
يشكل الشباب القلب النابض لأي مجتمع، وهم العمود الفقري الذي تقوم عليه مسيرة التنمية والتقدم، في مصر، تأتي رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي لتؤكد على أن تمكين الشباب وإشراكهم في مختلف القطاعات، وبخاصة الإعلام، هو الطريق الأمثل لبناء وطن قوي وحديث، فالإعلام لم يعد مجرد وسيلة لنقل الأخبار، بل أصبح منصة لصياغة الوعي الوطني وتعزيز الهوية الثقافية، وهو ما يتطلب وجود جيل جديد من الإعلاميين الشباب القادرين على مواجهة تحديات العصر ونقل رسالة الوطن بصدق واحترافية.
حدثني صديقي المسؤول فى إحدى الدول الإفريقي قائلاً: "نريد أن نأخذ منكم الرئيس السيسي"، هذه ليست مغالة في الطرح، لكنني فهمت جيدًا ما يعنيه، إذ إن الاستثمار الحكيم في تطوير الشباب وتنمية قدراتهم المهنية والبشرية خلال عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي يمثل نموذجًا يحتذى به في المنطقة، ويستحق الوقوف احترامًا وتقديرًا في اللقاء الصحفي الأخير مع الهيئات الإعلامية، أكد الرئيس السيسي أن الشباب يحتلون قلب اهتماماته ورؤيته المستقبلية لمصر، معتبراً نفسه أكبر داعم لهم، وأوضح أن تمكين الشباب ليس شعارًا بل سياسة وطنية مترابطة ومخطط لها، مدعومة بأرقام وإحصائيات تعكس جدية الدولة في بناء جيل قادر على مواجهة تحديات المستقبل.
تطوير المناهج وربطها بسوق العمل
خلال السنوات الخمس الماضية، بلغ الإنفاق على التعليم الفني والتدريب المهني أكثر من 35 مليار جنيه، مع زيادة مستمرة في تطوير المناهج وربطها بسوق العمل وفي عام 2024 فقط، تم تدريب أكثر من 1.2 مليون شاب وشابة في مجالات التكنولوجيا الحديثة والصناعات الهندسية والخدمات، ما أدى إلى ارتفاع نسبة توظيف خريجي هذه البرامج إلى 68% مقارنة بما كان عليه الحال سابقًا وعلى صعيد ريادة الأعمال، استفاد أكثر من 320 ألف شاب من قروض ميسرة تجاوزت 5 مليارات جنيه من خلال برنامج "مشروعي"، ما ساهم في رفع معدل مشاركة الشباب في سوق العمل من 35% في 2015 إلى 45% في 2024، كما تم تحديث المناهج في أكثر من 3000 مدرسة فنية، وافتتحت 12 حاضنة تكنولوجية تدعم المشاريع الناشئة، حيث حققت 65% من الشركات الناشئة نموًا مستدامًا.
ولم يقتصر دعم الشباب على التدريب والتأهيل فقط، بل شمل أيضًا إشراكهم في صنع القرار، حيث ارتفع تمثيلهم في المجالس النيابية والمحلية إلى 28%، فضلاً عن تمكين أكثر من 1000 شاب من العمل في مناصب قيادية وإدارية، ما يعكس إيمان الدولة بقدرتهم على قيادة المستقبل وقد انعكس هذا الدعم القوي على خفض معدل البطالة بين الشباب من 28% في 2014 إلى 18% في 2024، مع توقعات بأن ينخفض أكثر في السنوات القادمة وفي سياق دعم الشباب، شدد السيد الرئيس على أهمية الاعتماد على الكوادر الشابة المؤهلة في المجالات الحيوية، لا سيما الإعلام، حيث أكد على ضرورة تنظيم برامج تثقيفية وتدريبية مستمرة للعاملين في هذا القطاع، مع التركيز على تعزيز مفاهيم الأمن القومي والانفتاح على مختلف الآراء. هذا النهج يرسخ مبدأ "الرأي والرأي الآخر" داخل المنظومة الإعلامية المصرية، ويضمن تناول الموضوعات بعيدًا عن المغالاة في الطرح أو النقص في العرض، مما يعزز من دور الإعلام الوطني في بناء وعي المواطن وترسيخ القيم المجتمعية.
ويبقى السؤال المهم: من يمنح الفرصة الحقيقية للشباب في المجال الإعلامي لتنفيذ التوجهات الرئاسية الطموحة؟ في ظل رؤية الرئيس السيسي التي تؤكد على أهمية الاعتماد على الكوادر الشابة المؤهلة، يجب أن تكون هناك آليات واضحة تتيح للشباب فرص التدريب والتطوير والتوظيف في المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة، إن تمكين الشباب من المناصب الإعلامية المختلفة، سواء في الإنتاج أو التحرير أو التقديم، يعزز من قدرتهم على نقل الرسائل الوطنية بدقة واحترافية، ويسهم في بناء إعلام قوي يعكس توجهات الدولة الحديثة ويعزز من مبدأ "الرأي والرأي الآخر"، توفير بيئة عمل داعمة للشباب، مع برامج تثقيفية وتدريبية مستمرة تركز على مفاهيم الأمن القومي والانفتاح الفكري، هو السبيل لضمان تنفيذ هذه التوجهات الإعلامية بشكل فعال ومستدام، مما يحقق التأثير المطلوب في تشكيل وعي المواطنين ودعم مسيرة التنمية الوطنية.
في ظل التحديات التي تواجه المنطقة، تثبت مصر بقيادة الرئيس السيسي أن الاستثمار في الشباب هو استثمار في مستقبل الوطن، وجسر للتنمية المستدامة، هذه الرؤية الطموحة جعلت مصر نموذجًا يُحتذى به في أفريقيا والعالم العربي، وأثارت إعجاب العديد من المسؤولين الأفارقة الذين يرون فيها تجربة ناجحة تستحق التعلم منها، إن دعم الشباب وتمكينهم هو حجر الزاوية في مسيرة بناء مصر الحديثة، وهو السبيل لضمان مستقبل مشرق لأجيال قادمة.