نشأ فقيرا ثم صار مرشدا
علي خامنئي.. «الولي الفقيه» الذي اختلفت إسرائيل وأمريكا على اغتياله

الاسم: علي خامنئي
الشهرة: علي خامنئي
تاريخ الميلاد: 8 سبتمبر 1939
تدور رحى الحرب بين إيران وإسرائيل، وسط توقعات يومية بإغتيال علي خامنئي، مرشد الثورة الإيرانية، وهو الأمر الذي كان محل خلاف بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، حيث قال مسؤول أمريكي لشبكة CNN، إن الرئيس دونالد ترامب رفض خطة إسرائيلية لاغتيال المرشد الإيراني، علي خامنئي، كما ترامب، علنًا وسرًا، رغبته في إبقاء الولايات المتحدة بعيدة عن الصراع في الوقت الحالي، خشية التورط في حرب أخرى في الشرق الأوسط، إلا أن الولايات المتحدة تشارك في اعتراض الصواريخ الموجهة إلى إسرائيل من إيران.
على الجانب الأخر، قال بنيامين نتنياهو ردا على اغتيال علي خامنئي:" لا يوجد حصانة لأحد في الحرب"، في اشارة الى إمكانية التحرك لإغتياله.
بينما قال المتحدث باسم الكرملين الروسي، دميتري بيسكوف، إن تغيير النظام في إيران "غير مقبول"، وإن اغتيال المرشد الأعلى للبلاد، علي خامنئي سيؤدي إلى حدوث فوضى في الداخل الإيراني، كما سيؤدي ذلك إلى نشوء نزعات متطرفة في إيران، وعلى من يتحدثون عن (اغتيال خامنئي) أن يصغوا إلى هذا ويضعوا ذلك في اعتبارهم".
نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن "مصادر إيرانية مطلعة رفضت الكشف عن هويتها" أن "المرشد الإيراني علي خامنئي يستعد لاحتمال اغتياله وأنه سمّى خلفاءه في حال مقتله".
وأفاد ثلاثة مسؤولين إيرانيين مطلعين على خطط المرشد الطارئة المتعلقة بالحرب بأن "خامنئي يتواصل مع قادة جيشه من خلال مساعد موثوق فقط، بعدما علّق استخدام وسائل الاتصال الإلكترونية لتقليل احتمالات تعقّبه. كما أنه يقيم حاليا في ملجأ محصن، وقد عين مجموعة من البدلاء ضمن سلسلة القيادة العسكرية تحسبا لمقتل مزيد من معاونيه المقربين".
من هو علي خامنئي ؟
علي خامنئي الذي توعد إسرائيل بمواصلة الحرب واستمرار قصف المدن المحتلة بالصواريخ الإيرانية، معروف بفكره المتشدد وعناده الشديد، بالاضافة إلى تكوينه الثقافي المعقد، هذا التكوين يعود إلى شبابه في أواسط ستينيات القرن الماضي.
ويُعدّ علي خامنئي مثقفاً إسلامياً مؤدلجاً، تغذى فكرياً من الأصوليات الراديكالية بشقيها؛ الشيعي والسنّي فقد تتلمذ على يد زعيمه الروحي المرشد السابق الخميني، كما تغذى بأفكار منظري جماعة الإخوان المسلمين في مصر، خاصة سيد قطب ، والذي اعتنى علي خامنئي بترجمة بعض كتبه إلى الفارسية، مثل "الإسلام ومشكلات الحضارة"، و"في ظِلال القرآن"، و"المستقبل لهذا الدين".
ولد علي خامنئي في مدينة مشهد بمحافظة خراسان، شمال شرق إيران، يوم 8 سبتمبر 1939، وسط أسرة فقيرة ومن عائلة تشتهر بالعلم والأدب.
تعود أصول أجداده إلى مدينة تفرش وسط إيران، لكنهم هاجروا إلى منطقة أذربيجان الإيرانية ثم إلى النجف، والده تركي أذري هاجر من تبريز إلى مشهد، ولهذا السبب يتقن علي خامنئي اللغة التركية جيدا، وكان جده من العلماء الشيعة الأذريين في النجف.
يعد خامنئي الثاني بين 8 إخوة، ثلاثة منهم علماء متخصصون في العلوم الشرعية الإسلامية وفق المذهب الشيعي، تزوج سنة 1964 وله 6 أبناء هم مصطفى ومجتبى ومسعود وميثم وبشرى وهدى.
يقول عن نفسه في مذكراته إنه عاش طفولة عسيرة، وإنه مرت عليهم ليال لم يجدوا فيها ما يأكلون، ويضيف أن والدته كانت تخيط له ولإخوانه ما يرتدون من ملابس أبيه البالية.
نشأ وإخوته في حي فقير بمشهد في بيت لا تتعدى مساحته 70 مترا مربعا، يتكون من غرفة واحدة وسرداب مظلم وضيق، إلى أن اشترى بعض تلامذة أبيه قطعة أرض مجاورة للبيت ووسعوه حتى أصبحت فيه 3 غرف.
بدأ خامنئي منذ سن الرابعة دراسته في الكتاب، حيث تعلم القراءة وبدأ حفظ القرآن الكريم، كما علمته أمه الشعر والأدب الفارسي والفنون الإسلامية الإيرانية منذ صغره.

