوماً، وتجنب المناطق الكثيفة السكان لضمان عودة معظم أهل غزة إلى أماكنهم.
وشدد على أن الاتهامات الأمريكية بشأن المساعدات ومزاعم سرقتها فإنها «باطلة ولا أساس لها»، وفنّدها مؤخراً تقرير نشرته وكالة «رويترز»، نقلاً عن تحقيق للوكالة الأمريكية للتنمية USAID أشار أن الخارجية الأمريكية اتهمت حماس بسرقة المساعدات دون تقديم أدلة مصورة، وأن ما لا يقل عن 44 من أصل 156 واقعة سرقة للمساعدات بغزة كانت بسبب الإجراءات العسكرية الإسرائيلية.
وأضاف: «خلص التحقيق أنه لا يوجد أي دليل على أن حماس سرقت بشكل منهجي المساعدات الممولة أمريكيا لقطاع غزة، في المقابل، يواصل الاحتلال قصف المواطنين في مناطق توزيع المساعدات، ويغذّي الفوضى والانفلات الأمني، ويمنع تأمين قنوات الإغاثة».

ودعا «الإدارة الأمريكية إلى التوقّف عن تبرئة الاحتلال وتوفير الغطاء السياسي والعسكري له لمواصلة حرب الإبادة والتجويع بحقّ أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة، وأن تمارس دورًا حقيقيًا في الضغط على حكومة الاحتلال للانخراط الجاد في التوصل لاتفاق يُنهي العدوان، ويحقق صفقة تبادل الأسرى».
الاحتلال عرقل المفاوضات
ومن جانبه ، أكد الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي، محمد الحاج موسى، أن الاحتلال الإسرائيلي هو من انسحب فعليًا من جولة المفاوضات الأخيرة، بعدما فقد قدرته على المناورة، في ظل موقف موحد من فصائل المقاومة التي قدمت أقصى درجات المرونة وتعاملت بمسؤولية عالية لإنجاح المحادثات.
وأوضح الحاج موسى أن المقاومة، من خلال وحدة موقفها، سحبت الذرائع التي طالما استخدمها الاحتلال للمماطلة وكسب الوقت، ما دفعه إلى الانسحاب عندما شعر أن هامش التلاعب بدأ يضيق، في وقت استغل فيه هذه الجولة سياسيًا لتغطية أزماته الداخلية.
وانتقد المتحدث تصريحات المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، الذي حمّل المقاومة مسؤولية عرقلة المفاوضات، مؤكدًا أنها تمثل استمرارًا للانحياز الأميركي الصريح وتزييف الحقائق، كما شدد على أن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة تعكس دعمًا مباشرًا لسياسات القتل الجماعي، تحت ما وصفه بـ"الخيارات البديلة"، والتي لا تعني سوى توسيع العدوان والإبادة.
وأضاف الحاج موسى أن هذه المواقف الأمريكية تنعكس سلبًا على مسار المفاوضات، وتؤكد أن واشنطن ليست وسيطًا، بل شريك فعلي في مشروع الاحتلال لفرض التهجير والتجويع والإبادة في قطاع غزة. وأشار إلى أن كل مرة تقترب فيها المقاومة من إمكانية التوصل إلى اتفاق، تخرج واشنطن أو تل أبيب لقلب الطاولة وإفشال أي تقدم.
ورغم ذلك، أكد الحاج موسى أن المشاورات الداخلية بين فصائل المقاومة ما تزال مستمرة، وقد ساهمت هذه المشاورات في صياغة موقف موحد خلال جولات التفاوض، حدّ من قدرة الاحتلال على الالتفاف والمراوغة، وأظهر التزامًا مشتركًا بالحفاظ على الحقوق الوطنية.