و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

مقتل «غنيوة» أشعل العاصمة

وقف إطلاق النار في طرابلس بعد اشتباكات عنيفة بين الفصائل الليبية المتصارعة

موقع الصفحة الأولى

عاشت العاصمة الليبية طرابلس أياما من الاشتباكات العنيفة بين الفصائل المسلحة المتصارعة، التي تسببت في وقوع قتلى وإصابات، وخسائر في الممتلكات العامة والخاصة، والتي اشتعلت بعد مقتل عبد الغني الككلي المعروف باسم "غنيوة"، قائد جهاز دعم الاستقرار، وهو تنظيم مسلح يتمتع بنفوذ قوي بالعاصمة.

وأعلن المجلس الرئاسي الليبي الوقف الفوري لكافة الاشتباكات المسلحة في مدينة طرابلس دون قيد أو شرط، والامتناع التام عن استخدام السلاح في المناطق المدنية، محملا المسؤولية القانونية الكاملة لكل من يخالف ذلك التوجيه أو يساهم في زعزعة الأمن والاستقرار داخل العاصمة، كما دعا جميع الأطراف إلى الاحتكام للعقل والحوار، وتغليب المصلحة الوطنية العليا على أية اعتبارات أخرى.

وأكدت وزارة الدفاع في حكومة الوحدة الوطنية الليبية، بدء تنفيذ وقف إطلاق النار في جميع أنحاء العاصمة طرابلس، وقالت إن وقف إطلاق النار يأتي في إطار حماية المدنيين والحفاظ على مؤسسات الدولة وتجنب مزيد من التصعيد.

كما أعلنت وزارة الدفاع الليبية أن القوات النظامية بدأت التنسيق مع الجهات الأمنية، لاتخاذ إجراءات لضمان التهدئة، مؤكدة عدم السماح بفرض أي واقع بقوة السلاح أو خارج الأطر الرسمية، كما طالبت جميع الأطراف بالالتزام الكامل بوقف إطلاق النار والابتعاد عن التصريحات التحريضية.

وتأتي محاولات التهدئة، بعدما شهدت العاصمة الليبية طرابلس اشتباكات عنيفة بين قوات تابعة لحكومة الوحدة الوطنية من جانب، وقوات جهاز الردع وقوات من المنطقة الغربية داعمة لها من جانب آخر.

وزادت الاشتباكات مع إطلاق قوات من مدينة الزاوية غرب طرابلس بإطلاق النار على قوات حكومة الوحدة الوطنية، بهدف تخفيف الضغط على قوات الردع وسط المدينة.

كما تبادلت القوات المتصارعة مناطق السيطرة في شمال وجنوب طرابلس، لتسفر الاشتباكات عن سقوط العديد من القتلى والجرحى، إضافة إلى خسائر في الممتلكات العامة والخاصة.

فرار السجناء من سجن طرابلس

وأعلن جهاز الشرطة القضائية في ليبيا، عن فرار عدد من السجناء من سجن الجديدة بطرابلس، بعد اشتعال الاشتباكات المسلحة أمام السجن وفي محيطه، وهو ما تسبب في حالة من الرعب والفزع بين النزلاء، ثم هروب عدد كبير منهم، وحذر من أن معظم الفارين من ذوي الأحكام الثقيلة والقضايا الجنائية الخطيرة.

وكان الهلال الأحمر الليبي أعلن حالة الطوارئ في طرابلس، مع رفع درجة التأهب إلى المستوى الأقصى، لتأمين الدعم الإنساني بروح المسؤولية والحياد التام، حسب قول مسؤولي المنظمة.

واشتعلت الاشتباكات بعد مقتل عبد الغني الككلي المعروف باسم "غنيوة"، وهو قائد جهاز دعم الاستقرار، أحد التنظيمات المسلحة التي تحظى بنفوذ قوي في العاصمة الليبية طرابلس وتتمركز في منطقة أبو سليم المزدحمة بالسكان، ونتج عن الاشتباكات طرد التنظيم من معقله الرئيسي، مع تكهنات بأن يؤدي ذلك إلى تعزيز نفوذ جماعات مسلحة متحالفة مع حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس.  

وكان عبد الغني الككلي "غنيوة"، يسيطر على مساحات كبيرة من طرابلس لعدة سنوات، ما يعني أن مقتله سيلقي بظلاله على الأوضاع السياسية والأمنية في ليبيا بأكملها، كما أعلنت حكومة الوحدة الوطنية استكمال عملية أمنية ضد الجماعات المسلحة غير النظامية، حسب وصف رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة.

وقال طارق المجريسي، عضو المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: "كان غنيوة الككلي ملك طرابلس بحكم الأمر الواقع، بعدما سيطر رجاله على جهاز الأمن الداخلي، في الوقت الذي سيطر فيه أتباع آخرون على توزيع التحويلات النقدية من البنك المركزي، وعلى العديد من الشركات العامة والوزارات".  

وتعيش ليبيا حالة من عدم الاستقرار منذ أحداث 2011 وإسقاط نظام معمر القذافي بدعم من حلف شمال الأطلنطي “ناتو”، ولكن البلاد انقسمت عام 2014 بين طرفين متصارعين، أحدهما في الشرق والآخر في الغرب، وتوحدت جماعات الشرق تحت قيادة المشير خليفة حفتر، لتظل السيطرة في طرابلس بالغرب منقسمة بين جماعات مسلحة متنافسة.  

ومنذ عام 2022،  تتصارع حكومتان على السلطة: الأولى حكومة الوحدة المعترف بها أمميا برئاسة عبد الحميد الدبيبة ومقرها طرابلس، وتدير غربي البلاد بالكامل، والثانية حكومة أسامة حماد التي كلفها مجلس النواب وتحظى بدعم المشير خليفة حفتر، ومقرها مدينة بنغازي، وتدير شرقي البلاد ومدنا في الجنوب.

تم نسخ الرابط