درس المرحلة الابتدائية في مدينة مشهد حتى الصف الخامس، ثم بدأ بدراسة الدروس الحوزوية (الدينية) عند والده وعالم الدين جليل حسيني سيستاني.
عاد إلى مشهد سنة 1964 بعد أن فقد أبوه بصره، وبدأ هناك بتدريس العلوم الفقهية والتفسير للطلاب الشباب، عند أستاذه القديم ميلاني.
وفي تلك الفترة بدأ يروج بين طلابه لفكرة إسقاط نظام الشاه، واستطاع تجنيد الكثير منهم ممن شاركوا من بعد في الثورة التي أسقطت هذا النظام عام 1979.
يجيد خامنئي عدة لغات، ولديه إلمام واسع بالشعر والأدب، وروى مقربون منه أن ناشطا يساريا شيوعيا أرمينيا كان يعلمه الإنجليزية في سجن قزل بطهران أوائل ستينيات القرن الماضي.
اشتهر عنه شغفه بقراءة الروايات والقصص، سواء الفارسية أو العربية والعالمية، وقيل إن له حظا في نقد الأعمال الأدبية والشعرية، وله علاقات مع كثير من الشعراء والكتاب والمثقفين في زمانه، ومنهم الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري.
أثناء شبابه ومسيرته الدراسية تأثر بمواقف وآراء المفكر الراحل علي شريعتي، رائد مدرسة "الإسلام بلا رجال الدين" الفكرية، لكن تأثره الأكبر كان بالخميني الذي تشبع بأفكاره ورؤاه، فأصبح أحد رموز فقهاء الشيعة المؤمنين بولاية الفقيه المدافعين عنها.

ومفاوض أزمة رهائن السفارة الأمريكية
نشأ خامنئي في أسرة سياسية، وتم إعدام زوج عمته خلال فترة حكم الشاه، وكان أحد قادة الثورة التي أسقطت نظامه عام 1979، ومفاوضا رئيسيا في أزمة رهائن السفارة الأمريكية بطهران، التي اقتحمها طلاب إيرانيون دعما للثورة، واحتجزوا 52 رهينة أميركيين من سكان السفارة لمدة 444 يوما.
انخرط منذ بداية الستينيات في صفوف التيار المعارض لحكم الشاه، واعتقل 6 مرات، كما منعته الاستخبارات عام 1965على عهد الشاه من الخروج من البلاد لمدة 10 سنوات، وعام 1977 تم إبعاده إلى مدينة إيرانشهر بمحافظة سيستان وبلوشستان.
عام 1952 التقى بمجتبى نواب صفوي زعيم "حركة فدائيي الإسلام" السرية في مشهد، واعتقل أول مرة عام 1962 بسبب مشاركته في اجتماع احتجاجي لأعضاء المنظمة لدعم القضية الفلسطينية بالمدينة نفسها.
سنة 1977 تم اختياره عضوا في لجنة من 11 شخصا شكلها الخميني لإصلاح الحوزة العلمية في قم وتحضير أرضيتها سياسيا للانقلاب على الشاه، وأدى ذلك لتأسيس جمعية العلماء المجاهدين التي تحولت فيما بعد إلى الحزب الإسلامي الجمهوري، كانت هذه الجمعية تعمل على تجنيد طلاب العلوم الدينية وتوعيتهم سياسيا كي يكونوا نواة لحركة مستقبلية لإسقاط نظام الشاه، واستطاع جهاز "السافاك" كشفها وإلقاء القبض على بعض أعضائها عام 1964، واستطاع خامنئي الفرار، ولكن تم اعتقاله في مشهد عام 1965 والحكم عليه بالسجن 6 أشهر.

وعاد خامنئي إلى تحركاته السياسية بمجرد الخروج من السجن، وسُجن مجددا بسبب خطاباته ومحاضراته المعارضة للشاه، كما عاد إلى مشهد عام 1978 ليقود الحركة الثورية ضد نظام الشاه بمحافظة خراسان.
أسس خامنئي مع آخرين منهم محمد بهشتي، رفسنجاني، موسوي أردبيلي، الحزب الجمهوري الإسلامي الذي سيطر فيما بعد على القرار السياسي في البلاد لعدة أعوام، إلى أن تم حله عام 1987 بقرار من الخميني.
في 26 يونيو 1981 تعرض لمحاولة اغتيال من أعضاء منظمة مجاهدي خلق، الذين زرعوا قنبلة في جهاز تسجيل وضع أمامه وهو يخطب في جامع أبي ذر بطهران، ونجا منها، لكنه أصيب بجروح بليغة وتمزقت أعصاب يده اليمنى وأصيبت بالشلل، فاضطر لترك المنبر مدة طويلة.
شارك خامنئي أيضا متطوعا على جبهة القتال بمنطقة الأهواز في الحرب العراقية الإيرانية، التي امتدت من 1980 إلى 1988، وكان ممن أقنعوا الخميني بضرورة تشكيل "مجمع تشخيص مصلحة النظام" لفض الخلافات بين مؤسسات الدولة.