مد الضحايا بالعصائر لحين استخراجهم
قصص دامية من حادث حدائق القبة.. استخراج جثث أسرة متلاصقة ويوتيوبر تترقب طليقها

تكمن خلف كل مأساة أو حادث قصص إنسانية دامية، وهو ما لخصه حادث حدائق القبة بعد انهيار عقارين مجاورين ، وتكثف فرق الإنقاذ جهودها لليوم الثاني لانتشال باقي ضحايا حادث انهيار عقارين سكنيين متجاورين بشكل كامل، وتعرض عقارين آخرين لانهيار جزئي، ما أسفر عن 3 وفيات و9 مصابين، إلى جانب مفقودين الذين يُعتقد أنهم لا يزالون تحت الأنقاض.
ونجحت قوات الحماية المدنية فى إنقاذ 12 شخصا واستخراج 3 جثث حتى الآن بمنطقة حدائق القبة وسط استمرار عمليات البحث عن أى مفقودين من أسفل الركام.
ومن بين الروايات المأساوية في الحادث، ما قامت به اليوتيوبر المعروفة بـ"لولا فاني" التي وقفت على أنقاض الركام تترقب استخراج ونجاة طليقها، وناشدت متابعيها بالدعاء لطليقها "ضياء"، والذي لا يزال تحت أنقاض أحد العقارين المنهارين بمنطقة حدائق القبة.
وكتبت لولا فاني عبر حسابها: "ادعو لضياء أبو أولادي يطلع عايش ويخرج بالسلامة والنبي"، وسط تفاعل واسع من متابعيها الذي أبدى تعاطفًا كبيرًا مع الموقف، ودعا لنجاة والد أطفالها.

أما الطفلة حور أيمن التي تم انقاذها وانتشالها من تحت الانقاض بعد مرور 7 ساعات من انهيار العقارين وفرحة الأهالي بإنقاذها، فقد توفيت بعد ساعات من انتشالها مصابة من أسفل ركام العقارين في حدائق القبة، حسبما أعلن عم الطفلة
اسرة متلاقصة في الحياة والموت
وفي لحظة واحدة، تحولت أحلام أسرة صغيرة إلى مأساة كبرى، حين لقي الشاب أحمد عيسى مصرعه، إلى جانب زوجته ورضيعهما، إثر انهيار مفاجئ لعقارين سكنيين في شارع الخليج المصري بمنطقة حدائق القبة، حيث كانت تقيم أسرة أحمد في شقة صغيرة بالدور الثاني، انهار فجأة دون سابق إنذار، ليُحتجز الزوجان وطفلهما الرضيع تحت أكوام الخرسانة والتراب لساعات.
أحمد عيسى، الشاب في أواخر العشرينات، كان قد تزوج منذ عامين فقط، ورُزق بطفله الأول قبل عدة أشهر، والذي أصبح مصدر حياته وسعادته.
شهود العيان أكدوا أن أحمد كان في الشقة وقت الانهيار، يحتضن زوجته ورضيعهما عندما سقط السقف عليهم ، حاول الجيران الوصول إليهم، لكن الانهيار كان كاملاً، ومعقدًا، ما أعاق الوصول إليهم سريعا.
وظلت فرق الإنقاذ تحفر وتزيح الأنقاض على أمل أن يجدوا أحدًا منهم حيًا، لكن حين تم انتشالهم، كان الثلاثة قد فارقوا الحياة،خرجوا من تحت الأنقاض متلاصقين، وكأنهم رفضوا الرحيل فرادى.

عصائر لحين انتشال الضحايا
وكانت قوات الإنقاذ تواصل جهودها أمس في رفع أنقاض أحد العقارات المنهارة بمنطقة حدائق القبة، وسط مؤشرات على وجود ناجين لا يزالون أحياء تحت الركام.
وتمكنت فرق الإنقاذ من التواصل مع عدد من المصابين أسفل الأنقاض، وقامت بمدهم بالعصائر والسوائل عبر فتحات ضيقة، في محاولة لإبقائهم على قيد الحياة لحين انتشالهم.
وتمكنت فرق الحماية المدنية من إنقاذ شخصين لا يزالان على قيد الحياة من أسفل الركام بعد 12 ساعة من الانهيار ، وهما:
- يوسف عبد الرازق، 22 سنة، وأصيب باختناق وكسور متفرقة.
- رحاب سعيد، 33 سنة، وأصيبت باختناق وكسور كذلك.
وكان قسم شرطة حدائق القبة تلقى من سكان شارع خورشيد المتفرع من شارع ولي العهد، أحد الشوارع الضيقة والشعبية المكتظة بالسكان، يفيد بوقوع انهيار مفاجئ لعقار سكني، وعلى الفور، انتقلت قوات الحماية المدنية، والإنقاذ البري، والإسعاف، والجهات المعنية إلى المكان.
وكان من بين الضحايا الشاب رمزي عطية مصطفى، ويبلغ من العمر 33 عامًا، ويعمل ترزيًا، كان محتجزًا داخل محله أسفل أحد العقارات المنهارة، وتوفي اختناقًا بعد محاولات متكررة للوصول إليه.
رغم مرور ساعات طويلة على الحادث، لا تزال فرق الحماية المدنية تواصل أعمال رفع الأنقاض والبحث عن ناجين، باستخدام أوناش عملاقة وأجهزة حساسة لرصد أي صوت أو حركة أسفل الركام.