الأزهر يحذر من الطائفية المقيتة
«ميكرفونات الدعوة للإسلام» تكشف مسئولية «الشرع» عن تفجير كنيسة «مار إلياس» بدمشق

لم يمضي 6 أشهر على تولي أحمد الشرع الرئاسة السورية ، حتى وقع حادث تفجير كنيسة "مار إلياس" في دمشق العاصمة، من قبل تنظيم "داعش" الإرهابي والتي راح ضحيته حتى الآن 25 قتيلا وأكثر من 70 مصابا، في هجوم دموي وصف بـ “المروع”.
حالة الفشل الأمني كانت محل تساؤلات السوريين في دمشق حول كيفية وصول الانتحاري الذي فجر نفسه أثناء تواجد المصلين داخل الكنيسة.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية “سانا” إن هجوما إرهابيا استهدف كنيسة مار إلياس بمنطقة الدويلعة في دمشق أدى لارتقاء عدد من المدنيين وإصابة آخرين.
من جهتها أعلنت وزارة الصحة السورية أن 25 مدنياً ارتقوا، وأصيب نحو 70 جراء الهجوم الإرهابي في كنيسة "مار إلياس"، وأكدت نقل المصابين إلى المستشفيات لتلقي الرعاية الطبية اللازمة، لمتابعة حالتهم الصحية بشكل مباشر.
وكشفت وزارة الداخلية السورية في منشور على قناتها الرسمية عبر تليجرام، أن انتحاريا يتبع لتنظيم داعش الإرهابي أقدم على الدخول إلى كنيسة القديس مار إلياس في حي الدويلعة بالعاصمة دمشق، حيث أطلق النار، ثم فجّر نفسه بواسطة سترة ناسفة.
ونقلت وسائل إعلام سورية شهادات شهود العيان الذين أكدوا أن شخصين أطلق أحدهما النار على حرس الأمن قبل اقتحام المبنى وتنفيذ التفجير.
من جانبه، وصف الصحفي محمد السلوم عبر صفحته في فيسبوك تعامل وزارة الداخلية مع الحادث بأنه “ارتجالي ومستفز”، منتقداً سرعة إعلان أن تنظيم داعش وراء الهجوم، دون تحقيق واضح.
هشاشة الوضع الأمني
أما الأب ملاطيوس شطاحي، راعي الكنيسة، أكد في حديثه لوسائل إعلام محلية أن إدارة الكنيسة كانت تحذر السلطات الأمنية من هشاشة الوضع الأمني، لكنها كانت دائماً تتلقى الرد نفسه: “إنها تصرفات فردية”. وأضاف شطاحي: “اليوم ثبت أنها ليست فردية، بل هي نتيجة إهمال رسمي وغياب للمحاسبة”.
الحقوقي ميشال شماس بدوره، رأى أن الحادث يحمل رسائل متعددة من بينها محاولة ضرب موقف المسيحيين المسالم من الدولة وإظهار الحكومة كعاجزة عن تأمين الحماية، مطالباً بمساءلة حقيقية حول من سهّل دخول المهاجم إلى حي الدويلعة شديد التحصين.
وأضاف الشماس “من مسؤولية السلطة أيضا التصدي بحزم لخطاب الكراهية والخطاب الطائفي، وضبط الحملات الدعوية، وإصدار تعليمات واضحة وصريحة بعدم التدخل بحياة الناس فيما يشربون ويأكلون أو يلبسون”.
ومن جانبه، أدان الأزهر الشريف بأشد العبارات الجريمة الإرهابيَّة النكراء التي استهدفت كنيسة “مار إلياس” في منطقة الدويلعة شرق دمشق، التي أودت بحياة عشرات الأبرياء من المدنيين وإصابة آخرين، وذلك على يد “إرهابي غاشم” تجرَّد من كل مشاعر الإنسانية والرحمة.

وأعلن الأزهر للجميع – في بيان له – "أن مثل هذه الجرائم الوحشية تناقض كل التناقض مقاصد الأديان السماوية وتعاليم الأخلاق الإنسانية، وهي اعتداء صارخ على حق الإنسان في الحياة والأمن والعبادة، كما تؤجِّج نار الفتنة بين أبناء الوطن الواحد."
وطالب الأزهر الجميع بالتصدي لهذا الإرهاب الأسود بكل أشكاله، وبذل كافة الجهود من أجل استقرار المنطقة وحماية المدنيين وإنقاذهم من براثن العنف والطائفية المقيتة.
ووقال البيان : في ظل هذا الظرف الأليم، يتوجَّه الأزهر بخالص العزاء وصادق المواساة إلى أسر الضحايا، ويؤكِّد وقوفه إلى جانب الشعب السوري الشقيق في مصابه الجلل، داعيًا الله تعالى أن يلهم الجميع الصبر والسلوان، وأن يعجِّل بشفاء الجرحى والمصابين.

دعوات لاعتناق الاسلام
وذكرت وسائل إعلام سورية أنه في مارس الماضي، شهدت منطقة دويلعة، توترا إثر تجول سيارات دعوة إسلامية استخدمت مكبرات الصوت، داعية المسيحيين إلى اعتناق الإسلام، خاصة خلال شهر الصيام المسيحي.
أهالي الدويلعة واجهوا هذه السيارات آنذاك وطردوها من المنطقة، معتبرين أن هذه التحركات استفزازية وتزيد من التوتر في منطقة حساسة أصلاً، كما رُصد عدة حالات لتجول سيارات الدعوة في مناطق مسيحية بدمشق دون تدخل واضح من السلطات لوضع حد لهذه الحركات الاستفزازية.
