و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

"تجر المنطقة إلي حافة الخطر"

شيخ الأزهر ينحاز لإيران ويغرد بالفارسية.. ويدين عدوان إسرائيل على الجمهورية الإسلامية

موقع الصفحة الأولى

في إدانة شديدة اللهجة وانحياز تام لإيران، غرد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، لأول مرة باللغة الفارسية، ليعلن إدانته بشكل كامل للعدوان الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، كما جاء في بيانه.

ونشر الإمام الأكبر أحمد الطيب منشور يدين فيها الاعتداءات الصهيونية   على إيران،مشددا أنها تجر المنطقة إلي حافة الخطر، وإشعال حرب لا رباح فيها إلا تجار الدم والسلاح.

وجاء ذلك من خلال منشور عبر صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك"، قائلاً: أُدينُ بشدَّة استمرار عدوان الكيان المحتل على الجمهوريَّة الإسلاميَّة الإيرانيَّة، وما يصدرُ عن هذا الكيان الغاصب المعتدي من اعتداءاتٍ ممنهجةٍ وعربدةٍ متواصلة؛ لجرِّ المنطقة إلى حافَّة الانفجار، وإشعال حرب شاملة لا رابح فيها إلا تجَّار الدماء والسلاح.

وأضاف شيخ الأزهر: "وإنَّ صمت المجتمع الدولي عن هذا الطغيان وعدم وقفه يُعدُّ شراكةً في الجريمة، وليس له ثمارٌ إلا تهديد أمن العالم بأسره، فلا يمكن للحرب أن تخلق سلامًا".

وفي تصريحات سابقة قال شيخ الأزهر لوفد طلابي من جامعتي جورج واشنطن والجامعة الأمريكيَّة بالقاهرة: “الإنسانيَّة الحقيقيَّة لا يمكن أن تقودها تجارة السلاح واقتصادات الدمار؛ لأن عواقبها لا تقتصر على صانعيها، بل تمتد لتشمل العالم بأسره”

ملامح الحضارة الغربية

وانتقد شيخ الأزهر التأثير السلبي لبعض ملامح الحضارة الغربية، مشيرًا إلى أنَّ الحضارة الغربية ليست كلها خيرًا، بل بها شرور تهدد الإنسان والإنسانية، مضيفا: “العلم وحدَه لا يضمن السلام والأمان؛ لأنه سلاح ذو حدَّين، ولا بدَّ له من حارس أخلاقي، وهذه الحراسة لا يوفرها إلا الدين”

وأشار إلى أن إسرائيل ترتكب الآن في فلسطين جرائم قتل ومذابح في وضح النهار دون تحرُّك دولي أو أممي أو محاكمة للمعتدين الظالمين

وخلال اللقاء، أكَّد فضيلة شيخ الأزهر أن “فترة طلب العلم ستظل هي الفترة المضيئة في حياة الإنسان لما تحمله من وعي، وبناء عقل وشخصية متزنة قادرة على التمييز بين الحق والباطل والخير والشر والجمال والقبح"، مشددًا على ضرورة تسخير العلم لخدمة السلام وتحقيق الأمن والأمان في المجتمعات.

وأشار إلى أن “العالم اليوم فقد عقله”، مستدلًّا بما يتعرض له الفلسطينيون من معاناة لا إنسانية، قائلًا: “نشهد اليوم أوضاعًا مأسوية لا يستطيع فيها الفلسطينيون الحصول حتى على شربة ماء، وترتكب فيها جرائم قتل ومذابح في وضح النهار دون تحرك دولي أو أممي أو محاكمة للمعتدين الظالمين، وهو ما يعكس أزمة حقيقية في الضمير الإنساني ”.

وأشار شيخ الأزهر إلى خطورة تعامل الإنسان المعاصر مع الدين تعاملا سطحيًّا، مؤكدًا أن “محاولات إقصاء الدين من حياة الناس هو أحد أسباب فقدان السعادة الحقيقية، رغم التقدم العلمي الهائل الذي نشهده”، مضيفًا: “إنسان القرن الحادي والعشرين يعيش ذروة التقدم التكنولوجي، لكنه في قمة التعاسة؛ لأنه حاول إقصاء الدين ووضع مكانه المادة والعلم المجرد”، مؤكدًا فضيلته أن “العلم وحده لا يضمن السلام والأمان، لأنه سلاح ذو حدَّين، ولا بد له من حارس أخلاقي، وهذه الحراسة لا يوفرها إلا الدين”، محذرًا من أن التقدم التقني هدد منظومة الأسرة، وأن سيطرة المادة والآلة على حياة الإنسان أضعفت منظومة القيم، وأحلت محلها نمطًا ماديًّا يُهدد الفطرة الإنسانية”.

كما تناول اللقاء الحديث عن قضايا الإرهاب والتطرف وحقوق المرأة في الإسلام، وأوضح فضيلته أن الإسلام منح المرأة مكانة عظيمة وحقوقًا واضحة، كما أشار فضيلته إلى خطورة محاكمة الدين بأفعال بعض المتطرفين والخارجين على تعاليمه وهديه، وأن هذا المعيار لو طبق على كل الأديان ما استقام معه دين واحد، مصرحا: “إذا مكَّنَّا الدين الصحيح في حياة الناس، فسيقودهم إلى الجنة في الدنيا قبل الآخرة”.

وفي ختام اللقاء، أعرب الوفد الطلابي عن سعادتهم بالتواجد في الأزهر الشريف ولقائهم بفضيلة الإمام الأكبر، مشيرين إلى تقديرهم الكبير لجهود فضيلته البارزة في تعزيز ثقافة السلام والتعايش الإيجابي بين الشعوب، ونشر قيم الإخاء الإنساني.

وأشاد الوفد بما يتابعه من مبادرات عالمية ومواقف إنسانية لفضيلته، وعلى رأسها “وثيقة الأخوَّة الإنسانية” التاريخية التي وقَّعها مع قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية السابق، مؤكدين أنها تمثِّل مرجعية أخلاقية وإنسانية مهمة في هذا العصر.

تم نسخ الرابط